كمبوديا تنفي مزاعم تايلاند حول الألغام الأرضية.. وقف إطلاق النار على المحك

كمبوديا: لغم من مخلفات نزاعات سابقة أصاب أربعة جنود تايلانديين… وبانكوك تعتبر التبرير غير كافٍ

نفت كمبوديا زراعة ألغام جديدة على طول حدودها مع تايلاند بعدما أوقفت بانكوك تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المعزز الذي جرى توقيعه الشهر الماضي، إثر انفجار أصاب أربعة جنود تايلانديين.

في بيان يوم الثلاثاء اعلنت وزارة الدفاع الوطني الكمبودية عن أسفها لحادث انفجار لغم وقع في اليوم السابق بمحافظة سيساكيت التايلاندية قرب الحدود المشتركة، وبيّنت أن الانفجار وقع في حقل ألغام قديم.

وأضافت الوزارة أن تلك المتفجرات غير المنفجرة تُعد «بقايا نزاعات سابقة» وحثّت الجنود التايلنديين على تجنّب دوريات في مناطق ملوّثة بالألغام.

رغم الخلاف أوضحت الوزارة أن «القوات العسكرية على الجبهات تواصَلت مع بعضها البعض، وحتى الآن الوضع هادئ ولم ترد تقارير عن توترات».

وقّعت تايلاند وكمبوديا اتفاق وقف إطلاق النار المعزّز في ماليزيا الشهر الماضي بعد نزاعات حدودية طويلة أدت في أواخر يوليو إلى خمسة أيام من القتال. وأسفر ذلك الصدام، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 48 شخصًا وأجبر نحو 300 ألف على النزوح مؤقتًا، عن أسوأ اشتباكات بين الجارتين في الذاكرة الحديثة.

اتفاق وقف النار المعزز، الذي تم توقيعه بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان يرمي إلى تعزيز الهدنة السابقة التي تم التوصل إليها في يوليو، وشمل انسحاب القوات والأسلحة الثقيلة، بالإضافة إلى إطلاق سراح 18 أسير حرب كمبوديًا من قبل بانكوك.

لكن الحكومة التايلاندية أصرت يوم الثلاثاء على أن تفسير كمبوديا غير كافٍ، وأعلنت أيضاً إيقاف الإفراج عن الجنود الكمبوديين الذي كان مقررًا أن يتم يوم الأربعاء.

قال وزير الخارجية التايلاندي سيهاساك فوانغكيتكاو إن بلاده ستشرح قرارها للولايات المتحدة وماليزيا، الدولة التي ترأست عملية التهدئة عبر رابطة دول جنوب شرق آسيا، مشيرًا إلى أن «ما قالته كمبوديا غير كافٍ. علينا أن نرى موقف كمبوديا من الآن فصاعدًا».

يقرأ  مقتل عشرات في غارة بطائرة مسيّرة على مسجد في السودان بحسب مسعف

وفي تفصيلات عسكرية، قالت القوات التايلاندية مساء الاثنين إنها فتحت تحقيقًا في موقع انفجار اللغم في سيساكيت، وعثرت على حفرة انفجار وثلاثة ألغام مضادة للأفراد إضافية. وصرّح المتحدث باسم الجيش، اللواء وينثاي سواري، بأن الانفجار وقع في منطقة كانت القوات التايلاندية قد أمّنتها سابقًا، وأن الجنود منذ 17 أكتوبر قاموا بإزالة ألغام ووضع أسلاك شائكة دفاعية هناك.

وأوضح أن الأسلاك أُتلفت يوم الأحد، وعند معاينة الموقع يوم الاثنين دبَّ جندي فوق لغم، ما أدّى إلى إصابته، وأضاف أن «الأدلة تُشير إلى أن متسللين أزالوا الأسلاك الشائكة سرًا وزرعوا الألغام داخل الأراضي التايلاندية مستهدفين الأفراد الذين يقومون بدوريات منتظمة هناك».

ورأى أن هذا الفعل «يُظهر عدم جدية كمبوديا في خفض حدة الصراع ويعكس عداءً ينتهك الإعلان الموقع المشترتكة».

وأشار الجيش إلى أن رقيبًا فقد قدمه اليمنى نتيجة الانفجار، بينما أصيب ثلاثة آخرون بجروح طفيفة ناجمة عن شظايا أو عن قوة الانفجار.

لم يصدر تعليق فوري من الولايات المتحدة أو ماليزيا.

على الرغم من أن الهدنة التايلاندية-الكمبودية ظلت قائمة إلى حدّ كبير منذ 29 يوليو، فقد تبادلت الدولتان اتهامات انتهك كل منهما بموجبها وقف إطلاق النار. ويقول محلّلون إن ثمة حاجة إلى اتفاق سلام أوسع ينهي النزاع الحدودي الذي يمتدّ قرنًا ويقف في صلب هذه المواجهات.

أضف تعليق