لافروف: روسيا ستردُّ بالمثل على أي دولة تُجري اختباراتٍ نووية

موسكو: سترد بالمثل إذا استأنفت الولايات المتحدة الاختبارات النووية بأمر ترامب

ألمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن روسيا سترد «بالمثل» إذا عاودت الولايات المتحدة إجراء اختبارات للأسلحة النووية. واستند لافروف، في تصريحاته للصحفيين يوم الثلاثاء، إلى تصريحات سابقة للرئيس فلاديمير بوتين حدد فيها موقف موسكو حيال هذه المسألة.

قال لافروف إن بوتين قد أوضح موقف روسيا عام 2023 عندما سُئل عن هذا الموضوع، مضيفًا أن «إذا أجرت أي من القوى النووية اختبار سلاح نووي — وليس اختبارَ ناقل أو تجربة تحت الحرجة، بل اختبارَ سلاح نووي فعلي — فسترد روسيا بالمثل».

تأتي تصريحات لافروف بعد أقل من أسبوعين على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه وجّه إدارته بـ«استئناف الاختبارات النووية فورًا». وادّعى ترامب في أواخر أكتوبر أن دولًا أخرى لديها برامج اختبار، وأنه طلب من البنتاغون بدء اختبارات نووية «بأساس متكافئ».

من جانبها، لم تُجر الولايات المتحدة تفجير قنبلة نووية منذ عام 1992؛ وسُجِّل آخر اختبار نووي معروف لروسيا عام 1990، وللصين عام 1996. ومنذ توقيع معاهدة الحظر الشامل لتجارب الأسلحة النووية (CTBT) عام 1996، لم تُجرَ تجارب معروفة إلا في الهند وباكستان وكوريا الشمالية.

وفي أكتوبر، أجرت روسيا تجربة صاروخ يعمل بالطاقة النووية، لكنها لم تُجرِّب قنبلة نووية فعلية. أما الوزير الأميركي للطاقة كريس رايت — الذي تُعنى وكالته بالبرنامج النووي الأميركي — فصرّح في وقت سابق من الشهر الجاري أن الولايات المتحدة لن تُجرّب انفجارًا نوويًا، بل ستختبر مكوّنات الأسلحة النووية لمحاكاة عملها والتأكد من جهوزية الأنظمة. ووصف تلك الاختبارات بأنها «اختبارات نظامية» وليست انفجارات نووية، بل ما يُطلق عليه «انفجارات غير حرجة».

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الثلاثاء إن روسيا لم تتلق معلومات مباشرة من الولاات المتحدة بخصوص مسألة الاختبارات. ووفقًا لوكالة تاس، نُقل عنه قوله: «حتى الآن لم ترد توضيحات من زملائنا الأميركيين في هذا الموضوع».

يقرأ  غارات إسرائيلية على صنعاء تستهدف محيط المجمع الرئاسي وقواعد صاروخية

وأضاف بيسكوف الأسبوع الماضي أن بوتين كلف الجيش الروسي «بدراسة جدوى بدء الاستعدادات» لإجراء اختبارات نووية محتملة.

أما الصين فرأت نفيًا لأي تجارب نووية وأعربت عن أملها بأن تلتزم واشنطن بوقف الاختبارات الذي تقتضيه المعاهدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في الثالث من نوفمبر: «بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن وطورًا نوويًا مسؤولًا، تلتزم الصين بالتنمية السلمية وتُنهج سياسة «عدم الاستخدام الأول» لأسلحة نووية، واستراتيجية نووية دفاعية، وتحافظ على وقف تجاربها النووية».

على صعيد آخر، هاجم لافروف المرشح لمنصب مساعد وزير الدفاع روبرت كادليك، الذي قال لمشرعين أميركيين الأسبوع الماضي إن واشنطن «بحاجة إلى خيارات رد نووي موثوقة لصراع مسرحي دون الوصول إلى المستوى الاستراتيجي». واصفًا تصريح كادليك بأنه «تصريح لافت»، قال لافروف: إن في ذلك دلالة مباشرة على أن هذا المرشح، في حال تولّيه المنصب، قد ينظر إلى استخدام الأسلحة النووية كأداة لتحقيق أهداف تراها الولايات المتحدة ضرورية في مناطق محددة.

يُذكر أن روسيا اتَُّهِمت بالتصعيد النووي في المراحل الأولى من غزوها لأوكرانيا عام 2022، عندما وضع بوتين قوة الردع النووي الروسية في حالة تأهب مرتفع.

أضف تعليق