هدم نصب فني عملاق في باتري بارك سيتي لإفساح المجال لمشروع الحماية الساحلية
نصب فني عمره نحو أربعين عاماً يُهدم حالياً في باتري بارك سيتي لتمهيد الطريق أمام مشروع المرونة الشمالية/الغربية لباتري بارك سيتي (NWBPCR)، المشروع الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية.
العمل الفني، الذي حمل عنوان “الغرفة العليا” للفنان نيد سميث، عبارة عن ساحة مؤلفة من عشرين عموداً تحيط بطاولة ممدودة تضم رقع شطرنج مزروعة في سطحها. تذكر التراكيب المعمارية للعموديات بالعمارة القديمة، وقد شكّلت متنفساً عاماً لسكان المدينة. أُوكل إنشاؤه عام 1986، وكان أول عمل فني عام في باتري بارك سيتي.
نشرت هيئة باتري بارك سيتي (BPCA) فيديو العام الماضي يضع الفنان والنصب في سياق المشهد العمراني والناظم الحضري لمدينة نيويورك.
بدأت الفرق صباح الأربعاء بتجريي أعمال هدم التمثال كجزء من خطة أشمل لإدماج نظام حاجز ساحلي مرن يدير فيضانات الشاطئ ويحسّن الحماية ضد الكوارث الطبيعية مثل إعصار ساندي، الذي سبّب أضراراً تقدر بـ310 مليون دولار في باتري بارك سيتي. سيمتد الحاجز على طول واجهة نهر هدسون من فيرست بليس إلى تشامبرز ستريت.
يشمل المشروع أيضاً إغلاق ميناء الشمال الشهير North Cove Marina، الأغلى تكلفة في المدينة، لمدة خمس سنوات؛ وهو أمر لقي ترحيباً وانتقاداً متفاوتين بين الملاحين المحليين وفق تقرير صحيفة نيويورك بوست.
قدّرت هيئة BPCA قيمة التمثال سابقاً بمليون ونصف المليون دولار، ومع ذلك عبّر سميث وسكان الحي عن امتعاضهم من القرار. وقال جون ديلاپورطاس، نائب رئيس جمعية البطري أليانس، للصحيفة إنّه يعيش في باتري بارك سيتي منذ 31 عاماً ولم تقترب قطّ قطرة ماء من هدسون إلى مسافة عشرة أقدام من قاعدة الوحدة، لذا فحجة هدم ذلك العمل الفني بذريعة الوقاية من الفيضانات تبدو سخيفة.
من المتوقع أن يتحول الأساس الذي تقوم عليه “الغرفة العليا” إلى بوابة للمدّ والجزر. ويعد هذا العمل الفني الوحيد المفوض المقرر هدمه لصالح مشروع NWBPCR.
تقول الهيئة إنها أخطرت الفنان قبل سنتين ونقلت عنه تساؤلات حول إمكانية إعادة تركيب التمثال في مكان آخر، لكنها بررت أن العمل أظهر علامات تدهور وأن نقله سيكون عسيراً للغاية.
وأضاف متحدث باسم BPCA في بيان: “للأسف، يجب إزالة ‘الغرفة العليا’ لإتاحة أعمال التخفيف من الفيضانات الضرورية لحماية الأرواح والممتلكات في باتري بارك سيتي وما بعدها. بينما أبلغنا المجتمع والسيد سميث بهذا الأمر لأكثر من عام، فإننا ندرك أن القطعة كانت جزءاً لا يُمحى من تاريخ باتري بارك سيتي، وكأول عمل فني عام لها كانت عملًا تأسيسيًا ضمن مجموعة تضم اليوم 19 قطعة لأكثر من 20 فناناً.”
إلى جانب تمثال سميث، ستُقطَع مئات الأشجار لتهيئة المكان للتدخلات الهندسية.
هذا النوع من الاستبدال — التضحية بالقديم في سبيل الجديد — ليس مقتصراً على نيويورك. فقد شهدت سان فرانسيسكو مؤخراً مصيراً مشابهاً حين أزيلت نافورة فييانكور (Vaillancourt Fountain) الصارمة كجزء من تجديد ساحة إمباركاديرو.