نداء للحفاظ على مبنى ويلبور ج. كوهين الفيدرالي — «كنيسة سيستين لفن الصفقة الجديده»
ينظم حفاظ التراث حملة توقيعات لحماية مبنى ويلبور ج. كوهين الفيدرالي في واشنطن العاصمة، المعروف بلقب «كنيسة سيستين لفن الصفقة الجديدة» لما يحويه من روائع فنية في القرن العشرين، بما في ذلك جداريات لفنانين بارزين كـبن شان وفيليب جوستون. ورغم وضعه كمعلَم تاريخي، أدرجته ادارة ترامب في قوائم البيع، ما أثار مخاوف من إمكانية هدمه أو تحويله إلى ملكية خاصة.
أطلقت منظمة Living New Deal، وهي جمعية غير ربحية مقرها كاليفورنيا تبني قاعدة بيانات لأعمال الفن العامة في عهد الصفقة الجديدة عبر الولايات المتحدة، عريضة الأسبوع الماضي لتسليط الضوء على التهديد القائم على مبنى ويلبور. المبنى واحد من بين 45 مبنى فيدرالياً أدرجتها الحكومة ضمن «التصرف المعجّل»، وهي آلية تسرّع بيع الممتلكات الفيدرالية مع إشراك عام محدود أو معدوم.
تدعو العريضة إلى إيقاف هذا المسار لحين إجراء عملية شفافة ومحترمة تتيح مشاركة الجمهور، مؤكدة أن «بيع أو خصخصة هذا المبنى دون مراجعة مناسبة سيسلب الشعب الأمريكي تراثه المشترك ويحرمه من أي صوت في مصير ممتلكاته الثقافية».
صمّم المبنى المعماري تشارلز ز. كلاودر—المعروف بتصاميمه لمتحف بيبودي بجامعة ييل وكاتدرائية التعلم بجامعة بيتسبرغ—وبدأ إنشاؤه عام 1938. يقع المبنى على بعد مبنيين عن مبنى الكونغرس في شارع الاستقلال، وافتتح أبوابه عام 1940 في عهد فرانكلين د. روزفلت ضمن مشاريع الصفقة الجديدة لاستضافة إدارة الضمان الاجتماعي، التي كانت تعرف آنذاك باسم مجلس الضمان الاجتماعي.
غادر مجلس الضمان الاجتماعي المبنى لاحقاً، لكن داخله احتوى على زخارف فنية جسّدت مهمة المؤسسة؛ من بينها سلسلة جداريات لبن شان تحتفل بالإصلاحات الاجتماعية الجذرية الناشئة من أزمة الكساد الكبير، وجدارية كبيرة لفيليب جوستون في المدرج تخلّد الاستقرار المالي والانتعاش الذي أعادته سياسات الإعمار إلى الكثير من العائلات الأمريكية.
كما تزيّن الداخل أربعة تماثيل نقشية من الغرانيت، عمل اثنتان منهما النحات الأمريكي-الألماني هنري كرايس والاثنتان الأخريان من إبداع إيما لو ديفيس المواطنة من إنديانابوليس، إلى جانب لوحة شتوية حالمة للرسمتين التوأم إيثيل وجيني ماجافان. أُنتجت عشر أعمال فنية للمبنى بين 1940 و1942 عبر «قسم الفنون الجميلة» التابع لوزارة الخزانة، الذي أنشئ لتأمين عمل للفنانين العاطلين عن العمل آنذاك.
منذ عام 1954 صار المبنى مقراً لـ«صوت أمريكا»، منظمة إخبارية متعددة اللغات تمولها الحكومة الأمريكية وتبث إلى بلدان تحجب فيها وسائل الإعلام أو تقيدها. أوقفت ادارة ترامب بثّات صوت أمريكا وأدخلت صحفييها في إجازات إدارية مؤقتة في الأول من أكتوبر. ونقلت تقارير، من بينها تقرير واشنطن مونثلي، أن إدارة ترامب كانت مصممة على بيع مبنى ويلبور قبل نهاية 2025.
جعل الرئيس ترامب من إعادة تشكيل المظهر المعماري للمباني الحكومية إحدى أولويات ولايته الثانية، مستهدِفاً أساليب مثل التفكيكية والبروتستانتية الوحشية (البروتاليست). وفي يناير أعاد سريان سياسة من ولايته الأولى تطالب أن تتبع المباني الفيدرالية أنماطاً معمارية «تحترم التراث الإقليمي وتتوافق مع التقاليد الكلاسيكية لأمريكا»، بما في ذلك الطراز الكلاسيكي الجديد والستايل الجورجي والإحياء اليوناني.
أبدت الإدارة العامة للخدمات اهتماماً ببيع نحو نصف مقتنيات مجموعتها الفنية التي تضم حوالي 26 ألف عمل—من جداريات ولوحات وتماثيل وأعمال بيئية لفنانين تمتد أسماؤهم من مارك روثكو إلى جاكوب لورانس، ومايا لين إلى لويز نيفيلسون. وفي مارس وُضع أكثر من نصف نحو ثلاثةِ دوْزُنٍ من العاملين المكلفين برعاية هذه المجموعة في إجازات إدارية بانتظار إنهاء خدماتهم، ما أثار مخاوف إضافية بشأن مستقبل الحفاظ على هذه المجموعة الفنية العامة.
الخطر الآن ليس مجرد نقل ملكية مبنى؛ إنه تهديد لمسار تاريخي وفني متداخل مع ذاكرة مجتمع بأكمله. يطالب المدافعون عن التراث بإيقاف إجراءات التصرف السريعة وإخضاع أي قرار لمراجعة عامة دقيقة تضمن حماية ملكيتنا الثقافية المشتركة قبل اتخاذ أي خطوة قد تغيّر إلى الأبد هوية هذا الصرح التاريخي.