الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب بإجراء تفتيشات طال انتظارها في المواقع النووية الإيرانية

مخزون إيران من اليورانيوم شبه القابل للاستخدام كسلاح مصدر قلق بالغ بعد حرب امتدت 12 يوماً، تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية

12 نوفمبر 2025

أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها لم تتمكن من التحقق من مخزو إيران من اليورانيوم المخصّب عالياً منذ أن استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو، وفق تقرير جديد وزّعته الوكالة على الدول الأعضاء.

ذكر التقرير السري، الذي اطلعت عليه وكالات أنباء متعددة، أن الوكالة لم تجرِ بعدِ “تفتيشات متأخرة الأوان” على سبعة مواقع من بين تلك التي استهدفت خلال ما عُرف بـ«حرب الـ12 يوماً»، بينها منشآت رئيسية مثل فوردو ونَطنز. وأشارت إلى الحاجة الملحّة للتحقق من جرد المواد النووية المصرّح عنها سابقاً لحسم المخاوف المتعلقة بإمكانية تحويل هذه المواد عن الاستخدام السلمي.

وانتقد التقرير افتقار إيران إلى التعاون، مع ذلك أفاد بأن مفتشي الوكالة سيزورون البلاد لإجراء تفتيشات في مركز إسفهان للتقنية النووية، الواقع نحو 350 كيلومتراً جنوب شرقي طهران. وخلال النزاع استهدفت إسرائيل مبانٍ في موقع إسفهان بينها مرفق لتحويل اليورانيوم، كما شنت الولايات المتحدة ضربات صاروخية على الموقع ذاته.

أبلغت إيران عن تعليق كامل للتعاون مع الوكالة عقب الحرب، لكنها توصلت في مطلع سبتمبر إلى اتفاق في القاهرة لاستئناف عمليات التفتيش. ومع ذلك أعادت الأمم المتحدة في وقت لاحق فرض عقوبات صارمة على إيران، ما أثار رد فعل غاضباً من طهران ودفَعها إلى وقف تنفيذ اتفاق القاهرة.

وفي أغسطس كانت القوى الأوروبية قد أعادت فرض عقوبات الأمم المتحدة بعدما لم تدخل إيران في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة ولا توضح وضع مخزونها من اليورانيوم شبه القابل للسلاح.

“مسألة تثير قلقاً جاداً”

يقرأ  زيلينسكي يطلق رحلات قطار مجانيةللأوكرانيين استعدادًا لموسم الشتاء

ذكرت الوكالة أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب حتى نسبة نقاوة تقارب 60% يشكّل “مسألة تثير قلقاً جاداً”. من الناحية النظرية، يكفي هذا المخزو لإنتاج ما يقرب من عشرة أسلحة نووية، بحسب تقديرٍ أدرجه التقرير.

وبرغم أن جزءاً من اليورانيوم المخصّب قد تضرر في الضربات، يرى دبلوماسيون أن كثيراً من المخزون كان مخزناً في منشأة مدفونة عميقاً في إسفهان حيث أصابت الأنفاق الممرّات المؤدية إليها، لكنّ حجم الأضرار يبدو محدوداً. وحتى الآن لم تُفتش الوكالة إلا بعضَ من بين 13 منشأة نووية اعتُبرت “لم تتأثر” بشكل مباشر بالهجمات الإسرائيلية والأميركية، وأشارت إلى أن إعادة رسم صورة كاملة عن المخزونات ستكون مهمة شاقة ومكلفة.

أضف تعليق