تركيا تطالب بسجن عمدة إسطنبول الشعبي إمام أوغلو لأكثر من 2000 سنة

وجه المدعي العام في أكبر مدن تركيا اتهامات للسياسي الشعبي إكرم إمام اوغلو بـ١٤٢ تهمة فساد، يُحمل بعضها عقوبات سجن تتراوح بين ٨٢٨ و٢٣٥٢ سنة.

يُعد إمام اوغلو، الذي يُعتبر المنافس السياسي الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان، رهن الاحتجاز الاحتياطي منذ مارس الجاري بتهمة الفساد، غير أن حزب الشعب الجمهوري المعارض ونفيه ينفيان ارتكاب أي مخالفات ويتهمان الرئيس وحلفاءه بتصعيد حملات قمعية رداً على تراجع شعبية أردوغان.

لم يكتفِ قاضي الادعاء بملاحقة إمام اوغلو وحده، بل استهدفت لائحة الاتهام أيضاً ٤٠١ شخص آخرين، متهمةً إياهم بتسيير شبكة فساد جنائية واصفةً المَدين بأنه “المؤسس والزعيم” لتلك الشبكة.

وبعد تحقيق استمر ثمانية أشهر، صرح المدعي آكين غورليك أن المشتبه بهم — منهم ١٠٥ موقوفين — شكّلوا تنظيماً إجرامياً ضخماً متورطاً في الابتزاز وتلقي الرشاوى وغسل الأموال، وأن الخسائر الملاحَظة للدولة التركية بلغت نحو ١٦٠ مليار ليرة تركية (قرابة ٢.٩ مليار جنيه إسترليني؛ ٣.٨ مليار دولار).

نُسِب إلى إمام اوغلو، المرشح الرئاسي المحتمل عن حزب الشعب الجمهوري لانتخابات ٢٠٢٨، ١٢ تهمة رشوة و٧ تهم غسل أموال و٧ تهم احتيال على مؤسسات وهيئات عامة. وقد قدرت وكالة الأناضول أن مجموع الأحكام المحتملة قد يبلغ نحو ٢٤٣٠ سنة سجناً.

أدى توقيفه في مارس إلى احتجاجات واسعة واعتقالات بالمئات وقمع أمني، ومنذ ذلك الحين يقبع في سجن مرمرة على مشارف اسطنبول. وإلى جانب قضية الفساد، يلاحقه مدعون أيضاً بتهم تجسس وتزوير شهادة جامعية — الشهادة التي أُلغيَت لاحقاً — وهو ما تنفيه السلطات حين تؤكد أن المنظومة القضائية لا تُستغل سياسياً. ومع ذلك، يحرم غياب الشهادة الجامعية إمام اوغلو من الترشح رسمياً لرئاسة الجمهورية عام ٢٠٢٨.

يقرأ  مروان البرغوثي، الأسير الفلسطيني البارز، يتعرّض لاعتداء من الحراس بحسب عائلته

أثناء كشف المدعي عن تفاصيل الاتهامات، أعلن زعيم حزب الشعب أوزغور أوزيل أمام اجتماع كتلة الحزب البرلمانية أن لا مرشح آخر داخل صفوفهم سيخوض السباق الرئاسي، لأن مرشح إسطنبول نال ترشيح ملايين الأتراك. وقال ساخراً: «جرمه أن يترشح للرئاسة المقبلة في هذا البلد. ليست ثمة جريمة أخرى!»

إمام اوغلو (٥٤ عاماً) انتخب لأول مرة عمدة عام ٢٠١٩ وأعيد انتخابه في أبريل ٢٠٢٤، متغلباً على مرشح حزب العدالة والتنمية بفارق يقارب مليون صوت. وقد استأنف حكم السجن الصادر بحقه في يوليو الماضي لمدة سنة وثمانية أشهر بتهمة إهانة وتهديد المدعي العام، كما يستأنف حكماً سابقاً صدر بحقه يتعلق بانتقاد موظفي الانتخابات.

أما قضية التجسس، التي فتحت منذ أسبوعين، فتتهمه بتسليم بيانات قاطني إسطنبول لقاء تمويلات دولية، ورد إمام اوغلو داعياً المواطنين إلى «نسيان هذا الكلام عن التجسس» واصفاً إياه بالهراء.

اتهم زعيم الحزب السلطات بمحاولة اختلاق تهم لعرقلة إطلاق سراح العمدة، وتساءل أمام زملائه النواب: «هل يمكن أن يكون ارتكب تزويراً انتخابياً، وحاز شهادة مزوَّرة، وكان لصّاً وإرهابياً وجاسوساً في آن واحد؟»

أضف تعليق