ساحل العاج يعزّز دفاعاته الحدودية بعد تدفّق «غير معتاد» للاجئين الماليين أخبار الهجرة

ساحل العاج يشدد إجراءات أمن حدوده بعد تدفق لاجئين من مالي
نُشر في 14 نوفمبر 2025

عززت السلطات في ساحل العاج مراقبة حدودها بعدما شهدت البلاد “تدفقات غير اعتيادية” من لاجئين قادمين من مالي المجاورة، وفق ما أعلن مسؤولون في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا. واعتبر المجلس الوطني للأمن في بيان يوم الخميس أن هذا التدفق “يعود أساساً إلى هجمات استهدفت المدنيين نفذتها جماعات مسلحة إرهابية في مناطق متعددة من جنوب مالي”.

وأضاف البيان أن “المجلس الوطني للأمن كلف أمينه التنفيذي باتخاذ كل الخطوات الضرورية لتسجيل طالبي اللجوء”، كما كُلف رئيس أركان الجيوش باتخاذ تدابير مناسبة لتعزيز الأمن على الحدود الشمالية للبلاد.

تنظيم مرتبط بالقاعدة
تنظيم جماعة نصرة الإسلام و المسلمن، المرتبط بتنظيم القاعدة، يخوض تمرداً دامياً في مالي منذ نحو عقد. وتشكّل هذا التنظيم عام 2017 إثر اندماج عدة فصائل بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الدين وجيش تحرير ماسينا والمورابتون، ويعدّ الأكثر نشاطاً في غرب أفريقيا بحسب مرصد النزاعات ACLED.

انشطته التي انطلقت في مالي امتدت لاحقاً إلى دول مجاورة مثل بوركينا فاسو والنيجر وغانا وساحل العاج وبنين وتوغو. وفي أواخر أكتوبر شنّ التنظيم هجومه الأول في نيجيريا، أسفر عن مقتل جندي ومصادرة ذخائر ونقد. ومنذ 2017 قتل آلاف الأشخاص بسبب هجماته، رغم أن حصيلة الضحايا الدقيقة لا تزال غير واضحة.

سياسة الضغط والحصار
يسعى التنظيم إلى إحداث تغيير في النظام الحاكم في مالي، وقد حذر الأجانب من التعامل التجاري مع الحكومة العسكرية الحاكمة — التي استلمت السلطة بعد انقلاب 2020 الذي أطاح بالحكومة المنتخبة — من دون “ترخيصه”. وفي سبتمبر الماضي عمد التنظيم إلى إغلاق طرق رئيسية تستخدمها ناقلات الوقود واستهدف شاحنات المحروقات القادمة من ساحل العاج والسنغال، ما أدى إلى حصار اقتصادي ووقودي فعلي على العاصمة بنماكو وجعل الوضع في المدينة على شفير الانهيار ودفع أعداداً كبيرة من السكان إلى الفرار صوب ساحل العاج.

يقرأ  رحلتي إلى تايلاند: تجربتي الحقيقية في أكبر معركة مائية بالعالم

الهجوم الأخير والنزوح
يوم الأربعاء الماضي شنّ مسلحون من التنظيم هجوماً على بلدة لولوني الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً من الحدود مع ساحل العاج، ما تسبب في نزوح مئات المدنيين إضافياً. ويستضيف ساحل العاج حالياً نحو 90 ألف لاجئ من بوركينا فاسو، التي لا تزال تكافح تمرداً مسلحاً واسع النطاق.

أضف تعليق