جنوب أفريقيا: مقاطعة ترامب الأمريكية لقمة مجموعة العشرين «خسارتهم»

رامافوسا: غياب الولايت المتحدة عن قمة العشرين في جوهانسبرغ “خسارتهم”

قال الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقاطعة قمة مجموعة العشرين المقررة في جوهانسبرغ نهاية الأسبوع المقبل يمثل “خسارتهم”، مشدداً أن سياسة المقاطعة تستدعي إعادة نظر من قبل واشنطن. «الولايات المتحدة بحاجة لأن تعيد التفكير فيما إذا كانت سياسة المقاطعة مجدية بالفعل، لأن خبرتي تقول إنها لا تنجح».

تصاعدت التوترات بين بلاده والولايات المتحدة على خلفية ادعاءات رُفضت على نطاق واسع بشأن اضطهاد أقلية الأفريكانرز البيضاء، وهو ما تنفيه حكومة جنوب أفريقيا بشدة، بالإضافة إلى الدفع باتجاه تحميل إسرائيل مسؤولية ارتكاب “إبادة جماعية” في غزة أمام محكمة العدل الدولية.

أعلن ترامب يوم الجمعة أن لا مسؤولين أمريكيين سيحضرون قمة العشرين المقررة في 22-23 نوفمبر، مستشهداً بمعاملة المزارعين البيض في جنوب أفريقيا ووصف ما يجري بحقهم بـ”الإبادة الجماعية” في منشور على منصة “تروث سوشيال”، واعتبر أن استضافة القمة في بلاده أمر “مخزٍّ تماماً”.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، كرر ترامب ادعاءاته بأن البيض في جنوب أفريقيا يتعرضون لاضطهاد وعنف واستيلاء على أراضيهم لأسباب عنصرية، وهو ما رفضته حكومة البلاد وزعماء أفريكانرز البارزون. واستهدف ترامب طويلاً الحكومة التي يقودها السود في البلاد وانتقدها على هذه الأرضية إضافة إلى قضايا أخرى، من بينها قرار جنوب أفريقيا اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قضية منظورة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

قال رامافوسا في تصريحات الشهر الماضي إن وقف إطلاق النار في غزة، الذي تنتهكه إسرائيل يومياً، لن يثنيه عن متابعة قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها بلاده عام 2023، مؤكداً أن جنوب أفريقيا عازمة على الاستمرار في المضي بالقضية رغم الهدنة التي تُعد جزءاً من خطة مدعومة أميركياً لإنهاء الحرب على القطاع المحاصر.

يقرأ  إسبانيا تقدّم مساعدات حكومية لضحايا الحرائق مع استمرار اندلاع حرائق متعددة

قدمت جنوب أفريقيا نحو 500 صفحة من الأدلة إلى محكمة العدل الدولية في أكتوبر 2024، وحددت إسرائيل موعد تقديم مرافعاتها المضادة في 12 يناير، مع توقع عقد جلسات استماع شفوية عام 2027 وصدر حكم نهائي متوقع أواخر 2027 أو أوائل 2028.

أصدرت المحكمة ثلاث تدابير مؤقتة طالبت فيها إسرائيل بمنع أعمال قد ترقى إلى إبادة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن تقارير تؤكد أن إسرائيل لم تلتزم إلى حد كبير بتلك الأوامر.

خارج البرلمان، اعتبر رامافوسا أن قرار الولايات المتحدة بعدم الحضور “مؤسف”، وضمن تصريحاته: «غياب الولايات المتحدة لا يعني أن قمة العشرين لن تستمر؛ القمة ستعقد والحضور سيكون شاملاً، وسنتخذ في النهاية قرارات جوهرية. غيابهم هو خسارتهم». وأضاف أن الولايات المتحدة تتخلى عن الدور الهام الذي يُفترض أن تلعبه بصفتها أكبر اقتصاد في العالم.

التقى ترامب ورامافوسا في البيت الأبيض في مايو، حيث واجهه ترامب بادعاءاته التي لا أساس لها عن مقتل أفريكانرز بيض في هجمات واسعة النطاق؛ ورامافوسا سعى خلال اللقاء للتشجيع على حضور ترامب أول قمة لعشرين تُعقد في أفريقيا.

تأسست مجموعة العشرين في 1999 لجمع دول غنية ونامية لمناقشة قضايا الاقتصاد العالمي والتنمية الدولية. تضم المجموعة الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويتولى البلد المضيف رئاسة دورية؛ ومن المقرر أن تتسلم الولايات المتحدة رئاسة المجموعة في نهاية العام.

تُذكِّر مزاعم ترامب حول العنف ضد البيض بآراء معلّقي إعلام محافظ ظهرت لديهم تصورات مشابهة منذ عام 2018. كما اتهم ترامب وآخرون، من بينهم الملياردير المولود في جنوب أفريقيا إيلون ماسك، حكومة البلاد بالتمييز ضد البيض بسبب سياسات العمل الإيجابي الهادفة إلى تعويض التفاوتات لصالح الأغلبية السوداء التي اضطُهدت تحت نظام الفصل العنصري السابق.

يقرأ  نُشِرَتْ وحدات ألمانية متخصِّصة في مكافحة حرائق الغابات في إسبانيا

تؤكد حكومة رامافوسا أن هذه الادعاءات نتيجة معلومات مضللة وسوء فهم لطبيعة القضايا في جنوب أفريقيا. وفي ظل هذا الخلاف، بلغ التوتر بين البلدين أدنى مستوياته منذ نهاية الفصل العنصري عام 1994؛ بل وصل الأمر إلى طرد واشنطن لسفير جنوب أفريقيا في مارس على خلفية تصريحات أدلى بها بشأن ترامب.

أضف تعليق