نداء لوقف إطلاق النار وفتح ممر إنساني إلى دارفور
دعت المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية، آمي بوب، إلى إعلان وقف لإطلاق النار وفتح ممر إنساني عاجل لتمكين منظمات الإغاثة من الوصول إلى عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، التي سيطر عليها جهاز الدعم السريع في 26 أكتوبر الماضي.
وقالت بوب لقناة الجزيرة إن “الهمّ الأساسي هو الحصول على الوصول” إلى السكان الذين قُطِعَت عنهم إلى حد كبير المساعدات والخدمات الإنسانية، مشيرة إلى أن العاملين في المجال الإنساني باتوا عرضة للخطر — يُقتلون ويُطلق عليهم النار ويُحتجزون — مما يحول دون إيصال الضروريات للمدنيين.
وأضافت أن الأهم الآن هو ضمان وقف إطلاق النار وفتح ممرٍ إنساني حتى تتمكن قوافل الإغاثة من إدخال المساعدات إلى السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في الوسط.
واتهمت منظمات حقوق الإنسان جهاز الدعم السريع بارتكاب مجازر واسعة النطاق أثناء استيلائه على الفاشر، بينما بقي آلاف السكان داخل المدينة ويُقدّر أن ما يقرب من 90 ألف شخص نزحوا منذ سيطرة الجهاز، وفق أحدث أرقام منظمة الهجرة.
وروت عائلات نازحة — بحسب بوب — رحلات خاطفة مليئة بالمخاطر: مشاهد لجثث على الطرق، واحتجاز الناس ليلجأوا إلى حفرٍ مؤقتة لتجنّب الرصاص والطائرات المسيّرة، ووقائع عن عنف جنسي لا يُحتمل. قالت بوب إن “القصص مروعة وتحدث الآن بينما نتكلّم”.
وحذرت المنظمة من أن جهود الإغاثة في السودان أصبحت “على شفير الانهيار” بسبب استمرار انعدام الأمن ونقص التمويل؛ فالمستودعات تكاد تفرغ والقوافل تواجه مخاطر كبيرة، وقيود الوصول تمنع توصيل كميات كافية من المساعدات بينما تمتد أعمال العنف إلى مناطق أخرى من البلاد.
وأفادت المنظمة أيضاً بأن نحو 39 ألف شخص نزحوا من القتال العنيف في شمال كردفان شرقي الفاشر بين 26 أكتوبر و9 نوفمبر.
من جانبها، حذّرت آنا موتافاتيف، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لشرق وجنوب أفريقيا، من أن النساء والفتيات اللائي نزحن من الفاشر يواجهن تهديدات خطيرة بالعنف الجنسي داخل مخيمات التهجير المحيطة بالمدينة. وقالت إن كل تحرّك — لجلب الماء أو جمع الحطب أو الانتظار في طابور للمساعدات — يحمل معه مخاطر جسيمة للاغتصاب والاستغلال، مؤكدة أن هناك أدلة متزايدة على أن الاغتصاب يُستخدم عمداً وبطريقة منهجية كسلاح حربي.
الاحتياجات الإنسانية عاجلة والوقت ينفد، بينما يظل كثير من المتضرررون محاصرين ويستنجدون بوصول المساعدات قبل فوات الأوان.