انفجار في القلعة الحمراء في دلهي يقتل 13 شخصًا الشرطة تطبق قانون مكافحة الإرهاب — ماذا جرى؟

قُتل ما لا يقل عن 13 شخصاً وأُصيب أكثر من 20 آخرين بجروح إثر انفجار سيارة في نيو دلهي، عاصمة الهند، ليلة الاثنين.

وضِع عناصر الأمن في حالة تأهب قصوى عبر ولايات ومدن رئيسية بينما باشرت السلطات تحقيقاً لمعرفة أسباب الانفجار.

ملخص الحادث
في نحو الساعة 18:52 بالتوقيت المحلي (13:52 بتوقيت غرينتش) هز انفجار شديد الكثافة حيّاً مكتظّاً في نيودلهي أثناء ساعة الذروة المسائية. وأفادت شرطة دلهي أن الانفجار نشأ داخل سيارة متحركة من طراز هيونداي i20. وذكر مفوض شرطة دلهي ساتيش غولتشا للصحفيين أن سيارة كانت تسير ببطء وتوقفت عند إشارة حمراء، ثم وقع الانفجار في المركبة وألحق أضراراً بالمركبات المجاورة.

تُظهر لقطات من المكان نوافذ محطمة وقطع سيارات مشوّهة وألسنة لهب ودخان يتصاعد من مركبات مشتعلة.

التحقيقات والاعتقالات
قبضت الشرطة لاحقاً على مالك السيارة الأصلي، محمد سلمان، في غُروجْرام بولاية هاريانـا، الذي اشترى السيارة عام 2013، ثم باعها لشخص آخر في نيو دلهي بدوره باعها مؤخراً لشخص ثالث. وقد أُلقي القبض على الشخص الذي اشترى السيارة من سلمان أيضاً. ومع ذلك، كانت التسجيلات الرسمية للسيارة لا تزال مسجلة باسم سلمان وحاملة لوحة أرقام هاريانية، حسب تقارير محلية.

سجلت شرطة دلهي القضية بموجب قانون منع الأنشطة غير المشروعة (UAPA)، وبالتحديد المادتين 16 و18، إلى جانب أحكام من قانون المتفجرات، ما يعني أن السلطات تتعامل مع الحادث بوصفه احتمالاً لعمل إرهابي، رغم أنها لم تؤكد رسمياً بعد سبب الانفجار أو تسمّي مشتبهين.

أين وقع الانفجار؟
وقع الانفجار في منطقة مكتظة بالسكان في القسم القديم من دلهي، قرب محطة مترو القلعة الحمراء (لال كيلا). حدث الانفجار عند إشارة مرورية قرب مدخل المحطة التي تخدم هذا المعلم المغولي الشهير، في مفترق حيوي يربط القلعة بسوق تشاندني تشوك المزدحم، حيث شعر الناس بمدى قوة التفجير.

تاريخياً، تُعد القلعة الحمراء تحفة معمارية أُنشئت في عهد الإمبراطور شاه جهان في منتصف القرن السابع عشر وتمزج بين تقاليد العمارة الإسلامية والفارسية والتيمورية والهندية. وتكتسب أهمية وطنية لأن رئيس الوزراء الأول جواهر لال نهرو ألقى منها خطاب الاستقلال في 15 أغسطس 1947، ومنذ ذلك الحين يعُقد التقليد السنوي لرفع علم الهند وخطاب رئيس الوزراء في هذا الموقع، ما يجعلها رمزاً حياً للسيادة والحرية.

يقرأ  آلاف يحتجون في الأرجنتين بعد بث مباشر يظهر مقتل امرأتين وطفلةأخبار الجريمة

خلفية الحادث
وقع الانفجار بعد ساعات من إعلان الشرطة إلقاء القبض على طبيب من كشمير في فَريدَباد بولاية هاريانا، بتهم التخطيط لاعتداء “إرهابي”. وقالت شرطة هاريانا إنها عثرت في مقر سكن الطبيب على نحو 2900 كجم من المتفجرات، و20 مؤقتاً زمنياً، وعشرات أجهزة التحكم عن بعد، وبندقية وذخائر حية، كما اعتُقل سبعة آخرون متهمون بمساعدة الطبيب. ولم تؤكد السلطات حتى الآن وجود صلة بين تلك الاعتقالات والانفجار في نيو دلهي.

