قوة التحقيق الوطنية تتولى ملف التفجير الذي أودى بحياة 12 شخصًا في نيودلهي
تتولى الوكالة الوطنية للتحقيق (NIA)، المختصة بمكافحة الجرائم الإرهابيه، قيادة التحقيق في الانفجار الذي وقع في نيودلهي وأسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة نحو 20 آخرين، حسب ما أعلنته السلطات، بينما تعهّد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالقبض على المتورطين في «مؤامرة» وصفها بأنها وراء الحادث.
سُجِّلَت القضية بموجب قانون منع الأنشطة غير المشروعة، وهو الإطار التشريعي الرئيسي لمكافحة الإرهاب في الهند، ما يمنح المحققين صلاحيات أوسع للاحتفاظ بالمشتبهين واستجوابهم. لم تكشف الشرطة بعد عن سبب الانفجار الذي وقع قرب قلعة ريد فورت التاريخية، بينما أشار مسؤولون إلى وجود ارتباك جزئي بشأن الحصيلة النهائية للضحايا بسبب حالة الجثث بعد التفجير.
تفجير استهدف محطة مزدحمة
وقع الانفجار في سيارة من طراز هيونداي i20 بالقرب من محطة مترو مزدحمة، عند أحد أشهر المعالم التاريخية في العاصمة. وقد مثّل هذا الحادث أول واقعة أمنية بارزة منذ هجوم إطلاق النار في أبريل الذي أودى بحياة 26 شخصًا في باهالغام بكشمير الخاضعة لسيطرة الهند، والذي أدى إلى تصاعد التوترات مع باكستان.
وقال مودي خلال كلمة ألقاها أثناء زيارة دولة إلى بوتان المجاورة: «أؤكد للجميع أن الأجهزة ستنقب حتى تصل إلى جذور هذه المؤامرة. وسيُحال كل متورط إلى العدالة»، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
اهتزاز شعور بالأمن
من موقع الحادث، قال الصحفي إيشان غارغ إن الانفجار «هز شعور الأمان» لدى سكان العاصمة وباقي أنحاء البلاد. وأضاف لغتي: «الانفجار أدخل الأمة بأسرها في حالة تأهب»، بينما كان يقف أمام المنطقة التي أُغلقت؛ حيث يقوم المحققون بأعمالهم.
كما نُشرت قوات أمنية كثيفة في قلب نيودلهي، وتوجد إجراءات تفتيش مشددة عند مداخل المدينة وحدودها. وأعلنت عدة ولايات، من بينها راجستان وأوديشا، عن تشديد التدابير الأمنية عقب الحادث.
تواصُل التحقيق مع عمليات في فريدآباد
ذكرت وسائل إعلام هندية نقلاً عن مصادر شرطية أن المحققين يدرسون احتمال ارتباط الانفجار بمداهمات استهدفت خلية يُشتبه بأنها إرهابية في فريدآباد، وبتفتيش عُثر خلاله على كمية كبيرة من المواد المتفجرة قبل ساعات من وقوع الانفجار. تقع فريدآباد، وهي منطقة صناعية في ولاية هاريانا المجاورة، على بعد نحو 30 كيلومترًا من موقع الحادث في نيودلهي.
وأفادت تقارير أن اثنين من الأطباء الكشميريين أُلقي القبض عليهما في سياق التحقيقات، من بينهم طبيب يقيم في فريدآباد، وأن السيارة المستخدمة في الانفجار مرتبطة بأحد المعتقلين، وفق ما ورد في التقارير.
تتبع المسار بالاعتماد على كاميرات المراقبة وبيانات بوابة الرسوم
نقلت وكالة برس ترست أوف إنديا عن مصادر شرطية أن رجالات الأمن تتبعوا مسار المركبة المتورطة من فريدآباد إلى ريد فورت في نيودلهي اعتمادًا على لقطات كاميرات المراقبة وبيانات من بوابة تحصيل الرسوم، لرسم مسارها الذي امتد حوالي 11 ساعة. وأوضحت الوكالة أن السيارة رُصدت أولًا خارج مستشفى آسيان في فريدآباد، ثم عبرت بوابة الرسوم ودخلت نيودلهي عند الساعة 8:13 صباحًا (02:43 بتوقيت غرينتش).
عند الساعة 3:19 مساءً (09:49 بتوقيت غرينتش) دخلت السيارة إلى موقف قرب ريد فورت، وظلت هناك نحو ثلاث ساعات تقريبًا، ثم غادرت الموقف عند الساعة 6:22 مساءً (12:52 بتوقيت غرينتش) وتوجّهت نحو القلعة حيث وقع الانفجار بعد 24 دقيقة، بحسب الوكالة.