غافين نيوسوم ينتقد بشدّة غياب ترامب عن مؤتمر COP30 للمناخ — أخبار أزمة المناخ

غياب بارز في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

أحد أبرز الغياب هذا الأسبوع في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ يعكس فراغَ القيادة لدى واحد من أكبر مُسبِّبات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم: الولايات المتحدة الأميركية.

إدارة الرئيس ترمب اختارت عدم إرسال أي مسؤولين رفيعي المستوى إلى بيليم في البرازيل لحضور نسخة هذا العام من المؤتمر السنوي المعروف باسم COP30. لكن في غياب الرئيس، حضر مسؤولون على مستوى الولايات والحكومات المحلية لتأكيد التزام الولايات المتحدة بسياسات المناخ — ولقطع الانتقادات موجهة إلى الزعيم الجمهوري.

حضور كاليفورنيا في الصدارة

في يوم الثلاثاء تصدّر المشهد أحد هؤلاء السياسيين: حاكم ولاية كاليفورنيا جافن نيوسوم، الذي طالما كان خصماً لترامب داخل الساحة السياسية، وترددت أنباء عنه كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية 2028. خلال سلسلة جلسات، ندد نيوسوم بانعدام تمثيل إدارة ترمب في COP30 واعتبره تخلّياً عن الواجب.

قال نيوسوم في اجتماع وزاري: «أتيتُ هنا بتواضع ممثلاً للولايات المتحدة. أعي جيداً أن إدارة ترمب قد تخلّت عن أي شعور بالواجب أو المسؤولية أو القيادة فيما يتعلق بالقضايا التي جمعتنا هنا». وأضاف: «إنه أمر مشين ومخز، لكن بدلاً من الشكوى نحاول أن نفعل شيئاً حيال ذلك».

سعى نيوسوم إلى تقديم قيادته كبديل عن نهج ترمب، ومحاولة إظهار جهود كاليفورنيا بأنها تحظى بجاذبية عابرة للأحزاب. واستشهد بتاريخ الولاية في مبادرات الطاقة النظيفة قائلاً إن زعماء جمهوريين سابقين كالريغان ونيكسون ساهموا في قيادة جهود تقليل تلوث الهواء والمياه.

محور سياسي وتحولات استراتيجية

تأتي تصريحات نيوسوم في لحظة حساسة من مسيرته السياسية؛ فحسب ما تسمح به القيود، يقتصر ولايته على فترتين ومن المتوقع أن يترك منصبه بعد انتخابات التجديد النصفي عام 2026. في السنوات الأخيرة بنى نيوسوم حضوراً وطنياً ودولياً متزايداً، فقد زار الصين عام 2023 في محاولة لتعزيز التعاون الدولي لمجابهة التغير المناخي، وبرز خلال سباق 2024 كرقيب على سياسات الجمهوريين، بما في ذلك مواجههته لرون ديسانتس في مناظرة تلفزيونية وكونه من أبرز المناصرين لحملة بايدن السابقة قبل انسحابه.

يقرأ  فرنسا تتراجع عن وعدها باعتراض قوارب المهاجرين، بحسب مصادر لهيئة الإذاعة البريطانية

ومنذ تنصيبه في يناير، استهدف ترمب نيوسوم مراراً، وسياسات الرجلين اصطدمت حول مكافحة حرائق الغابات وسياسات الهجرة وقرار ترمب نشر قوات في مدن أميركية. بل أطلق ترمب على حاكم كاليفورنيا لقباً ازدرائياً من نوعه — «نيوسكوم» — وتمنى في يونيو أن يُعتقل نيوسوم، بحسب تصريحاته.

تداعيات غياب واشنطن: منافسة صينية

نيوسوم شدد في مؤتمراته على أن عدم تمثيل الولايات المتحدة ترك فراغاً استفاد منه خصمها الاقتصادي والسياسي، الصين. «الصين حاضرة. بلد واحد فقط ليس هنا: الولايات المتحدة الأميركية»، قال نيوسوم، مشدداً على أن التخلي عن مبادرات المناخ وتقنيات الطاقة النظيفة يكلّف الولايات المتحدة مواقع اقتصادية حاسمة.

«الأمر ليس مجرد طاقة كهربائية. إنه عن القوة الاقتصادية. ونحن في ولاية كاليفورنيا لن نتخلى عن هذه السبق أمام الصين»، أضاف.

