منظمة العفو: هوس العالم بالوقود الأحفوري يهدد حياة مليارات البشر أخبار أزمة المناخ

منظمة العفو الدولية: بنى الوقود الأحفوري مصدر رئيسي لانتهاكات حقوق الإنسان

حذّرت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر حديثًا من أن توسع بنى الوقود الأحفوري يهدد حياة مليارات البشر حول العالم، ودعت القادة إلى وقف «الهوس» بمصادر الطاقة التي تفاقم أزمة المناخ.

أظهر التقرير، الذي نُشر يوم الأربعاء، أن ما لا يقل عن ٢ مليار شخص — نحو ربع سكان العالم — يعيشون ضمن ٥ كم من أكثر من ١٨٬٠٠٠ موقع للبنية التحتية للوقود الأحفوري قيد التشغيل حالياً.

وأفاد التقرير أن أكثر من ٣٬٥٠٠ موقع جديدة قيد التطوير ستؤثر على نحو ١٣٥ مليون شخص إضافي، بحسب ما قالت المديرة التنفيذية لمنظمة العفو، أغنيس كالامارد، للصحفيين.

«هذه الصناعة المتوسعة بلا توقف تعرض حياة مليارات الأشخاص للخطر، وتغيّر نظام المناخ بشكل لا رجعة فيه، وتدمر النظم البيئه الحرجة»، قالت كالامارد في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر الأطراف COP30 في مدينة بيليم البرازيلية، حيث عُرضت نتائج التقرير.

أشارت المنظمة إلى أن السكن قرب مواقع استخراج النفط والغاز ومحطات ومناجم الفحم يرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان والربو وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشكلات صحية أخرى.

كما ربط التقرير قطاع الوقود الأحفوري بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل واختفاء قسري، لا سيما ضد الناشطين البيئيين والشعوب الأصلية المدافعين عن أراضيهم أمام مشاريع الوقود الأحفوري.

وأشار التقرير كذلك إلى أن «على الرغم من أن الشعوب الأصلية تمثّل أقل من ٥٪ من سكان العالم، فإن ١٦٫١٪ من البنى التحتية المعروفة للوقود الأحفوري تقع على أراضيهم».

قالت كالامارد: «نقدّم هذه النتائج هنا في COP لتحذير العالم من الأذى الحالي، وللتحذير من الضرر الهائل الذي يسببه هوس الوقود الأحفوري للعديد من الشعوب، وللتنبيه إلى ما سيتركونه للأجيال القادمة».

يقرأ  الاتحاد الدولي للشطرنج يفتح تحقيقاً مع بطل العالم السابق كرامنيك على خلفية وفاة غراند ماستر أمريكي

«عصر الوقود الأحفوري يجب أن ينتهي الآن. إنه مصدر رئيسي لانتهاكات حقوق الإنسان؛ وربما يكون واحدًا من أهم مصادر هذه الانتهاكات عبر التاريخ»، أضافت.

يجتمع قادة العالم ونشطاء حقوق الإنسان وخبراء المناخ وغيرهم في مدينة بيليم للبرازيل لحضور COP30، مؤتمر المناخ السنوي التابع للأمم المتحدة. ورغم تعهّد الدول بمواجهة أزمة المناخ، يشكك المراقبون في كيفية تنفيذ هذه الالتزامات في ظل استمرار توسّع مشاريع الوقود الأحفوري.

كما اقتحم ناشطون من الشعوب الأصلية القمة هذا الأسبوع للمطالبة بإدماج أصواتهم في المداولات.

وطالب كومي نايدو، رئيس حملة معاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري، القادة بمغادرة COP30 «بيانًا واضحًا بأنكم ستدعمون خارطة طريق لوقف الاعتماد على الوقود الأحفوري». وقال في المؤتمر الصحافي إن «ثلاثين سنة قضينا فيها في معالجة الأعراض دون إيقاف مصدر المشكلة».

وأوضح نايدو: «لنقل بكل وضوح وبحث أن السبب الأساسي لحالة الطوارئ المناخية هو إدماننا واعتمادنا على الوقود الأحفوري».

وتقول الأمم المتحدة إن الفحم والنفط والغاز «هم المساهمون الأبرز في تغير المناخ العالمي»، حيث يشكّلون مسؤولية نحو ٦٨٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وفي مسح أجرته برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام ٢٠٢٤، أعرب أكثر من ٨٠٪ من الناس في أنحاء العالم عن رغبتهم في أن يتخذ قادتهم إجراءات أقوى للتخفيف من آثار أزمة المناخ، كما أعلن المسح أن ٧٢٪ يدعمون الإخراج السريع للوقود الأحفوري.

ملايين الافراد حول العالم يطالبون بتحرّك أسرع وسياسات انتقال طاقة عادلة تضع حقوق الإنسان والعدالة البيئية في صلب العملية الانتقالية.

أضف تعليق