يتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع بآمال ضئيلة في التغيير — أخبار الانتخابات

الانتخابات البرلمانية في العراق: تصويتٌ يقوده الغموض واللا مبالاة

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح الثلاثاء عند السابعة صباحاً (04:00 بتوقيت غرينتش)، في عملية انتخابية تُراقب عن كثب من طهران والولايات المتحده، وسط أجواء من اللامبالاة والتشكيك لدى شريحة كبيرة من الجمهور.

هذه هي الانتخابات السادسة منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003، وتجرى في ظرفٍ يبدو فيه البلد أكثر استقراراً مقارنة بفترات سابقة، لكن كثيرين فقدوا الثقة بأن صناديق الاقتراع قادرة على تحسين حياتهم اليومية، معتبرين أن النتائج تصبّ في مصلحة النخب السياسية والقوى الإقليمية أكثر من المواطنين.

المعطيات الفنية تشير إلى أن نحو 21 مليون عراقي يحق لهم الاقتراع في 4,501 مركز اقتراع على مستوى البلاد، بحسب وكالة الأنباء العراقية. يترشح أكثر من 7,750 مرشحاً لشغل 329 مقعداً في البرلمان، نحو ثلثهم من النساء. ينص القانون على تخصيص 25% من المقاعد للنساء، وتسع مقاعد للأقليات الدينية. أما القانون الانتخابي الذي يعتقد كثيرون أنه يميل لصالح الأحزاب الكبرى، فقد قلّص من حظوظ المستقلين، فشارك في السباق 75 مرشحاً مستقلاً فقط.

تخشى المراقبون أن ينخفض الإقبال إلى ما دون الرقم القياسي المنخفض المسجل عام 2021 بنسبة 41%، دلالة على إحباط الناخبين أمام قيادة متجذرة واتهامات بسوء الإدارة والفساد المستشري. من المتوقع إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة 18:00 بتوقيت بغداد (15:00 بتوقيت غرينتش)، مع إعلان نتائج أولية خلال 24 ساعة تقريباً.

وجوه مألوفة وسياسة التوازن

بحسب الأعراف السياسية بعد الغزو، يتولى منصب رئيس الوزراء سياسي شيعي، بينما يتولاها منصب رئاسة البرلمان سني، في حين تُمنح الرئاسة، التي أصبحت بطابع شرفي في الممارسة العملية، لكردي. ومع ذلك، لم تبرز في الآونة الأخيرة قائمة طويلة من وجوه جديدة، بل أن المشهد يهيمن عليه سياسيون قدامى.

يقرأ  احتُجز أربعة جنود في الجيش الإسرائيلي لمدة عشرة أيام بعد رفضهم قيادة هامفي غير محمي في مدينة غزة

المرشح الأبرز حالياً هو رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يسعى للفوز بفترة ثانية بعد انتخابه عام 2022 بدعم أحزاب موالية لإيران، ويتوقع أن يؤمن كتلة برلمانية كبيرة. من بين المنافسين البارزين قادة ووجوه شيعية نافذة مثل نوري المالكي والعالم السياسي عمار الحكيم. على الجانب السني، تقدّم الأحزاب ساحة منفصلة، ومن المتوقع أن يبرز رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي بنتائج قوية.

تخيم أيضاً غيابات مؤثرة على المشهد: زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا أتباعه إلى مقاطعة ما وصفه بـ«الانتخابات المعيبة»، بعدما حقق عام 2021 أكبر كتلة نيابية ثم انسحب من البرلمان إثر خلافات مع أحزاب شيعية رفضت دعم محاولته لتشكيل حكومة، متجهة نحو تحالف أوسع.

الاختبار الإقليمي والدولي

على مدى ولايته سعى السوداني لممارسة سياسة توازن دقيقة بين طهران وواشنطن، في سياق تراجع نسبي لنفوذ إيران التي تحرص على الحفاظ على مكانتها في العراق، الحليف الإقليمي القريب الذي بقي خارج الاستهداف الإسرائيلي أثناء الحرب في غزة، على عكس لبنان واليمن اللذين تكبدتا خسائر جراء استهداف إسرائيل لمجموعات مسلحة تستضيفها.

من جهتها، تحافظ الولايات المتحده على تأثير واسع في العراق عبر تواجد قواتي منتشرة في نقاط متعددة. في مطلع العام الماضي، استجابت فصائل موالية لإيران، تصنفها واشنطن ضمن مجموعات إرهابية، لضغوط داخلية وخارجية وأوقفت استهداف هذه القوات، فيما يواصل الجانب الأمريكي الضغط على بغداد لتفكيك سلاح تلك الفصائل. ودعا المبعوث الأمريكي مارك سافايا مؤخراً إلى تحرير العراق من التدخل الإيراني وتابعته الضارة عبر شبكات الوكلاء والميليشيات.

أضف تعليق