آلاف يتظاهرون على هامش قمة الأطراف الـ30 في البرازيل للمطالبة بتحرك عاجل من أجل المناخ

سكان الشعوب الأصلية ونشطاء المناخ يطالبون بإسماع أصواتهم مع بلوغ مؤتمر الأمم المتحدة منتصفه

نُشر في 15 نوفمبر 2025

خرج آلاف الأشخاص في مسيرة عبر شوارع مدينة بيليم البرازيلية، مطالبين بأن تُسمع أصوات الشعوب الأصلية والمدافعين عن البيئة خلال قمة المناخ للأمم المتحدة (COP30). شارك في المسيرة أعضاء من المجتمعات الأصلية إلى جانب ناشطين، وسادها جو احتفالي حيث حمل المشاركون كرة شاطئية عملاقة تمثل الأرض وعلماً برازيلياً نقش عليه عبارة «الأمازون المحماه».

كانت هذه أول احتجاج جماهيري كبير يُنظّم خارج مقر المؤتمر، الذي انطلق في وقتٍ سابق هذا الأسبوع في بيليم، وجمَع قادة دول ونشطاء وخبراء سعياً للتصدي لتفاقم أزمة المناخ. وقد اقتحم نشطاء من السكان الأصليين القمة سابقاً، معطّلين مجريات الجلسات، ومطالبين الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا باتخاذ إجراءات ملموسة لحماية أراضيهم من التهديدات المتصاعدة.

حذّرت منظمة العفو الدولية في تقرير حديث من أن مليارات الأشخاص حول العالم مهددون بتوسّع مشاريع الوقود الأحفوري، مثل خطوط أنابيب النفط والغاز ومناجم الفحم. وأشارت المنظمة إلى أن مجتمعات الشعوب الأصلية تقع في طليعة هذه التوسعات، وتتحمّل وطأة التدخّلات التنموية على أراضيها وسبل عيشها.

أطلق منظّمون على تظاهرة السبت اسم «مسيرة الشعب الكبرى»، وجرت في منتصف مفاوضات COP30 المتوترة. وقال بنديتو هوني كوين، عضو مجموعة هوني كوين الأصلية من غرب البرازيل، البالغ من العمر 50 عاماً، لوكالة الأنباء الفرنسية: «نشهد اليوم مجزرة بينما تُدمّر غاباتنا». وأضاف: «نريد أن تُسمع أصواتنا من الأمازون ونطالب بنتائج. نحتاج مزيداً من ممثلي السكان الأصليين في المؤتمر للدفاع عن حقوقنا».

وقالت قائدة شبابية، آنا هيلويزا ألفيس، البالغة من العمر 27 عاماً، إنها شاركت في أكبر مسيرة من نوعها على الإطلاق. وصرّحت لوكالة أسوشييتد برس: «هذا أمر لا يصدق. لا يمكن تجاهل كل هؤلاء الناس».

يقرأ  المحكمة الدستورية في كولومبيا تؤكد حظر مصارعة الثيران — وتوسع الحظر ليشمل مصارعة الديوك

تُعقَد مفاوضات COP30 فيما حذّرت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر من أن العالم يميل إلى تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار العالمي — الهدف المتفق عليه دولياً بموجب اتفاق باريس — «من المرجح جداً» خلال العقد المقبل. وإذا طبّقت الدول ما تعهّدت به في خططها المناخية الحالية، فقد يتراوح الاحترار إلى سنة 2100 بين 2.3 و2.5 درجة مئوية، بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وقالت إنغر أندرسن، رئيسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة: «بينما أحرزت الخطط الوطنية للمناخ بعض التقدّم، فإن وتيرتها لا تقترب من المطلوب، ولهذا نحتاج خفضاً غير مسبوق للانبعاثات في نافذة زمنية تضيق بسرعة، وفي ظل خلفية جيوسياسية تتعاظم فيها التحديات».

وعلى الرغم من الإلحاح، قال محلّلون وبعض المشاركين في COP30 إنهم لا يتوقعون خروج اتفاقيات جديدة كبيرة من المباحثات التي تختتم في 21 نوفمبر. ومع ذلك، يراهن بعضهم على إحراز تقدّم في تنفيذ وعود سابقة، لا سيما تمويل مساعدة الدول الفقيرة على التكيّف مع تغير المناخ.

خلال المسيرة رفع المتظاهرون علماً برازيلياً كبيراً كُتب عليه «الأمازون المحماه».

أضف تعليق