أعلنت السلطات الإسرائيلية إعادة فتح معبر زكيم، البوابة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزه المدمَّر، ما سمح مجدداً بتدفّق المساعدات إلى المنطقة، وفق بيانات رسمية.
جاء الإعلان يوم الأربعاء بعد نحو شهرين على إغلاق المعبر من قبل إسرائيل، واستجابةً لدعوات متكررة من وكالات الأمم المتحدة للسماح بمرور الإغاثة مباشرة إلى الشطر الشمالي المتضرر بشدة.
بموجب وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ودخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، كان من المقرر تصعيد إمدادات المساعدات بشكل كبير بحيث تدخل إلى القطاع ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً. لكنّ الكميات الفعلية بقيت أقل بكثير من ذلك، وحذرت الأمم المتحدة من أن أزمة المجاعة في غزة ما تزال كارثية، لا سيما في الشمال حيث أُعلن عن المجاعة في أغسطس، بينما تواجه قوافل المساعدة مساراً بطيئاً وصعباً من الجنوب.
قالت هيئة تنسيق شؤون المناطق المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (COGAT) على منصات التواصل إن المعبر فُتح اليوم أمام دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرةً إلى أن تلك الشحنات المورَّدة عبر الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى ستخضع للفحوصات الأمنية الإسرائيلية المعتادة قبل الدخول، ثم تُوزَّع عبر الأمم المتحدة. وأوضح المتحدث باسم الهيئة لوكالة فرانس برس أن المعبر سيبقى مفتوحاً بصورة دائمة.
فتح معبر زكيم يجعل الآن ثلاثة معابر مفتوحة إلى غزة، إلى جانب كرم أبو سالم (المعروف بإسرائيل باسم كيرم شالوم) في الجنوب، والكرارة (كسوفيم) في وسط القطاع. وقد أكدت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن فتح معابر مباشرة إلى الشمال “حيوي لضمان وصول مساعدات كافية إلى السكان في أسرع وقت ممكن”.
مع ذلك، تستمر الهجمات على غزة، حيث يعاني السكان ظروفاً إنسانية قاسية بعد أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، وتتصاعد الضربات العسكرية أحياناً. وفق تقارير ميدانية، شنّت طائرات إسرائيلية ثلاث غارات على مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، واستُهدف ريف شرق مخيم جباليا بقصف مدفعي، كما أُبلغ عن إطلاق نار من مواقع إسرائيلية شرق مخيم البريج في الوسط.
جاءت هذه العمليات بينما دخل عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفريق من الصليب الأحمر منطقة داخل ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” التي تحدّد الأراضي الواقعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، في محاولة لاستعادة جثت الأسرى. منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بوساطة أمريكية، أطلقت حماس سراح جميع الأسرى الأحياء البالغ عددهم 20 وأسلمت رفات 24 قتيلاً، وما زال هناك أربعة جثث لم تُسلَّم لاستكمال المرحلة الأولى من الاتفاق.
في سياق منفصل، أعلن رئيس الوفد الإسرائيلي في المفاوضات التي أفضت إلى صفقة وقف النار وتبادل الأسرى استقالته من منصبه الوزاري. رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أعلن عبر حسابه أنه سيتنحى عن حقيبة الشؤون الاستراتيجية التي شغلها منذ 2022، قائلاً إنه لا يعلم ماذا يخبئ له المستقبل لكنه سيستمر في القيام بدوره من أجل “تأمين مستقبل اليهود”. ولم يوضح ديرمر ما إذا كان سيواصل قيادته للمفاوضين في مشاورات المرحلة الثانية من الاتفاق، بينما شكر نتنياهو ديرمر على “مساعدته الجليلة” وأعرب عن ثقته بأن له مزيداً ليقدمه في المستقبل.