انتهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة ماذا يحدث الآن؟ ومتى ستُستأنَف الخدمات؟ | أخبار دونالد ترامب

وقع رئيس الولايات المتحدة ترمب يوم الأربعاء على مشروع قانون للتمويل الحكومي أنهى بذلك جموداً سياسياً استمرّ بين الجمهوريين والديمقراطيين وأطول إيقاف جزئي للحكومة في تاريخ البلاد.

الشلل الحكومي الذي بدأ بعد رفض نواب ديمقراطيين في مجلس الشيوخ المصادقة على مشروع التمويل ما لم تُضمّن تعديلات تمدّد إعانات التأمين الصحي للفئات منخفضة الدخل — وهو ما رفضه الجمهوريون — استمرّ 43 يوماً، تاركاً مئَات الآلاف من الموظفين الحكوميين بلا رواتب وهيئات عديدة معطّلة عن العمل.

ماذا يتضمن القانون وماذا لا يتضمنه؟
القانون الجديد يصرّح بتمويل برامج المساعدة الغذائية، بما في ذلك برنامج المساعدة الغذائية التكميلي (SNAP)، ويؤمّن تمويلاً للسلطة التشريعية إلى نهاية يناير 2026. كما ينصّ على عودة الموظفين المصروفين مؤقتاً إلى أعمالهم وصرف مستحقاتهم المتأخرة.

مع ذلك، لم يشمل الاتفاق تمديد إعانات التأمين الصحي وفق قانون الرعاية الميسّرة (ACA) التي طالبت بها الديمقراطيون. الائتمانات الضريبية لهذا البرنامج، الذي أُقرّ في 2010 ويستفيد منه أكثر من 22 مليون أمريكي من ذوي الدخل المحدود، مبرمَجة للانقضاء في 31 ديسمبر ما لم يُمدَّد عنها.

اتفق متوسطو الموقف بين الديمقراطيين والجمهوريين على إجراء تصويت مستقل في ديسمبر بشأن تمديد تلك الإعانات، لكنّ نجاح أي تمديد يبقى غير مضمون.

كيف أُقرّ القانون في مجلس الشيوخ؟
كانت إعانات الرعاية الصحية محور مطالب الديمقراطيين طيلة المعركة السياسية. عندما اقترح الجمهوريون مشروع القانون في مجلس الشيوخ، عارضته غالبية الديمقراطيين، واستمرّت سلسلة من التصويتات خلال أيام الإغلاق الـ43، حيث رفض الديمقراطيون إعادة فتح الحكومة في 14 مناسبة طالِبين إدراج تمديد الاعتمادات الضريبية.

في 9 نوفمبر تغيّر المشهد عندما انشق عن الكتلة الديمقراطية ستة سيناتورات واثنان مستقلان وصوّتوا مع الجمهوريين، ما مكّن مشروع القانون من التقدّم في المجلس. زعيم الديمقراطيين في الشيوخ تشاك شومر كان من المعارضين، قائلاً إن المشروع لا يعالج أزمة الرعاية الصحية، لكنه تعرّض لانتقادات داخل حزبه من مناصرين للعزوف عن الموقف الذي أنهى الإغلاق.

يقرأ  «لم يعد بإمكان أي إنسان العيش هناك»ناجون أفغان يناشدون النجدة بعد الزلزال | أخبار الزلازل

تصويت مجلس النواب
انتقل المشروع إلى مجلس النواب حيث واجه مقاومة ديمقراطية إضافية، لكنّه أُقرّ أخيراً بنتيجة 222 صوتاً مقابل 209. صوتت أغلبية نواب الجمهوريين (216 نائباً) لصالحه، وانضم إليهم ستة نواب ديمقراطيين قرّروا إنهاء الإغلاق. بقي 207 نواب ديمقراطيين الرافضين، وانضمّ إليهم صوتان جمهوريان معارضان، بينما تغيّب اثنان عن التصويت.

ماذا سيحصل للموظفين والبرامج المتضررة؟
عودة العمل لن تكون سلسة فوراً؛ فاستعادة الموظفين والخدمات وسداد المدفوعات تستلزم وقتاً وإجراءات لوجستية. بحسب مكتب الميزانية بالكونغرس، تم توقيف حوالى 750 ألف موظف فدرالي عن العمل دون أجر، في حين وُجّه آلاف العمال الأساسيين — من شرطة ومكافحة جرائم وموظفي مراقبة الحركة الجوية — للعمل دون رواتب طيلة الإغلاق. الحكومة الآن ملزمة إعادة هؤلاء إلى وظائفهم وصرف الأجور المستحقة.

برامج المساعدة الغذائية التي توقفت تمويلاتها في 31 أكتوبر ستُعاد إطلاقها لكن قد تواجه صرف المساعدات تبعات تأخّر وركود إداري تراكمي سيستلزم معالجة تراكم الطلبات.

قطاع النقل الجوي
أصدرت إدارة الطيران الاتحادية أخيراً أوامر طارئة لتقليص الرحلات في نحو 40 مطاراً بنحو 6٪ بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية، وألغيت مئات الرحلات المحلية. وزارة النقل قالت إن مراقبي الحركة سيحصلون على 70٪ من رواتبهم خلال 24–48 ساعة بعد إنهاء الإغلاق، وتتوقّع صناعة الطيران عودة شبه طبيعية للحركة خلال أسبوع شرط رفع الأوامر الطارئة واستعادة الأعداد الكافية من المراقبين.

مشروعات البنية التحتية والبيانات الاقتصادية
توقّف تنفيذ عدد من مشاريع البناء والبنى التحتية بقيمة تقارب 11 مليار دولار، ومنها أعمال صيانة جسور ومتنزهات ساحلية، ولا يزال من غير الواضح موعد استئنافها وكيفية استعادة التمويل المتعلّق بالعقود القائمة.

أيضاً تأثرت سلسلة البيانات الاقتصادية: لم يصدر تقرير التوظيف الشهري لشهر أكتوبر ولم تُنشر بيانات تضخم مهمة كان من المقرر إصدارها في منتصف أكتوبر. البيت الأبيض حذّر أن بعض البيانات الميدانية لم تُجمع، ما يترك فجوة زمنية في المؤشرات ويعقّد قرارات السياسات النقدية والاقتصادية.

يقرأ  متى ستُعيد إسرائيل فتح معبر رفح في غزة؟الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

ما الذي ينتظرنا؟
تم تأمين تمويل حكومي حتى نهاية يناير، لكنّ مسألة إعانات الـACA لم تُحَلّ. هناك وعد بإجراء تصويت في مجلس الشيوخ منتصف ديسمبر بشأن تمديد الاعتمادات الضريبية، لكن جدوى النجاح غير مؤكدة، وهو ما يعني أن احتمال مواجهة مواجهة سياسية جديدة وإغلاق حكومي آخر في نهاية يناير ما زال قائماً.

حتى ذلك الحين، سيعاني المستفيدون من برامج التأمين المدعومة بزيادة كبيرة في أقساط التأمين بين نوفمبر ونهاية يناير إن لم تُمدَّ الاعتمادات، ما يضع مزيداً من الضغط المالي على ملايين الأسر وربما يدفع بعضها للتخلي عن التأمين أو لخفض الإنفاق في مجالات أساسية أخرى — وهو أثر ذو تبعات سياسية واجتماعية واقتصادية ملموسة في ظل اقتراب الانتخابات المقبلة.

أضف تعليق