جونسون: مجلس النواب الأميركي سيصوّت الأسبوع المقبل على النشر الكامل لملفات إبستين أخبار دونالد ترامب

أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون أن المجلس سيجري تصويتاً لإجبار الإفصاح الكامل عن الملفات المتعلقة بالمجرم الجنسي الراحل جيفري إبستين.

قال جونسون للصحفيين يوم الأربعاء إن المجلس سيجري تصويتاً الأسبوع المقبل يطلب من وزارة العدل الإفراج عن جميع الوثائق المتعلقة بالممول المشين. وأضاف أنه يرغب في «تذكير الجميع» بأن لجنة الرقابة التي يقودها الجمهوريون كانت «تعمل على مدار الساعة» في تحقيقها الخاص بالقضية.

جاءت تصريحات جونسون بعد أن وقّعت النائبة الديمقراطية أدليتا غريخالڤا، التي أدت اليمين كأحدث عضوة في الكونغرس يوم الأربعاء، عريضة تطالب بإجبار المجلس على التصويت بشأن المسألة. العريضة الثنائية — آلية تتيح لأغلبية النواب تجاوز قيادة المجلس — قدمها الجمهوري من كنتاكي توماس ماسي والديمقراطي من كاليفورنيا رو خانا.

فازت غريخالڤا في انتخابات خاصة لشغل المقعد الذي كان يشغله والدها الراحل، راؤول غريخالڤا، في سبتمبر. وكان جونسون قد رفض أداء اليمين لها لأن المجلس كان خارج الانعقاد منذ 19 سبتمبر، ما دفع المدعي العام لولاية أريزونا إلى رفع دعوى قضائية. قالت غريخالڤا وديمقراطيون آخرون إن التأخير كان يهدف إلى منعها من إضافة توقيعها إلى عريضة إبستين.

غردت غريخالڤا قائلة إن «رئيس المجلس يؤخر تأديتي لتجنب الإفراج عن ملفات إبستين» ودعت الجمهور إلى المشاركة في المطالبة بإنهاء الإغلاق، وأداؤها اليمين، وإصدار الملفات. فور أداء اليمين وقّعت العريضة، ما منحها الأصوات الـ218 اللازمة للمضي قدماً. من بين الموقعين معها جميع الديمقراطيين الـ214 وأربعة جمهوريين — ماسي، ومارجوري تايلور غرين، ولورين بوبرت، ونانسي مايس.

يمتلك الجمهوريون أكثرية ضيقة في المجلس بعدد 219 عضواً. وفي خطاب على منصة المجلس بعد جلوسها، تعهّدت غريخالڤا بمواصلة إرث والدها في الدفاع عن سياسات تقدمية وضمان أن يقدم الكونغرس «رقابة كاملة وتوازن» لإدارة الرئيس دونالد ترامب. وقالت: «يمكننا ويجب أن نعمل بشكل أفضل. ما يثير القلق أكثر ليس ما فعلته هذه الإدارة، بل ما فشل أغلب هذا المقرر في فعله».

يقرأ  سجناء في المنفى يروون عن وحشية خلف القضبان في بيلاروسيا

في اليوم الأول المزدحم لها في الكابيتول، صوّتت غريخالڤا مع غالبية زملائها الديمقراطيين لرفض التشريع الذي مرّ من مجلس الشيوخ لإعادة فتح الحكومة. وصوّت النواب 222 مقابل 209 لصالح إرسال حزمة التمويل إلى مكتب الرئيس لتوقيعه، منهية أطول إغلاق للحكومة الاتحادية في التاريخ.

قال جيم ماكغوفرن، أبرز الديمقراطيين في لجنة القواعد بمجلس النواب، إنه كان يتوقع أن يُجرى التصويت على مشروع قانون إبستين في أوائل ديسمبر. وإعلان جونسون عن تصويت متقدم عن المتوقع بدا كهذا ينبئ بتنامي الإحباط بين النواب الجمهوريين، الذين يتعرض كثير منهم لتدقيق متزايد داخل حزبهم وبين الديمقراطيين والجمهور الأمريكي حول اتهامات بحماية متحرشين بالأطفال.

أبلغ النائب الجمهوري من تينيسي تيم بيرشيت الصحفيين يوم الأربعاء أنه «سئم من اللعب في هذا الموضوع». قال: «الديمقراطيون امتلكوا ملفات إبستين لأربع سنوات، ونحن احتفظنا بها لتسعة أشهر الآن، وسيتم جرّها إلى عبث لا نهاية له. دعونا نأخذها إلى القاعة، نصوّت عليها، ونمضي قدماً». محاولته في يوم الأربعاء لفرض تصويت مستعجل على إفراج الملفات أُحبطت لعدم اتباع الإجراءات التشريعية السليمة.

في تسجيل مصور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، حمّل بيرشيت الديمقراطيين مسؤولية إحباط جهوده واتهمهم بـ«اللعب بالألعاب» حول إبستين.

تأتي عملية التصويت أيضاً في ظل تجدد التدقيق في علاقة ترامب بإيبستين، بعد أن نشرت لجنة الرقابة الديمقراطية رسائل إلكترونية جديدة بدا أنها تربط المرّين يوم الأربعاء. في إحدى المراسلات أخبر إبستين صديقته السابقة غيسلين ماكسويل — المحكوم عليها حالياً بالسجن عشرين عاماً بتهم الاتجار الجنسي — أن ترامب «قضى ساعات» في منزله مع إحدى الضحايا. وأضافت الرسالة، المرسلة بحسب التقارير قبل عامين من قضبان سجن إبستين الذي قضى فيه 13 شهراً بتهم جنسية، عبارة: «أريدك أن تدركي أن ذلك الكلب الذي لم ينبح هو ترامب». لم يتضح ما الذي كان يقصده إبستين بتعليقاته.

يقرأ  ابنة تنتقد مشغل الرحلات البحرية الأسترالي بعد وفاة والدتها على جزيرة

في رسالة إلكترونية أخرى أرسلها إبستين عام 2019 قال إن ترامب «كان يعلم عن الفتيات». من جانبه، وصف ترامب على منصة تروث سوشال تلك الرسائل بأنها «خدعة»، واتهم الديمقراطيين بأنهم على استعداد «لفعل أي شيء على الإطلاق لتحويل الأنظار عن مدى فشلهم في قضية الإغلاق». كما رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الرسائل قائلة إنها «لا تثبت شيئاً سوى أن الرئيس ترامب لم يفعل شيئاً خاطئاً». وأضافت: «هذه الإدارة فعلت أكثر ما يتعلق بالشفافية تجاه جيفري إبستين مقارنة بأي إدارة سابقة».

هناا

ويبقى ملف إبستين محور جدل سياسي وقانوني صارم، ويَعِد التصويت المرتقب بمزيد من المحطات في السباق نحو كشف كامل للحقائق أو مزيد من المواجهات السياسية. ترامبب رفض الانتقادات ووصف ما يجري بأنه مسرحية سياسية.

أضف تعليق