آخر التطورات الميدانية
شدّدت الشرطة فحوصات الأمن في أنحاء المدينة، مع تركيز خاص على محطات السكك الحديدية حيث تُجرى تفتيشات دقيقة للمركبات الواردة. وأفادت تقارير محلية أن محطات قطارات رئيسية في مومباي وولايات مجاورة لدلهي وُضعت أيضاً في حالة تأهب احترازية.

تُظهر مقاطع الفيديو الحطام المنتشر لعدة سيارات على شارع مزدحم في الحي القديم بينما تنتشر الشرطة لتأمين المكان وابعاد المتفرجين. وقال نائب رئيس إدارة الإطفاء في نيو دلهي إن الانفجار أشعل ست سيارات وثلاثة مركبات ريكشا كهربائية.

وتجري الأجهزة الجنائية فحوصاً ميدانية واسعة بينما يتابع الناخبون في ولاية بيهار الشرقية جولتهم الانتخابية في المرحلة الثانية والأخيرة من الانتخابات المحلية، في ظل توترات أمنية متصاعدة على الصعيد الوطني.

شهادات الشهود وتأثير الانفجار
عمت حالة من الذعر والارتباك أحياء دلهي القديمة عقب الانفجار، ووصف شهود عيان مشاهد رعب وفوضى. قال عيان يُدعى إرفان لقناة الجزيرة: “فجأة سمعنا صوت انفجار. ركضنا ولم نقترب كثيراً خشية الخطر، رأينا يداً على الأرض، كانت مفجّرة تماماً.” وأضاف: “رأيت رئتي شخص، ورأيت مقود سيارة محطم كلياً. لا أستطيع أن أتخيل كيف سيتعامل أهلهم مع هذا… لم أستطع وصف حجم التفجير.”

في المقابل، يحاول أقارب الجرحى والمفقودين تتبّع أحبائهم. قال نازش مالك لقناة الجزيرة إن شقيق زوجته محسن، سائق ريكشا كهربائية، مفقود بعد الانفجار. وأضاف: “بعد أكثر من مئة اتصال على هاتفه، أجاب أحدهم وقال إن الهاتف موجود في مركز الشرطة عند القلعة الحمراء وإن قريبكم نُقل إلى مستشفى لوك نايك.” وتابع: “أسرعنا إلى هناك ووصلنا نحو الساعة 8:30 مساءً. كان أخي هنا بالفعل. وصلت متأخراً لكن الأمن كان مشدداً لدرجة أنهم لا يسمحون لنا بالدخول. أعلنوا على الأقل من هم في حالة حرجة ومن توفوا.” «على الأقل يمكنك أن تُبلغ عن ذلك»، قال.

يقرأ  إطلاق نار يودي بحياة السياسي الأوكراني البارز أندري باروبي في لفيف

قريبٌ لدينش ميسرا، الذي لقي حتفه جراء انفجار مميت قرب قلعة لال كيلا التاريخية في الأحياء القديمة من دلهي.

ما هي ردود الفعل؟

قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إنه تلقى إحاطة عن الحادث من وزير الداخلية أميت شاه، وعبر عن تعازيه لأسر الضحايا. نشر مودي تغريدة في 10 نوفمبر 2025 عبّر فيها عن مواساته لمن فقدوا أحبّاءهم ودعا للشفاء العاجل للمصابين، مؤكداً أن السلطات تقدّم المساعدة للمتضررين وأنه راجع الموقف مع وزير الداخلية ومسؤولين آخرين.

من جهته، قال أميت شاه إن كل الاحتمالات قيد التحقيق بمشاركة أعلى الأجهزة والجهات المسؤلوون، وزار موقع الانفجار واطلع على المصابين في المستشفى، معبّراً عن حزنه العميق وصلاته للشفاء السريع للمصابين.

سفير اسرائيل لدى الهند أيضاً أعرب عن تعازيه، واصفاً المشاهد في دلهي بالمفجوعة، ومؤكداً دعمه وتقديره لجهود رجال الإنقاذ والأمن، وتمنّياته بالشفاء العاجل للناجين.

سفارة جمهورية مصر العربية في نيودلهي قدّمت بدورها تعازيها الحارة لأسر المتضررين ودعت بالرحمة على الموتى والشفاء التام للمصابين.

أصدرت المملكة المتحدة تحذيراً للسفر عقب الانفجار، فيما أصدرت السفارة الأميركية في الهند تنبيهاً أمنياً وأعربت عن تعازيها، قائلة إنها تدعو للشفاء العاجل للمصابين وتؤكد متابعة التطورات.

هل تعرّضت دلهي لهجمات في الماضي؟

نعم. تعرّضت دلهي على مرّ السنين لسلسلة تفجيرات وهجمات مسلحة، وإن لم تشهد هجمات كبرى خلال العقد الأخير.

