مراسم إحياء ذكرى ضحايا هجمات باريس بعد عشر سنوات
تجمّع مسؤولون وأسر وداعمون في أنحاء باريس لإحياء ذكرى الضحايا الذين قضوا في هجمات تشرين الثاني/نوفمبر 2015، فيما شدّد الرئيس إيمانويل ماكرون على أن البلاد لا تزال في طور التعافي من آثار تلك الاعتداءات الدامية.
في 13 نوفمبر 2015 نفّذ عناصر تنظيم الدولة هجمات منسقة تضمنت تفجيرات وإطلاق نار على أرصفة المقاهى والمطاعم وقاعة الحفلات باتاكلان، وحوّلوا العاصمة الفرنسية إلى مشهد كارثي، إذ سقط خلال تلك الاعتداءات 130 قتيلاً، ثم توفي لاحقاً ناجيان بانتحارهما ليصل عدد الضحايا إلى 132.
كتب ماكرون صباح الخميس على مواقع التواصل الاجتماعي: «الألم باقٍ. تضامناً مع الأرواح التي فقدت، ومع الجرحى والعائلات والأحباب، فرنسا تتذكر». وكان الرئيس من بين مجموعة من المسؤولين الذين وضعوا أكاليل الزهور أمام استاد دو فرانس، مجلس الوقوف دقيقة صمت أمام الاستاد الذي استُهدف أيضاً في ذلك اليوم الدموي.
خلال اليوم سيُكرّم ماكرون والناجون وأقارب الضحايا الذين سقطوا وجُرحوا في كل موقع من مواقع الاعتداءات، كما ستستمر فعاليات التذكر على امتداد المدينة.
تقول جمعيات الضحايا إن ناجيين اثنين توفيا لاحقاً بانتحارهما، ما أدخلهما ضمن حصيلة القتلى النهائية، وأكدت المحاكمات التي جرت في 2021–2022 سجناً مدى الحياة بلا إفراج مشروط لصلاح عبد السلام، الناجي الوحيد من المجموعة المسلحة، وإدانات لثمانية عشر آخرين.
«الغياب هائل»
تذكّرت صوفي دياس والدها مانويل الذي قُتل في انفجار انتحاري قرب الاستاد الوطني. قالت في مراسم أقيمت خارج الملعب: «منذ ذلك 13 نوفمبر هناك فراغ لا يُملأ. غياب أبي يزن كل صباح وكل مساء، منذ عشر سنوات». وأضافت: «يقولون لنا اقلبوا الصفحة، لكن الغياب هائل والصدمة باقية، ولا يزال الاندهاش قائماً. أريد أن أعرف لماذا، أريد أن أفهم. وأتمنى أن تتوقف هذه الاعتداءات».
وأضاف جورج سالين الذي فقد ابنته لولا (28 عاماً) في هجوم باتاكلان: «لولا كانت ابنتي الجميلة، امرأة شابة دينامية وكان أمامها مستقبل كبير، كنت متأكداً من ذلك».
أثّرت تلك الهجمات بعمق على المشهد السياسي والعاطفي في فرنسا، وأفضت إلى توسيع صلاحيات مكافحة الإرهاب وأثارت سنوات من النقاش حول الأمن والحريات المدنية. ورصدت تقارير صحفية لاحقاً استغلال أحزاب يمينية متطرفة للحادثة لتغذية حملاتها المعادية للهجرة، رغم الدعوات إلى الوحدة في أعقاب الصدمة.
استرجع الناجون آثار الاعتداءات على حياتهم اليومية؛ قال آرثر دونوفو، الذي نجا من باتاكلان ويترأس جمعية «الحياة من أجل باريس»: «الذكرى العاشرة هنا، والعواطف والتوتر حاضران بقوة بالنسبة لنا الناجين. لا تشفى نهائياً، فقط تتعلم أن تعيش بشكل مختلف».
ستختتم فعاليات التأبين بافتتاح «حديقة ذاكرة 13 نوفمبر» الجديدة المقامة مقابل مبنى البلدية؛ وقد صُممت بالتعاون مع جمعيات الضحايا كمربّع حجري ترتفع منه كتل جرانيتية تستحضر مواقع الاعتداءات، محفور عليها أسماء الضحايا.
لم تقتصر تبعات تنظيم الدولة على فرنسا فحسب؛ فقد شهدت دول أوروبية أخرى مثل المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا هجمات بارزة في السنوات التالية، قبل أن يخسر التنظيم مناطق نفوذه على الأرض في العراق وسوريا.