البابا ليو يستقبل نجوم السينما في رحاب الفاتيكان

استقبل البابا ليو في قاعة كليمنتين مجموعة من نجوم هوليوود والمخرجين في لقاء غير مسبوق في الفاتيكان، حاثًّا الحضور—ومن بينهم كيت بلانشيت وفيغو مورتنسن ومونيكا بيلوتشي—على مواصلة مسيرتهم كـ«حجاج الخيال» الذين يساهمون في بثّ الأمل وإلهام المتلقين.

تحت جداريات القاعة العظيمة، لقى البابا ليو كلمة مدتها نحو خمس عشرة دقيقة تحدث فيها بالإيطالية عن قدرة السينما على الترفيه والتعليم وعن «قدرتها على إدهاش الجمهور». لكنه في الوقت نفسه نبه صنّاع الأفلام إلى وجوب عدم التقهقر عن مواجهة «جراح العالم»: العنف والفقر والنفي والوحدة والإدمان والحروب المنسية قضايا تستحق الاعتراف والرواية. وقال إن السينما الجيدة لا تستغل الألم، بل تعترف به وتستقصيه، وهذا ما فعله كل المخرجين العظام.

اللقاء شكّل لمسة من بريق النجوم لأسقفٍ لا يزال في بداية عهده؛ مرور ستة أشهر على انتخاب أول بابا من شمال أميركا، وبعض المؤمنين يشعرون أن ليو لم يمضِ بعد على ترك بصمته الواضحة في المنصب. أسلوبه الهادئ اختلف عن سلفه فرنسيس، المعروف بتلقائيته وإيماءاته الدرامية، لذا بدا هذا التجمع الملوِّن بمثابة وجه جديد للعلاقة بين الكنيسة والعالم الخارجي.

شاد المخرج سبايك لي بهذا اليوم ووصفه بأنه «عظيم»، وقدم للبابا قميص نيويورك نِكس مُطبوعًا بالرقم 14 وعبارة “Pope Leo”. كما شارك في اللقاء مخرجون وممثلون من أنحاء العالم: فيغو مورتنسن وكريس باين وغاس فان سانت، إلى جانب حشد إيطالي كبير ضم جياني أميليو وجوزيبي تورناتوري صاحب «سينما باراديسو».

في معرض دفاعه عن صناعة السينما، تطرّق البابا إلى الانخفاض المقلق في الحضور السينمائي، محذّرًا من إغلاق دور العرض التي وصفها بأنها «قلب نابض للمجتمعات». ودعا المؤسسات إلى عدم اليأس والعمل معًا لإثبات القيمة الاجتماعية والثقافية لهذا النشاط، لا سيما في ظلّ ضغوط تمثلت بإضراب كبير في هوليوود وتقلّص التمويل في إيطاليا.

يقرأ  مجلة جوكستابوز — روس كالييندو: «زميل السلام» في نايت غاليري، لوس أنجلوس

بعد الخطاب والبركة، استقبل البابا الحضور فردًا فردًا. قادت كيت بلانشيت موكب الممثلين، وسلّمت البابا سوارًا منسوجًا وضعته عادة تضامنًا مع النازحين، حيث تعمل الممثلة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. نال البابا تصفيقًا حارًا عندما أشاد بـ«التفانِي الهادئ» لأولئك الذين يعملون خلف الكواليس في أدوارٍ حيوية.

ذكر الفاتيكان أيضًا أن من بين أفلامه المفضلة على مرّ الزمن كلاسيكيات مثل «صوت الموسيقى» التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، وفيلم روبرتو بينيني الحائز عدة جوائز «الحياة جميلة». اللقاء، بصفته الأول من نوعه في الفاتيكان، بدا بمثابة إشارة إلى رغبة الكنيسة في الانخراط بشكل أكبر مع ثقافة العصر والدفاع عن قيمة الفن السينمائي كمجالِ يلامس قضايا الإنسان.

أضف تعليق