الولايات المتحدة تطلق مهمة «رمح الجنوب» وتنشر قواتها في أمريكا الجنوبية لمكافحة المخدرات

الولايات المتحدة تُعلن تنفيذ الهجوم العِشرون على قوارب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ وتقتل أربعة أشخاص: «لا ناجين»

أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث رسمياً إطلاق عملية عسكرية أطلق عليها اسم “الحربة الجنوبية” (Operation SOUTHERN SPEAR)، بقيادة قوة مهام مشتركة تحمل الاسم نفسه وتنسيق قيادة الجنوب الأمريكية (SOUTHCOM)، في إطار تعزيز واسع للقوات الأمريكية من جنود وسفن حربية وطائرات مقاتلة في منطقة أمريكا اللاتينية.

قال هيغسث في منشور على منصة X إن المهمة «تدافع عن وطننا، وتطيح بالإرهابيين المرتبطين بتهريب المخدرات في نصف الكرة الغربي، وتؤمّن بلادنا من المخدرات التي تقتل مواطنينا». وأكد البيان أن التدريبات المدفعية التي يجريها مشاة البحرية على متن السفينة البرمائية USS Iwo Jima تتم دعماً لأولويات الإدارة الأمريكية في مواجهة شبكات التهريب.

نقلت شبكة سي إن إن عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، رفض الكشف عن اسمه، أن الضربة التي استهدفت قاربا مشبوهاً لتهريب المخدرات في وقت سابق من الأسبوع أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص «ولا يوجد ناجون». ويُعدّ هذا الهجوم بما يُشير إليه التقرير الهجوم العشرون الذي تستهدف فيه القوات الأمريكية قوارب في منطقتَي الكاريبي والمحيط الهادئ خلال فترة زمنية قصيرة، في حين تشير حصيلة غير رسمية إلى ما يقرب من 80 قتيلاً جراء هذه الضربات حتى الآن.

تثير هذه العمليات جدلاً واسعاً بسبب غياب دلائل علنية أو توضيحات قانونية كاملة تبيّن الأسس التي استندت إليها واشنطن في شن ضربات قاتلة ضد قوارب مدنية أو شبه مدنية. وفي مواجهة انتقادات من حلفاء غربيين بمن فيهم أعضاء مجموعة السبع، ردّ وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الأوروبيين «لن يملوا علينا كيفية حماية الأمن القومي الأمريكي».

أكبر تعبئة عسكرية أمريكية في أمريكا اللاتينية منذ أجيال

يقرأ  يامال المصاب يغيب عن تصفيات إسبانيا لكأس العالم 2026 — وقد يَفوت الكلاسيكو

يأتي تسمية العملية في الوقت الذي يُتوقع فيه وصول حاملة الطائرات الأكثر تقدماً في الأسطول الأمريكي، USS Gerald R. Ford، إلى مياه قبالة السواحل الفنزويلية خلال أيام، ما اعتُبر عرض قوة غير مسبوق في المنطقة منذ أجيال. ويُضاف وصول الحاملة إلى تعبئةٍ كبيرة بالفعل من القوات البرية والبحرية والجوية الأمريكية، التي تصرّ الإدارة على أنها موجّهة لقطع أوطان التهريب، بينما يفسّرها كثيرون على أنها ضغط استراتيجي مُوجَّه نحو إسقاط أو إضعاف الحكم في كاراكاس.

ردّ الرئيس نيكولاس مادورو عبر التلفزيون الرسمي بأن الولايات المتحدة تختلق «سرديات زائفة» لتبرير ضرباتها وتهديدها لفنزويلا. وقال مادورو إن اتهامات واشنطن له بالضلوع في تجارة المخدرات لا تستند إلى دلائل واضحة، وإن المقاربة الأمريكية تتجه إلى اختلاق ذريعة بديلة. بدورها أعلنت وزارة الدفاع الفنزويلية أن نحو 200 ألف جندي جرى تعبئتهم للمشاركة في تمرين لمدة يومين لتعزيز الجاهزية لمواجهة ما وصفته بالتهديد الإمبريالي المتنامي.

ووصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز الانتشار الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي بأنه «هجوم فاضح على سيادة وسلامة ليس فنزويلا وحدها بل المنطقة بأسرها». وفي تعليق محلِّل، قالت إليزابث ديكنسون من مجموعة الأزمات الدولية إن «حاملة طائرات لا تضيف أدوات فعّالة لمكافحة تجارة المخدرات في المنطقة»، وأن الرسالة العسكرية تبدو موجهة أكثر نحو الضغط السياسي على كاراكاس منها نحو مكافحة شبكات التهريب بشكل فعّال.

الملف يبقى مفتوحاً مع تزايد التوترات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وتصاعد الدعوات للحصول على توضيحات قانونية وعملياتية من جانب واشنطن حول معايير الاستهداف والضمانات المتعلقة بحماية المدنيين وحقوق الإنسان.

أضف تعليق