ماري أنطوانيت من كانت حقًا خلف كل ذلك الحرير والبهرجة؟

لندن — يثور سؤال الفاعلية بقوة في معرض متحف فيكتوريا وألبرت عن آخر ملكة لفرنسا. يقدم نص المعرض ماري أنطوانيت بوصفها «الملكة الأكثر أناقةً، ومثاراً للتدقيق والجدل في التاريخ»، بينما تم تحويل البورتريه الذي يُزعم أنه الأقرب إلى ملامحها الحقيقية إلى عرض جداري متحرّك، فتبتسم ملامحها وتلمع العينان لنا. هنا تُعرض ملابسها ومقتنياتها الأشدّ حميمية: مجموعة مذهلة من النعال المصغّرة المحفوظة بدقّة، والكاورسيه، والمجوهرات؛ وتدل الأحرف الأولية عليها في الشروح أنها كانت من ممتلكاتها الشخصية. ومع ذلك فإن صياغة النصوص الجدارية تتملّص باستمرار من إقرار فاعليتها، على الرغم من تمجيد «نفوذها الكبير كراعية للفنون» ووصفها كـ«رمز للأناقة».

بالتدقيق بين السطور (وبين الغرز) نرصد مسرحاً سياسياً يختزل الدور الوحيد للملكة الشابة في الوقوف صامتةً في البلاط وتوفير وريث للملك. نخبر بأن «في سنّ الرابعة عشرة دخلت أنطوانيت المجتمع الفرنسي بدخلة مبهرة عند زفافها إلى الدوفين، وريث العرش، مرتديةً ثوباً لامعاً من قماش فضي»، وأن الحرير «طُلب من باريس بتكاليف فادحة من قِبل والدتها، الإمبراطورة ماريا تيريزا النمساوية». نعلم أيضاً أنها روّجت لأنماط أزياء معيّنة وكان لها أقمشة مفضلة؛ وأنها نالت علبة مجوهرات فائقة الروعة عام 1770 من صنع مارتن كارلين، معارة من فرساي، كهدية زفاف. وفي ما يخصّ المجوهرات نفسها، تخبرنا النصوص بأن «التقطيعات المبتكرة زادت بريق الأحجار كما لم يحدث من قبل» خلال عهدها. في كل ذلك تبدو شخصية سلبية الإجراء. القطع المحيطة التي كانت تملكها تُعرض كنماذج لأنماط ورق الجدران ومستويات مبهرجة من التزيين في الباروك الشعرية وتسريحات الشعر. نُقدَّم لتصاميم شعرٍ تصحح مسحة الهزل، ومنها تسريحة اسمها «انتصار الحرية» على شكل سفينة، مرسومة في مخطوطة 1778 ومؤطّرة كـ«أشهر تسريحة مرتبطة بأنطوانيت». أقرب ما تصل إليه من فعلية في هذا العرض هو تعلمنا أنها نسّقت حدائق بيتيه تريانون وأعادت تصميم داخلها.

يقرأ  اليابان تنتخب رئيس وزراء جديد وسط حالة من عدم اليقين السياسي كل ما تحتاج إلى معرفته

انظر إلى الكورسيهات المسببة للتأوه (بعرض عنقِ تقريباً)، وإلى الإبداع المذهل لدى صانعي الثياب وصنّاع الحلي والحرفيين آنذاك، فهما ما يملأ الغرفة الأولى. يتّضح أن دورها الاجتماعي لم يترك مجالاً — حرفياً — لشيءٍ سوى أداء واجبات صنع الوريث وتزيين منزلها العلني بأبهى صورة ممكنة. حقيقة أن أول بورتريه نواجهه — بوجه فتي غير محدّد العمر أو الملامح — يُعتبر أعظم شبيه لها، تشير إلى أنها لم تُرى فعلاً كشخص تُسجّل ملامحه الحقيقية. باختصار، لم نقترب خطوة من فهم مَن كانت على نحو جوهري.

يزيد من تعقيد هذا الفراغ في الأدلة التاريخية حول ذات أنطوانيت تحفظ القيّمة الرئيسية سارة جرانت عن دعم العرض بخلفيات تاريخية وسياقات سوسيوبوليتية واضحة. قد يكون السبب عدم وجود دلائل باقية تبني منها صورة لشخصيتها — ربما لم تُمنح حتى فرصة أن تُبنى لها شخصية مفهومة. أو قد يكون التركيز على الأسلوب مبرّراً بمنطقٍ لامبالٍ: من يحتاج إلى سماع التاريخ الثوري المزعج؟ يرعى المعرض منولّو بلهنيك ويعرض قطعة مذهلة من تصميم مسرحي عبقري. النصف الأول كله إضاءة خافتة متلألئة، وجدران وردية ذات حواف متعرّجة، وموسيقى محيطة صمّمها فريق اسمه «فاذر» لا يخرج عن سياق فيديو ASMR. النصف الثاني يفيض بدرجات أخضر باهت ومنصّات مفصّلة تعرض الامتداد التاريخي الواسع للموضة المتأثرة بـ«أسلوبها» في القرون اللاحقة عبر مصممين من جاليانو إلى شانيل وحتى منولو بلهنيك بكعبه الشهير المرتبط بأنطوانيت. إضافة مرحة هي تماثيل صدر وهمية مملوءة بالباتشولي يمكن الانحناء نحوها لاستنشاق العطر.

يفصل بين هذين الجزئين ممرّ أحمر قاتم يقود إلى حجرة انتظار تحتوي على مثال معاصر لمقصلة فرنسية (رائع!) وصورٍ لرأسها المقطوع (مروّع!). كان لدى القيمين مساحة حائطية واسعة كقناة ولادة لشرح المناورات التاريخية والسياسية التي تبيّن لماذا أُعدمت (أي خلفية الثورة). هل نتحصل على ذلك الشرح؟ كلا.

يقرأ  أوثرواي تمنح روبن للذكاء الاصطناعي هوية دافئة وملموسةوتقلب السرد السائد في التكنولوجيا القانونية

الانتصار الحقيقي لهذا العرض يكمن في الحفظ والترميم. حتى داخل الأحذية الباقية من تلك الحقبة لا يُرى خدش ولا تمزّق. وجود فساتين معاصرة محفوظة بحالة مذهلة يستحق ثمن التذكرة وحده. العديد منها من مجموعات المتحف، لكن ثوب الدوقة هيدفيغ إليزابيث شارلوتا الفضي الشبيه بالثوب الذي ارتدته أنطوانيت في زفافها، والمعار من الخزنة الملكية في ستوكهولم، هو استثنائي. ولا تقلّ بذخاً فساتين مصممة من موسكينو لتبدو ككيك. عبر هذا الخط الزمني لتصاميم الأزياء من عصر أنطوانيت إلى يومنا هذا، نرى كيف ترددت صدى أناقتها في زوايا اللون الباستيل الخفيفة؛ وفي البذخ والزخرفة؛ وفي القطارات والشعر والوسائد المبالغ فيها. ومع ذلك تبقى أنطوانيت معرّفة بهذه الشفرات فحسب. التاريخ لم يعرفها حقّ المعرفة كشخص، ولا يبدو أن هذا سيتغيّر هنا.

يستمر معرض «ماري أنطوانيت: الأسلوب» في متحف فيكتوريا وألبرت ساوث كنسينغتون (طريق كرومويل) حتى 22 مارس 2026. قَيّمته سارة جرانت.

أضف تعليق