زيلينسكي يزور القوات على خط المواجهة — معارك محتدمة بين روسيا وأوكرانيا في محاور حاسمة

زار الرئيس فولوديمير زيلينسكي قوات أوكرانية قرب خط الجبهة في منطقة زابوريجيا الجنوبية، بينما أعلن الجيش الأوكراني أنه نفّذ هجوماً على منشأة نفطية تقع تحت سيطرة القوات الروسية في تلك المنطقة.

نشر زيلينسكي على منصة إكس أنه زار «مقر قيادة اللواء الآلي المنفصل الخامس والستين» يوم الخميس قرب بلدة أوريخيف الواقعة على الجبهة، وأرفق صوراً لاجتماعه بالمقاتلين.

قِصَص موصى بها

قال الجيش الأوكراني في وقت سابق من الأسبوع إن الوضع في جبهة زابوريجيا قد تدهور، مع تسارع تقدم القوات الروسية هناك. وأوضح زيلينسكي: «استمعت إلى تقرير عن الوضع العملياتي في هذا القطاع، وعن نشاط العدو والخسائر بين المحتلين». واضاف: «نفعل كل ما بوسعنا لتعزيز مقاتلينا».

أفاد الأركان العامة الأوكرانية على تيليغرام أن قواتها استهدفت محطة نفط في القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014، وكذلك مخزناً للنفط في منطقة زابوريجيا المحتلة. وأضافت الأركان أن المنشآت النفطية وأهدافاً عسكرية أخرى تعرضت للقصف بواسطة أسلحة محلية الصنع، من بينها صواريخ كروز أرضية الإطلاق من طراز «فلمنغو» وطائرات مسيّرة.

في شرق البلاد، قضت هجمات بطائرات روسية مسيّرة على الأقلّ على ثلاثة أشخاص قرب قرية بوغوسلافكا في منطقة خاركيف، بحسب السلطات. وأفاد الحاكم أوليه سينيهوبوف بأن شخصين قتلا فورياً في الضربة، وتوفي ثالث لاحقاً متأثراً بجراحه في المستشفى، في حين أصيب رابع.

قالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها واصلت تقدمها “عميقاً في دفاعات العدو” وسيطرت على قرية دانيليفكا في منطقة دنيبروبتروفسك، كما أعلنت السيطرة على مستوطنة سينيلنياكوفو في خاركيف. وفي وقت سابق من الأسبوع استولت القوات الروسية على ثلاث قرى في الجنوب، حيث تجمّدت المواجهات إلى حدّ كبير بعد الاشتباكات.

كييف ستعود إلى محادثات السلام: موسكو

يقرأ  الربح في عصر الحظر — مدينة إيري

قال دميتري بيسكوف، المتحدّث باسم الكرملين، إن كييف «عاجلاً أم آجلاً» ستضطر للعودة إلى المفاوضات مع موسكو ومن وضع «أسوأ بكثير»، وذلك بعد إعلان أوكرانيا تعليق محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 2022. ورداً على تصريحات وزارة الخارجية الأوكرانية، ذكر بيسكوف أن الوضع بالنسبة لكييف «يتدهور يوماً بعد يوم» وأنها في نهاية المطاف ستُجبر على استئناف الحوار مع روسيا.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الأوكراني سيرهي كيسليتسيا لصحيفة التايمز البريطانية إن كييف علّقت محادثات السلام رسمياً لعدم إحراز تقدم ملموس خلال الجولات التي عقدت سابقاً هذا العام في إسطنبول. وأضاف أن أوكرانيا طلبت من حلفائها المساعدة لتأمين لقاء مباشر بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أن بوتين لم يُبدِ رغبة في عقد مثل هذه القمة ورفض محاولات تدخل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تعمل فرق الإنقاذ في موقع هجمة بطائرة مسيّرة روسية في خاركيف (صور إعلامية)

ألمانيا تحث كييف على اتخاذ إجراءات ضد الفساد

في موازاة ذلك، حث المستشار فريدريش ميرتس زيلينسكي يوم الخميس على أن تبذل حكومة كييف جهوداً أكبر بكثير في مكافحة الفساد، بعد انكشاف فضيحة هزّت العاصمة. وقال بيان المستشارية في برلين إن الحكومة الأوكرانية مطالبة بـ«المضي بحزم في إجراءات مكافحة الفساد ومتابعة مزيد من الإصلاحات، لا سيما في ميدان سيادة القانون».

أصدر زيلينسكي أوامر بفرض عقوبات على أحد المتهمين وشريك أعمال سابق يقع في قلب فضيحة الفساد التي أثارت سخطاً في بلد منهك بحرب قاربت على أربع سنوات. وفي أعقاب التحقيق الواسع النطاق، قدّم وزيرا العدل والطاقة استقالتيهما، بحسب رئيسة الوزراء يulia سفْيريدينكو، وذلك بعد دعوة زيلينسكي إلى إعفائهما من منصبهما. وأفادت جهات مكافحة الفساد أن الشبكة أمّنت تحويل نحو مئة مليون دولار من أموال القطاع الطاقي المتضرر جراء هجمات موسكو.

يقرأ  ٤ سيناريوهاتٍ لنهاية هذا الإغلاق

وخلال المكالمة الهاتفية، أطلع زيلينسكي ميرتس على سير التحقيقات في الفضيحة ووعد «بشفافية كاملة، ودعماً طويل الأمد لهيئات مكافحة الفساد المستقلة، وكذلك باتخاذ إجراءات سريعة إضافية لاستعادة ثقة السكان الأوكرانيين والشركاء الأوروبيين والداعمين الدوليين».

أضف تعليق