– سبتمبر 2011: قُتل خمسة عشر شخصاً بعد انفجار قنبلة داخل حقيبة أمام محكمة دلهي العليا. تبنّت مجموعة هركت الجهاد الإسلامي، التي تتخذ من باكستان مقرّاً لها، المسؤولية.
– سبتمبر 2008: شهدت العاصمة موجة تفجيرات في أسواق مكتظة قبيل موسم الأعياد؛ أدّت إلى مقتل 33 شخصاً بعد تفجيرات في 13 سبتمبر، فيما تبنّت مجموعة اسمها «المجاهدين الهنود» الهجمات. ثم تكررت سلسلتان أخريان بعد أسبوعين أودتا بحياة ثلاثة أشخاص إضافيين.
– أكتوبر 2005: ثلاثة انفجارات مدمّرة في أجزاء متفرقة من المدينة أودت بحياة نحو 70 شخصاً؛ نسبت السلطات الهجمات إلى جماعة «لشنكر طيبة» المرتبطة بباكستان.
– ديسمبر 2001: هاجم مسلحو جماعة «جيش محمد» البرلمان الهندي في هجوم جريء كاد أن يدفع الجارتين النوويتين إلى حافة الحرب؛ راح ضحية الهجوم 13 شخصاً.
– ديسمبر 2000: ثلاثة قتلى في هجوم قرب قلعة لال كيلا نفذته عناصر من «لشنكر طيبة».

يقرأ  باتيل بمكتب التحقيقات الفيدرالييمثل أمام جلسات استماع في الكونغرس الأمريكيبعد إخفاقات في تحقيق وفاة «كيرك»

هل تعرّضت مدن هندية أخرى لهجمات كبرى؟

نعم. تعرّضت مدن هندية عدة لهجمات دموية نفّذتها جماعات مسلّحة، وغالباً ما اتهمت السلطات مجموعات باكستانية ودوائر استخباراتية باكستانية بالتورّط.

نماذج من أعنف الهجمات خارج دلهي:
– نوفمبر 2008، مومباي: أكثر من 170 قتيلاً ونحو 300 جريح في سلسلة هجمات نسبتها السلطات إلى «لشنكر طيبة»، وأُلقي القبض على أحد المشتبه بهم حياً.
– يوليو 2008، أحمد أباد: 17 قنبلة انفجرت في أنحاء المدينة الغربية، وأودت بحياة 56 شخصاً؛ نسبت الشرطة الهجمات إلى مجموعتين مسلحتين مختلفتين.
– مايو 2008، جايبور: تسع انفجارات أودت بحياة أكثر من 70 شخصاً، واتُّهِمَت «المجاهدين الهنود».
– فبراير 2007، هاريانا (قطار سامجهاوتا): قُتل 70 شخصاً معظمهم ركاب باكستانيون بعد تفجير قطار يربط البلدين؛ ووجّهت أصابع الاتهام إلى جماعة يمينية هندية متطرفة باسم «أبهناف بهارات»، لكن جميع المتهمين برّئوا لاحقاً في قضايا متشابكة.
– سبتمبر 2006، مالغاون: انفجارات قرب مسجد أودت بحياة نحو 45 شخصاً؛ اتُهمت فيها «أبهناف بهارات» لكن المتهمين أُبرئوا لاحقاً.
– يوليو 2006، مومباي: سلسلة تفجيرات على قطارات الضواحي أودت بحياة أكثر من 200 شخص؛ حمّلت السلطات «لشنكر طيبة» المسؤولية، لكن المتهمين الهنود الذين أُوقفوا برّئتهم المحاكم بعد سنوات.
– مارس 1993، مومباي: أخطر هجوم منذ استقلال الهند؛ تفجيرات متعدّدة عبرت المدينة وأسفرت عن أكثر من 250 قتيلاً، واتُهم فيها زعيم الجريمة داوود إبراهيم وشبكته.
– مايو 1991، سريبيرومبودور: اغتيال رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي بتفجير نفذه انتحاري من جماعة نمور تحرير تاميل إيلاقام (LTTE) خلال مهرجان انتخابي، ما أودى بحياة 15 شخصاً.

شريط تحذيري مكتوب عليه «لا تعبر» يقيّد الوصول إلى منطقة قرب موقع انفجار سيارة قرب القلعة التاريخية. لم يصلني أي نص. الرجاء لصق النص الذي تريد ترجمته وإعادة صياغته.

أضف تعليق