تقدّم روسي متواصل نحو بوكروفسك وميرنوغراد
دفع القتال خلال الأسبوع الماضي بالقوات الروسية إلى التمدّد داخل بلدتي بوكروفسك وميرنوغراد شرقي أوكرانيا، بينما تصدّت القوات الأوكرانية بعناد لمحاولات الاختراق. وقال القائد العام الأوكراني أوليكساندر سيرسكي إن ما يقرب من نصف المعارك على جبهة طولها نحو 1200 كيلومتر يتركّز في هاتين البلدتين، وأضاف أن روسيا أرسلت نحو 150,000 جندي — ما يقرب من ربع قوتُه في أوكرانيا — بهدف الاستيلاء عليهما.
تعتبر روسيا بوكروفسك بوابة إلى أجزاء دونيتسك المتبقية غير المحتلّة، التي أعلنت ضمّها في سبتمبر 2022. وفي الوقت نفسه، أدخلت فضائح فساد تتعلّق بحلفاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي حالة من الاضطراب السياسي، فيما ظلّ خطّ الجبهة سائلاً ولاحَ من الطرفين أيّ مكاسب حاسمة.
قِطع من الأراضي تتبدّل بين أيدي الطرفين خلال ساعات: يحكي قائد سرب طائرات مسيّرة من اللواء الـ68 (جاِجر) على مشارف بوكروفسك أن «هنا مبنى تحت سيطرتنا، والمبنى التالي تحت سيطرة العدو، وبعد ساعات يتبدّل الموقف». ومع ذلك بدا أن الروس يحرزون تقدماً بطيئاً على الأرض.
تدهور الدفاع في بوكروفسك
أبلغ جنود أوكرانيون وكالة رويترز أن دفاع بوكروفسك «يتدهور بشكل مطّرد» رغم محاولات التعزيز، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن جنودها يحرزون تقدّماً في قتال منزل بمنزل داخل المدينة. وأوضح قائد وحدة أوكرانية أن روسيا تقود هجومها بفرق سبِتسناز الخاصة التي تستهدف طواقم الهاون ووحدات الطائرات المسيّرة لتحييدها وتسهيل مرور التعزيزات.
أسفرت هذه التكتيكات عن سقوط مركز بوكروفسك في أوائل نوفمبر، وفي الأسبوع الماضي حاولت القوات الروسية التمدّد شرقاً وغرباً، في حين ظلّ المدافعون الأوكرانيون يسيطرون على معاقل في شمال المدينة. أما في ميرنوغراد شرق بوكروفسك، فقد تسلّلت القوات الروسية إلى الأطراف الشرقية للبلدة وحقّقت تقدُّماً محدوداً على حافتها الشمالية، بينما لا تزال الكتلة الكبرى من البلدة تحت سيطرة المدافعين.
الطوق والإمداد
تقع البلديتان في وضع هشّ داخل طوق روسي من الشمال والجنوب والشرق، ما جعل طرق الإمداد والهروب متاحة فقط إلى الغرب. ولدى معهد دراسة الحرب في واشنطن رأي مفاده أن الأهمّية العملياتية لسيطرة روسيا على البلديتن تعتمد على «ما إذا كانت القوات الأوكرانية ستنفّذ انسحاباً منظماً أو فراراً فوضوياً» وعلى «قدرة القوات الروسية على استغلال انهيار الجيب وتنفيذ مطاردة ناجحة».
وأكّدت موسكو مراراً أن الحصار الكامل والاستسلام وشيكان مع بقاء قوات داخل الجيب. لكنّ كييف تحدّت التوقّعات الروسية واستمرت في القتال عبر ما وصفه سيرسكي بـ«دفاع نشط»، مستعمِلة الطائرات المسيّرة في عمليات البحث والضرب التي ألحقت خسائر بالعدو.
فاعلية الطائرات المسيّرة
كتب سيرسكي على منصة تيليغرام: «كل متر من أرضنا يكلف روسيا مئات الأرواح العسكرية». وذكر أن الطائرات المسيّرة قصيرة المدى ضربت في أكتوبر وحده نحو 77,000 هدف، بزيادة 16% عن 66,500 هدف قيل إنها استُهدفت في سبتمبر، التي بدورها مثّلت زيادة 11% عن أغسطس. وتشير هذه الأرقام إلى أن محاولات المروّغين الروس لاكتشاف وحدات الطائرات المسيّرة وقطع خطوط إمداد أوكرانيا لم تثمر بالقدر الذي رجّحته القيادة الروسية.
تكثيف على محور هوليايبول
في مطلع الأسبوع كثّفت روسيا هجومها قرب هوليايبول، على بعد نحو 60 كم جنوب غربي بوكروفسك على حدود منطقتي دونيتسك وزابوريجيا. وصف سيرسكي الوضع هناك بأنه «تدهور كبير» وأن «معارك مرهقة» تُخاض حول ريفنوبليا ويابلوكوف. وأظهرت لقطات جيولُوكالية أن القوات الأوكرانية اضطُرت للتخلّي عن ريفنوبليا يوم الثلاثاء.
وأفادت تقارير أن تعطيل الحكومة الأمريكية جراء إغلاقها قد يؤخّر تسليم أنظمة سلاح بقيمة 5 مليارات دولار لحلفاء الناتو وأوكرانيا، وفق ما نقلت Axios، من دون ربط مباشر لهذه المسألة بدفاع بوكروفسك.
محاور أخرى وضربات عميقة
واصلت روسيا الضغط على أجزاء أخرى من الجبهة، وزعمت وزارة دفاعها سيطرتها على عدد من القرى في محافظات زابوريجيا ودنيبروبتروفسك ودونيتسك. على النقيض، واصلت أوكرانيا توجيه ضربات عميقة لمرافق الطاقة ومصافي النفط الروسية في محاولة لقطع الإمداد بالوقود عن الجبهة.
توقّف تشغيل مصفاة لُوك أويل في فولغوغراد في 6 نوفمبر بعد هجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية إذ تضرّر جزء رئيسي من وحداتها، كما استهدفت ضربات أوكرانية محطات كهرباء قرب بيلغورود مسببة انقطاع تيار في المدينة، وأدّت هجمات إلى حريق في ميناء ومحطّة نفط في توابسه على البحر الأسود. وردّت موسكو بأنها أسقطت أربع طائرات مسيّرة سطحية متجهة إلى منشأة توابسه، غير أن ضربات أخرى نجحت في الوصول.
كما طالت الضربات محطة طاقة في فورونيج، وفي يوم الثلاثاء وقع حريق في مصفاة ساراتوف بعد هجوم بطائرات مسيّرة، وسُمِعت انفجارات قرب مصفاة أورسك المجاورة. وعلّق أندري كوفالينكو، رئيس مركز أوكراني لمواجهة التضليل، بأن روسيا تعاني عجزاً في الدفاع الجوي بعد خسائر أنظمة مثل S-300 وS-400 والبانتسير، وأن معظم شبكة الدفاع الجوي تمركزت قرب الجبهة وموسكو مما خلّف ثغرات واسعة في فضاء روسيا الجوي، وأضاف بأن «معظم الروس داخل البلاد ليسوا محميين من قبل بوتين كما وعد الجميع». لم أستلم أي نصّ للترجمة. هل يمكنك إرسال النص الذي تريد أن أعيد صياغته وأترجمه؟