الولايات المتحدة تحذّر: انكشاف بيانات آلاف الأشخاص

حذّرت السفارة الأمريكية في الصومال من تعرض نظام التأشيرات الإلكتروني لاختراق واسع قد يكون أفشى معلومات شخصية لعشرات الآلاف من مقدمي الطلبات، بمن فيهم مواطنون أمريكيون.

وقالت السفارة إنها تلقت تقارير موثوقة تفيد بأن «قراصنة غير معروفين» اخترقوا منصة التأشيرات الإلكترونية التابعة للحكومة الصومالية، ما قد أدى إلى تعريض بيانات ما لا يقل عن 35,000 شخص للخطر.

تتضمن الوثائق المسربة التي انتشرت على الإنترنت أسماء ومصورات شخصية وتواريخ ميلاد وحالات اجتماعية وعناوين سكنية وبيانات اتصالات إلكترونية، وفق بيان أصدرته السفارة الأمريكية يوم الخميس.

وحذرت المملكة المتحدة أيضاً المسافرين قائلة إن «التسريب لا يزال جارياً وقد يكشف أي بيانات شخصية تدخلونها في النظام»، داعية إلى التفكير ملياً في المخاطر قبل التقدم بطلب الحصول على التأشيرة الإلكترونية المطلوبة للسفر إلى الصومال.

لم تعلق السلطات الصومالية رسمياً على الحادثة، إلا أن الحكومة نقلت خدمة التأشيرات من evisa.gov.so إلى etas.gov.so دون تفسير رسمي يوضح أسباب النقل.

وقالت واشنطن إن سفارة مقديشو غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيانات أي فرد بعينه من ضمن المتسربة، لكنها حذرت أن الذين تقدموا للحصول على تأشيرة إلكترونية صومالية قد يكونون متأثرين.

اتصلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بسلطة الطيران المدني الصومالية للتعليق.

يتطلب النظام الجديد من جميع المسافرين، بمن فيهم القادمين من جمهورية أرض الصومال المعلنة ذاتياً ومن إقليم بونتلاند شبه المستقل، التقدم للحصول على تأشيرات الدخول عبر الإنترنت. وانتقد بعض المسافرين فرض رسوم إضافية في بعض المناطق وصلت إلى مستوى تحصيل مزدوج.

تُحكم أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عام 1991، ذاتياً عبر مؤسسات محلية لكنها لم تنل اعترافاً دولياً؛ بينما تصر الحكومة المركزية في الصومال على أن الإقليم جزء من سيادتها.

يقرأ  عائلة الفتاة البريطانية المفقودة تمنح المشتبه به مهلة أخيرة

ويأتي هذا التسريب ليزيد من تعقيد التوترات الطويلة بين مقديشو وهرغيسا حول السيطرة على المجال الجوي الصومالي. واستعادت الصومال السيطرة الكاملة على مجالها الجوي عام 2017، لكن أرض الصومال لا تزال تنازع في هذا الترتيب.

احتدت الخلافات هذا الأسبوع بعدما أعلن رئيس أرض الصومال عبد الرحمن إيرو أن إقليمَه لن يعترف بالتأشيرة الإلكترونية الصومالية وأمر بأن تحصل شركات الطيران على إذن من هرغيسا قبل دخول أجوائها.

ورفضت عدد من شركات الطيران الكبرى السماح بصعود ركاب لا يحملون تأشيرة صومالية إلكترونية، ما أدى إلى احتجاز بعض المسافرين المتوجهين إلى أرض الصومال في المطارات ومنعهم من الصعود إلى الطائرات.

أصر وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن داهر عدن على أن «أي شخص يسافر إلى أرض الصومال سيحصل على تأشيرته عند الوصول»، معتبراً أن نظام التأشيرات الإلكتروني الصومالي غير آمن ومحذراً من أن «بيانات الناس قد تقع في أيدي جماعات متطرفة» نتيجة استخدامه.

وقال وزير الطيران المدني بأرض الصومال، فؤاد أحمد نوح، لبي بي سي إن التوجيهات التي أُعلِنت بداية هذا العام دخلت حيّز التنفيذ في 10 نوفمبر، وإن شركات الطيران التي لا تلتزم ستطالها أوامر بالتحويل إلى مسارات بديلة، مدعياً أن عدة طائرات أُعيد توجيهها بالفعل.

أظهر تسجيل نشرته وزارة الطيران بأرض الصومال ما يبدو وكأنه مراقبو حركة جوية محليون يصدرون تعليمات لطيارين دوليين، وهو ما اعتُبر محلياً تعبيراً عن تأكيد حكم أرض الصومال الذاتي.

غير أن سلطة الطيران المدني الصومالية تؤكد أنها تحتفظ بالسيطرة الإدارية والقانونية الوحيدة على منطقة معلومات الرحلات بمقديشو التي تغطي كامل المجال الجوي الوطني، وقد أمرت جميع الطائرات بتجاهل أي تعليمات تصدر عنها جهات غير مقديشو.

وحذرت السلطة من أن عدم الامتثال للقواعد الصومالية والدولية للطيران قد يعرّض السلامة لمخاطر ويؤدي إلى «عواقب قانونية وخيمة».

يقرأ  الأمم المتحدة توافق على كلمة مسجلة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد رفض الولايات المتحدة منحه التأشيرة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

تقرير إضافي: ناتاشا بوتي.

أضف تعليق