سياسات ترمب المناخية وخيارات الحفر البحري

ترمب كان صريحاً في معارضته لسياسات خفض الانبعاثات إلى حد وصفه للتغير المناخي بأنه «خدعة» و«مؤامرة»، موقف يتجاهل الإجماع العلمي الذي يربط استخدام الوقود الأحفوري بتأثيرات طويلة الأمد على المناخ العالمي. في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، ادعى ترمب أن دولاً تضررت من «كارثة الطاقة المزعومة» وانتقد القادة الذين يسعون لفرض سقوف على انبعاثات الكربون.

خلال عودة ترمب إلى البيت الأبيض راح يدافع عن شعار حملته «احفر يا صغيري، احفر» وسعى فعلياً لفتح الأراضي الفدرالية للتنقيب عن النفط والغاز. وفي الوقت الذي كان نيوسوم يتحدث في البرازيل، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الإدارة تدرس مسودة تسمح بالحفر البحري على طول ساحل كاليفورنيا. رغم أن الحفر البحري تراجع في العقود الأخيرة بعد تسربات نفطية كارثية، وتمنع كاليفورنيا إقامة منصات نفطية جديدة داخل مياه الولاية المحدودة بثلاثة أميال من الشاطئ، إلا أن المقترح أُثير مجدداً — وأعلن نيوسوم أنه «ميت عند الوصول».

يقرأ  تركيا تغلق أجواءها أمام إسرائيل وتمنع دخول السفن الإسرائيلية إلى موانئها أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

تساءل نيوسوم عن توقيت تسريب نبأ المقترح بالتزامن مع افتتاح المؤتم، معتبرًا أن ذلك كان عملاً مقصوداً. وأشار أيضاً إلى المعارضة الحزبية المشتركة لعمليات الحفر قبالة ساحل فلوريدا، حيث يقع منتجعه مار-آ-لاجو، ما اعتبره دليلاً على ازدواجية المعايير.

التواصل مع الناخبين واللغة السياسية

لم يقتصر هجوم نيوسوم على السياسات فحسب، بل امتد إلى أسلوب اتخاذ القرار في الخارج، حين وجّه انتقادات شديدة لسلسلة الضربات الجوية التي نفذتها إدارة ترمب ضد زوارق في البحر اتهمت بالتهريب، متسائلاً: «أين الإجراءات القانونية؟ أين حكم القانون؟ أنا أؤمن بحكم القانون، ولا أؤمن بحكم دون»، وأضاف أنه يخشى على الجمهورية الأميركية.

منذ الثاني من سبتمبر، نفّذت الإدارة ما لا يقل عن 19 ضربة جوية معلنة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ أسفرت عن مقتل نحو 75 شخصاً، ولم تُعرض دلائل علنية لتبرير هذه الحملة، بينما وصف خبراء قانونيون هذه الأعمال بأنها أشكال إعدام خارج نطاق القضاء وطالبت الأمم المتحدة بوقفها لكونها مخالفة لميثاق المنظمة.

في إحدى فعاليات COP30 بعنوان «أميركا مشاركة بالكامل»، شدد نيوسوم على أن سلطة ترمب مؤقتة، واصفاً إياه بأنه «نوع غازي دخل إلى المشهد»، بل و«رئيس مُدمّر». عندما سُئل عن كيفية ربط سياساته بالناخبين، حث على تبنّي لغة توحّدية ومجازات أوضح، لأن أهداف خفض الانبعاثات مثل الحد من الارتفاع الحراري إلى 1.5 درجة مئوية تبدو غامضة لمعظم الناس. «الغالبية العظمى من جمهوري لا تعرف ما هي الدرجة المئوية؛ تتحدثون عن 1.5 درجة مئوية — كم تعادل بالفهرنهايت؟ نتحدث عن انبعاثات غازات الدفيئة: أين هي؟ هل تطفو في السماء أم أين تهبط؟» قال نيوسوم، داعياً إلى استبدال المصطلحات بمجازات أكثر وضوحاً ولغة أبسط.

الطموحات السياسية الغامضة

يقرأ  ترامب يسعى إلى إدخال «الاستثنائية الأمريكية» في مؤسسة سميثسونيانهل سينجح في ذلك؟

وعندما حاول الصحفيون استدراج نيوسوم للحديث عن طموحاته الرئاسية المحتملة لخلافة ترمب، التزم الحذر وقال مبتسماً «لن أنجرف وراء هذا الطعم»، مما أثار ضحك الحضور. كانت رسالته الأساسية في COP30 مزدوجة: انتقاد حاد لغياب واشنطن عن طاولة صنع القرار المناخي، ومحاولة بناء منصة وطنية ودولية لوصف كاليفورنيا كمركز للابتكار والالتزام البيئي، في مواجهة منافسة دولية متصاعدة وسياسات داخلية مثيرة للجدل.

أضف تعليق