بعد هدنة غزة… ترامب يطلب رسمياً من رئيس إسرائيل العفو عن نتنياهو — أخبار دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي يصف تهم الفساد الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأنها «غير مبرّرة» ويثني على نتنياهو بوصفه «زعيمًا حازمًا»

أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى رئيس إسرائيل إسحاق هرتزوغ يطالبه بمنح عفو لبنيامين نتنياهو، واصفًا تهم الفساد الموجهة إليه بأنها «سياسية» و«غير مبرّرة». تأتي الرسالة الأربعاء، بعد نحو شهر من دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن حيّز التنفيذ في غزة، وفي ظل هجمات إسرائيلية يومية وقيود على دخول المساعدات.

استشهد ترامب في رسالته بدور نتنياهو القيادي خلال الحرب التي أسفرت، بحسب تقديرات متداولة، عن مقتل أكثر من 69 ألف فلسطيني، من بينهم ما لا يقل عن 20 ألف طفل، والتي وصفها باحثون تابعون للأمم المتحدة بأنها قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وكتب ترامب: «أدعوكم هنا إلى العفو الكامل عن بنيامين نتنياهو، الذي كان رئيس وزراء حربيًا حازمًا وحاسمًا، والذي يقود الآن إسرائيل نحو زمن السلام، ويتضمن ذلك عملي المستمر مع قادة رئيسيين في الشرق الأوسط لإضافة دول عديدة أخرى إلى اتفاقات إبراهيم التي تغيّر العالم».

نشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية نسخة من الرسالة يوم الأربعاء. ومع ذلك، تُعدّ خطوة ترامب تدخلاً واضحًا في السياسة الداخلية الإسرائيلية، ويبدو أنه يسعى لمكافأة نتنياهو على موافقته على وقف النار. كما تُبرز الرسالة اتساع الدعم الذي يقدمه ترامب لقادة يمينيين حول العالم؛ ففي وقت سابق من العام، شاركت الولايات المتحدة في إنقاذ الاقتصاد الأرجنتيني في عهد الرئيس خاڤير ميلي بإجراء تبادل عملات بقيمة 40 مليار دولار.

كرر ترامب في رسالته مقولة خاطئة مفادها أنه «ضمن السلام في المنطقة لمدَّة لا تقل عن ثلاثة آلاف سنة». في الواقع، تأسست دولة إسرائيل عام 1948، أما الحركة الصهيونية التي شرعت الاستيطان في فلسطين فبدأت أواخر القرن التاسع عشر.

يقرأ  آبل تُعزّز استثماراتها في الصين وسط توتر تجاري مع الولايات المتحدة— أخبار الأعمال والاقتصاد

سبق لترامب أن دعا إلى إنهاء القضية الجنائية ضد نتنياهو حين تحدث أمام الكنيست الشهر الماضي، لكنه خاطب هرتزوغ بصيغة أكثر مباشرة في رسالته: «إسحاق، بنينا علاقة عظيمة، علاقة أنا ممتنّ لها ومُشرّف بها، واتفقنا منذ تسلمي المنصب في يناير على أن التركيز يجب أن ينصب أخيرًا على إعادة الرهائن إلى وطنهم وإتمام اتفاق السلام». وأضاف: «الآن بعد أن حققنا هذه النجاحات غير المسبوقة، ونحن نضع حماس تحت السيطرة، حان الوقت لكي يوحّد بيبي إسرائيل بمنحه العفو وانهاء هذه الحرب القانونية (الـ“لو-فِير”) مرة وإلى الأبد».

تجدر الإشارة إلى أن منصب الرئاسة في إسرائيل ذو طابع شرفي إلى حدّ كبير، إلا أن الرئيس يحتفظ بسلطة منح العفو. ومع ذلك، وبما أن محاكمة نتنياهو مستمرة، فلا يمكن لهرتزوغ منح العفو قبل صدور حكم نهائي.

ردّ مكتب رئيس الدولة على رسالة ترامب الأربعاء مشيرًا إلى أن طلب العفو يجب أن يُقدم عبر الإجراءات الرسمية المعتمدة. وقال المكتب، وفق ما نقلت صحيفة تايمز أوف إسراييل، إن «الرئيس يكن احترامًا كبيرًا للرئيس ترامب ويُعرب مرارًا عن امتنانه لدعمه الثابت لإسرائيل ومساهمته الكبيرة في إعادة الرهائن وإعادة تشكيل المشهد الإقليمي وغزة، والحفاظ على أمن إسرائيل»، وأضاف: «دون الانتقاص مما ذُكر أعلاه، كما أوضح الرئيس في مناسبات عدة، يجب أن يقدم أي شخص يسعى للعفو طلبًا رسميًا وفق الإجراءات المعمول بها».

من جهته، يواجه ترامب بدوره اتهامات جنائية عدة، من بينها اتهامات بالتدخل في الانتخابات بعد ولايته الأولى، وهو يصف تلك القضايا بأنها «مطاردة ساحرات».

أضف تعليق