توفي الفنان ميل ليبزيغ المُلقّبُ «تشيخوف ترينتون» عن عمرٍ يناهزُ 90 عاماً

ميلفن دونالد «ميل» ليبزيغ، الرسّام الذي أشرف على تكوين أجيال من الفنانين من مقرّ إقامته المتبنّى في تريتون، نيوجيرسي، توفي في الأول من نوفمبر عن عمر يناهز 90 عاماً، بحسب ابنته فرانشيسكا ليبزيغ؛ وقد توفّي بالضبط بعد ثمانية عشر عاماً من رحيل زوجته الفنانة ماري جو ميشيلسي.

على مدى أكثر من نصف قرن، جسّد هذا الفنان المولود في بروكلين الأشخاص والأماكن التي صادفها — مهما بدت عادية — بوقار وجدية فنية. لم يرسم أبداً اعتماداً على الصور الفوتوغرافية، مُفضِّلاً ما وصفه في مقابلات سابقة بأنه «التصميم مع الواقع».

عَمِل بشكل أساسي بالأكريليك على القماش، فأحاط بزملائه وأفراد عائلته وطلابه بواقعية حارّة التفاصيل. رسم الفنانين في استوديوهاتهم، وزملاءه الأكاديميين الغارقين بين الأوراق والكتب على مكاتبهم، والممثلين تحت أضواء المسرح. وكتب الناقد دان بيسشف في صحيفة ستار-ليدجر عام 2008 أن «كل شيء في لوحة ليبزيغ يُنَفَّذ بتكثيف تكاد تكون هلوسياً في التفاصيل، كما يراه هو».

قد تكون القاعة الدراسية هي الساحة التي عرف فيها ليبزيغ أكثر من غيرها. وُلد في بروكلين عام 1935، وأبدى منذ مبكرة اهتماماً بتعليم الفن، فدرس في كوبر يونين مع رسّام المناظر الطبيعية الحديث نيل ويليفر، ثم نال بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة ييل تحت إشراف أسطورة الباوهاوس جوزيف ألبيرس. حصل لاحقاً على درجة الماجستير من معهد برات وحاز منحة فولبرايت للدراسة في باريس، حيث قطع أوروبا بالمصادفة ليرسم — تجربة تركت أثراً لا يُمحى في ممارسته الفنية.

من 1968 حتى تقاعده عام 2013، شغل منصب أستاذ للفنون الجميلة وتاريخ الفن في كلية ميرسر كاونتي المجتمعية، فكان حضوراً محبوباً في قسم الفنون البصرية ومرشداً لعدد لا يحصى من الرسامين الطموحين.

يقرأ  المجاعة الناجمة عن الإجراءات الإسرائيلية في غزة تودي بحياة 185 شخصًا خلال أغسطسسجلت 13 وفاة إضافية خلال 24 ساعة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

خلال تلك الفترة أسس جمعية ورشة عمل فناني ترينتون (TAWA) في متحف مدينة ترينتون عام 1979 — مع أن ملاحظة كتبها بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لـTAWA في 2023 تُنسب الفكرة إلى ماري هاورد ولاطا باترسون. وعلى مدى خمسة وأربعين عاماً بنى ليبزيغ من الجمعية محركاً أساسياً لاكتشاف المواهب الإقليمية، وعرض أعمالاً بالتعاون مع متحف مدينة ترينتون ودور عرض أخرى. كما شارك في تنظيم برنامج التبادل TAWA–الاتحاد السوفييتي 1989–1990، الذي أرسل فناني نيوجيرسي إلى موسكو واستضاف فناني الاتحاد السوفييتي في ترينتون.

قالت غاليري هينوخ في نيويورك، التي مثلت الفنان منذ عام 1983، في بيان: «مع تقدمه في السن وتوقُّفه عن القيادة، كان موضوعات ميل يأتون إلى منزله ليتقمصوا الوضعيات، وهذا ما غذى إبداعه إذ كان يضعهم في أحيانٍ كثيرة ضمن بيئات متخيلة. ولاحقاً، عندما أصيب في ذراعه اليمنى، علّم ميل نفسه الرسم بيده اليسرى، إيماناً منه بأن الفن يكمن في العقل لا في اليد. تجاوز أي عقبة وضعتها الحياة أمامه من أجل الاستمرار في الرسم».

تملك مؤسسات ثقافية وطنية لوحات ليبزيغ، منها متحف ويتني، ومتحف الأكاديمية الوطنية، ومتحف كوبر-هيويت في نيويورك. وفي نيوجيرسي، توجد أعماله في متحف ولاية نيوجيرسي؛ متحف جيرسي سيتي؛ متحف مونتكلير للفنون؛ ومتحف جين فورهيز زيمرلي في جامعة روتجرز في نيو برونزويك، من بين مجموعات أخرى. كانت أعماله محور معارض استعادية في متحف ولاية نيوجيرسي ومعرض كلية رايدر للفنون. في وقت سابق من هذا الشهر افتتح متحف مدينة ترينتون سلسلة معارض على مستوى المدينة بعنوان «المجتمع يحتفل بأيقونة: ميل ليبزيغ في التسعين»، احتفاءً بمسيرته الإبداعية.

حتى النهاية لم يتوقف عن الرسم، قائلاً ذات مرة: «العمل يمكن أن يساعدك على اجتياز الكثير من الآلام والأوقات العصيبة. أن تكون فناناً ومعلمًا أمر يمنح الحياة». أنهى لوحاته الأخيرة عن عمر يقارب التسعين، محافِظاً على الحميمية اللافتة التي أشاد بها الناقد بيتر شيلدار في 1979، عندما كتب إن قدرة ليبزيغ على استدعاء توترات عاطفية غامضة في شخصيات عادية متميزة تجعل منه ربما تشيخوف ترينتون.

يقرأ  جامعة سيراكيوز تُعلّق القبول في 20 تخصصًا لمرحلة البكالوريوس

يخلّف ليبزيغ ابنته وصهره فرانشيسكا ولويس بيكون؛ وابنه وزوجته جوشوا ومارثا ليبزيغ (شولتز)؛ وأحفاده فنسنت وليوناردو بيكون، ورايونا وزيف وآمي ليبزيغ؛ وابنة أخته نيكول ساج، وابنتها جورجيا ليبزيغ كايز.

أضف تعليق