كولومبيا تحافظ على تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة لمكافحة تهريب المخدرات

إعلان كولومبيا حول استمرار تبادل المعلومات الاستخبارية

أفادت مصادر كولومبية أن الحكومة ستستمر في مشاركة المعلومات الاستخبارية مع الوكالات الدولية المكافحة لتجارة المخدرات، بعد أيام من تصريحات للرئيس غوستافو بيترو أعلن فيها تعليق التعاون مع الولايات المتحدة إثر ضربات على زوارق في المياه الدولية يُزعم أنها كانت تُهرّب مخدرات.

قال وزير الدفاع بيدرو أرنولفو سانشيز في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن بيترو “اصدر تعليمات واضحة” بالحفاظ على “تدفق مستمر للمعلومات” مع الوكالات الدولية المعنية بمكافحة المخدرات. وأضاف سانشيز: «في مواجهة الجريمة العابرة للحدود، الإجابة تكمن في التعاون الدولي».

من جانبه، طمأن وزير الداخلية أرمندو بينيديتي الرأي العام بأن التصريحات الأولية كانت نتيجة “سوء فهم” وأن بيترو لم يقل مطلقاً إن وكالات الأمن الامريكية ستتوقف عن العمل إلى جانب نظرائها الكولومبيين. وأكد بينيديتي أن الحكومة ستواصل عملها مع الولايات المتحدة في محاربة تهريب المخدرات والجريمة كما فعلت سابقاً.

جاء هذا التوضيح بعد أن أعلن بيترو، زعيم يساري وناقد صريح للرئيس دونالد ترامب، أنه أصدر أمراً “بتعليق الاتصالات والتعاملات مع وكالات الأمن الأميركية” على خلفية سلسلة غارات نفذتها واشنطن في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وصفها مسؤولون دوليون وحقوقيون بأنها قد تنتهك القانون الدولي.

وقد أثارت الضربات الأمريكية انتقادات واسعة؛ إذ قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وخبراء آخرون إنها تمثل انتهاكات واضحة للقانون الدولي. وعلق فولكر تورك، المفوض السامي المعني بحقوق الإنسان، في أواخر أكتوبر بأن “هذه الهجمات وتكلفتها البشرية المتزايدة غير مقبولة”، داعياً الولايات المتحدة إلى وقف مثل هذه العمليات واتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع القتل خارج نطاق القضاء للركاب على هذه الزوارق، مهما كانت الاتهامات الموجهة إليهم.

ورفضت الإدارة الأمريكية الانتقادات، مؤكدة أن ضرباتها تهدف إلى ردع مهربي المخدرات. وبدأت حملة القصف في سبتمبر، وأسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 76 شخصاً، بحسب تقارير متكررة.

يقرأ  فرنسا تُلزم جميع الفنادق بالحصول على شهادة مناخية

في وقت سابق فرضت إدارة ترامب —بدون تقديم أدلة— عقوبات على بيترو وعائلته واتهمته بالضلوع في نشاطات متعلقة بالمخدرات، فيما طالب الرئيس الكولومبي بدوره بفتح تحقيق في جرائم حرب محتملة مرتبطة بالهجمات التي طالت مواطنين من فنزويلا والإكوادور وكولومبيا وترينيداد وتوباغو. كما انتقد بيترو سياسات واشنطن التي تستهدف في كثير من الأحيان الفلاحين الذين يزرعون الكوكا بدل ملاحقة كبار مهربي المخدرات ومغسلي الأموال.

وخلال قمة جمعت قادة من أمريكا اللاتينية وأوروبا، قال بيترو إنه التقى بعائلة صياد كولومبي يُزعم أنه قُتل في إحدى الضربات، وأضاف: «قد يكون كان يحمل سمكاً أو قد يكون يحمل كوكايين، لكنه لم يُحكم عليه بالإعدام؛ لم يكن هناك ما يبرر قتله».

من جهة أخرى، أوردت تقارير إخبارية أن المملكة المتحدة علّقت جزئياً تبادل الاستخبارات مع الولايات المتحدة بشأن الضربات على الزوارق في البحر الكاريبي، لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبريو وصف تقرير شبكة سي إن إن بأنه “مزيف” ونفى صحته أمام الصحافة.

أضف تعليق