هل رغبت يوماً في لمس عمل فني داخل المتحف المتروبوليتان للفنون؟ حظك جيد: في 10 نوفمبر أطلق المتحف عرضين رقميين يتيحان للزوار التجوّل في صالاته عبر خوذة واقع افتراضي أو عبر حاسوب عادي من خلال رابط على موقع المتحف.
اختار المتحف معرضين بارزين كأولى خطواته في الواقع الافتراضي: معبد دندور المصري المؤرخ إلى القرن الأول قبل الميلاد، ومجموعة من الأعمال المحيطية المعروضة في جناح مايكل سي. روكفلار الذي جُدِّد حديثاً. مرتكزة على مسوح ثلاثية الأبعاد أجريت داخل أروقة المتحف، يحمل العرضان عناوين: «فكّ شيفرة دندور» و«أوشيانا: أفق جديد للمكان والزمان»، ويقدمان تصويرات واقعية إلى حد ما مع لمسات محسنّة ومهام تشبه ألعاب الفيديو. صمّمها فريق المتحف بالتعاون مع منصة أتوبيّا المتخصصة بالثقافة في الواقع الافتراضي.
في جولة معبد دندور الافتراضية، التي أنجزت بالتشاور مع أمينة قسم الفن المصري إيزابيل ستُنكل، يقود المستخدمون عبر وحدات تسرد تاريخ البناء النوبي الذي أُهدي للمتحف عام 1967. يتضمن العرض نشاطاً شبيهاً بماينكرفت — أو بالأحرى ماينكرفت لكنه بصيغة رقمية — يتيح للمستخدمين محاكاة عمل حفظ الآثار في السبعينيات بإعادة تركيب الموقع حجراً حجراً. عند إنهاء الجولة يتيح المتحف للزوار تسجيل ملاحظة صوتية تعكس انطباعاتهم. كما ذكر المتحف أن الجولة الإفتراضية تضم أكثر من 150 صورة وفيديو جديداً انتُقيا من أرشيف المتحف ومن مصادر دولية مثل اليونيسكو.
أما في محاكاة قاعات الفن الأوشياني، التي طُوّرت بالتعاون مع أمينة قسم فنون أوقيانوسيا مايا نوكو، فيستقبل الزوار مجسّ عائم لتمثال «سيدة السلف» المنسوب إلى فنان إينياي-إيوا غير مسَمَّى ويُؤرخ بين القرن السادس عشر والتاسع عشر. فوق القطعة معلق «سقف بيت الاحتفالات» (1970–73)، الذي يطلق عرض شرائح مع رواية تشرح أكثر من 270 لوحاً مصبوغاً من لحاء الشجر تشكل العمل بالكامل. يُكلّف الزائرون بالتجوال داخل القاعات والبحث عن 16 عملاً فنياً وإظهارهم بنقرة لكسب شارة الاكتشاف، وغالباً تكون بعض القطع مخبأة بين كثافة نباتية.
ذكر بيان المتحف أن قسم التكنولوجيا الناشئة والرقمية طوّر منصة بالتعاون مع أتوبيّا تهدف إلى تمكين مؤسسات ثقافية أخرى من تصميم برامج افتراضية مماثلة داخلياً ودون الحاجة إلى برمجة.
وقال مدير المتحف والرئيس التنفيذي ماكس هولين في بيان صحفي إن البرامج الافتراضية تقدّم «تجارب ثقافية لا مثيل لها للجمهور أينما كانوا».