ديفيد سزالاي يفوز بجائزة بوكر عن روايته «Flesh» («اللحم»)
الكاتب المجري-البريطاني ديفيد سزالاي نال جائزة بوكر المرموقة عن روايته «Flesh»، التي تحكي سيرة مهاجر مجري معذب يصنع ثروة ويخسرها. فاز سزالاي، البالغ من العمر 51 عاماً، على خمسة مرشحين آخرين من القائمة القصيرة، بينهم الروائية الهندية كيران ديزاي والكاتب البريطاني أندرو ميلر، ونال جائزة قدرها 50 ألف جنيه إسترليني (نحو 65.500 دولار) في حفل أقيم في لندن يوم الاثنين.
تقدم الرواية بلغة مقتصدة ورصينة، وتستعرض حياة إشتفان الصامت؛ علاقة مراهق بامرأة أكبر منه، مروراً بفترة كفاحه كمهاجر في المملكة المتحدة، إلى غاية تحوله لواجهة في مجتمع لندن الراقي. ووصفت لجنة الاحتفال الرواية بأنها «تأمل في الطبقة والسلطة والحميمية والهجرة والذكورة. إنها لوحة مقنعة لرجل واحد، وللخبرات التكوينية التي قد يتردد صداها طوال حياة الإنسان».
خلال استلامه الكأس في أولد بيلينغسغيت بلندن، شكر سزالاي محكّمي المسابقة لمكافأتهم روايته «المخاطرة». وروى أنه سأل محررته إن كانت تتخيل رواية بعنوان «Flesh» تفوز بجائزة بوكر، فأجابته النتائج: «ها هي الإجابة».
بجانب جائزة الخمسين ألف جنيه للفائز، تُمنح جوائز قدرها 2,500 جنيه لكل من الكُتّاب المدرجين في القائمة القصيرة وللمترجمين، ما يرافق ذلك عادة بزيادة في الشهرة وارتفاع مبيعات الكتب.
قال سزالاي لهيئة الإذاعة البريطانية إنه «رغم أن والدي مجري، لم أشعر أبداً بانتماء كامل إلى المجر. أعتقد أنني ظللت غريباً هناك بعض الشيء، وبعد سنوات بعيدة عن المملكة المتحدة ولندن أيضاً شعرت بشيء مماثل تجاهها». وأكد أنه أراد كتابة رواية تمتد بين المجر ولندن وتضم شخصية لا تنتمي تماماً إلى أي من المكانين.
اختيرت الرواية من بين 153 عملاً قدمت للمسابقة من قبل لجنة تحكيم ضمت الكاتب الإيرلندي روددي دويل والممثلة سارة جيسيكا باركر. وقال دويل إن «Flesh» التي وصفها بأنها «كتاب عن الحياة وغرابتها» كانت الخيار الإجماعي للجنة بعد اجتماع دام خمس ساعات. وأضاف: «لم نقرأ من قبل شيئاً شبيهاً به. إنه، في نواح كثيرة، كتاب قاتم لكنه متعة للقراءة. لا أظن أنني قرأت رواية تستخدم المساحات البيضاء على الصفحة بهذه الطريقة؛ كأن الكاتب يدعو القارئ ليملأ هذه المساحات، يراقب — بل يشارك في خلق — الشخصية معه».
ولد سزالاي في كندا، ونشأ في المملكة المتحدة، ويقيم حالياً في فينا، وكان قد وصل إلى القائمة النهائية لبوكر عام 2016 عن عمله «All That Man Is»، مجموعة قصصية تتناول تسع شخصيات رجالية مختلفة تماماً. تُعد «Flesh» العمل الروائي السادس لسزالاي.
وبحسب أسواق المراهنات كانت الروايتان المرشحتان على رأس القائمة هما عمل ميلر «The Land in Winter» الذي يدور في بدايات الستينيات، وديزاي بروايتها العالمية «The Loneliness of Sonia and Sunny» — أول عمل لها منذ فوزها بجائزة بوكر عام 2006 عن «The Inheritance of Loss».
أما المرشحون الآخرون فشملوا رواية سوزان تشوي العائلية المعقدة «Flashlight»، ورواية كيتي كيتامورا حول التمثيل والهوية «Audition»، ورواية بن ماركوڤيتس عن رحلة أزمة منتصف العمر «The Rest of Our Lives».
تأسست جائزة بوكر عام 1969 وقد اكتسبت سمعة رائدة في تحويل مسارات حياة الكُتّاب المهنية؛ من بين الفائزين السابقين سلمان رشدي، إيان مكيوان، أرونداتي روي، مارجريت آتوود، وسامانثا هارفي التي نالت جائزة 2024 عن قصتها في محطة الفضاء «Orbital».
في فئة منفصلة، نالت الكاتبة والناشطة الهندية بانو مشتاق جائزة بوكر العالمية في مايو عن روايتها «Heart Lamp»، التي تضم 12 قصة تحكي عن الحياة اليومية للنساء والفتيات في مجتمعات مسلمة في جنوب الهند.