مزارعات المحار في فيجي يكافحن تغير المناخ في بحارٍ مضطربة

غالبية النساء في فيجي يعملن في الاقتصاد غير رسمِ، ما يعني أجوراً متدنية ومتقلبة، وارتفاع معدل نقص التوظيف لديهن إلى نحو 74 في المئة بحسب مؤسسة آسيا. لذلك تسعى كثيرات من المتدرِّبات لدى رافيا إلى اتقان مهنة أكثر ربحية.

في قاعة المجتمع الزاهية ذات اللون الفيروزي في فاتوتيلي، تعلّم رافيا النساء كيفية سحب الخطوط، وتنظيف المحار، وصنع شباك واقية من بلاستيك ثقيل لحماية المحار من أسماك الزناد والمنفاخ. وتُجري دورات تدريبية فصلية تستقبل فيها الرجال والنساء لاكتساب مهارات تجارة لحم المحار.

نحو 25 امرأة في القرية تلقت تدريباً في تربية المحار هذا العام. في منتصف يوليو، كانت نصف دستة نساء تتراوح أعمارهن بين 24 و59 عاماً، يرتدين أقمشة مزخرفة بنقوش زهرية ونقاط، منحنيات فوق لفائف الشباك الواقية يزاولن العمل بحماس.

أونايزي سيروايا (49 عاماً) واحدة من المتدربات؛ كانت سابقاً كاتبة لائتلاف المحار المجتمعي في فاتوتيلي، لذا تُدرك جيداً إمكانات هذا القطاع.

«ليس من السهل العيش في قرية فيجية — من الصعب كسب المال»، تقول، مشيرة إلى أن متوسط الدخل في قريتها لا يتجاوز 150 إلى 200 دولار فيجي (66–88 دولاراً أميركياً) في الاسبوع.

«نبيع الخضروات، مثل الدالو [القلقاس] والياقونا [الكافا]، أو نبحث عن دخل من الصيد»، تضيف، مبينة أن بعض النساء يجففن لحم جوز الهند، وينسجن السلال، أو يعملن في المتاجر.

مع تزايد عدم التيقن في الطقس، بات وجود مصدر دخل مقاوم لتغير المناخ أمراً يحظى بأهمية أكبر من أي وقت مضى، تقول سيروايا.

شباك الحماية تبقي المحار آمناً من أسماك المنفاخ [ميلوني ريان/الجزيره]

التحذيرات من أحداث جوية متطرفة تُثير مخاوف من تراجع مخزونات الصيد أكثر. فعلى سبيل المثال، توقَّعت دراسة مناخية صدرت في مارس 2025 أن تزداد شدة الأعاصير المدارية والفيضانات العنيفة في فيجي، مما يعرض سبل العيش الساحلية والبحرية لمخاطر إضافية.

يقرأ  اللحظة التي نُطق فيها حكم المحكمة بحق شون «ديدي» كومبس

ولم تتعافَ البلاد تماماً بعد من إعصار ونستون عام 2016؛ ذلك العاصفة التي استمرت 26 يوماً وكانت الأقوى المسجلة في نصف الكرة الجنوبي، وتسببت بخسائر تقدر بنحو 1.99 مليار دولار فيجي (875 مليون دولار أميركي). أثر الإعصار على أكثر من نصف سكان فيجي، وأسفر عن مقتل 44 شخصاً وتسبب في دمار واسع للمساكن والمزارع، خصوصاً على الساحل الشمالي للجزيرة الرئيسية وجزر أصغر.

«تسبب إعصار ونستون في أضرار واسعة للشعاب المرجانية والمستنقعات الساحلية وأحواض الأعشاب البحرية — مواطن حيوية أساسية تدعم صيد الكفاف والصيد التجاري الصغير» تقول روسي باتيباساغا، مسئولة مصايد لدى مؤسسة المحافظة على الحياة البرية.

قرى ساحلية مثل فاتوتيلي تضررت بشدة، وفق قولها: «واجهت تراجعاً في توفر الأسماك، وتدميراً للقوارب ومعدات الصيد، وانحداراً حاداً في دخل الأسر وأمنها الغذائي.»

سكان فاتوتيلي يعبرون ببساطة عن تأثير ذلك. فيفي ديجاتا (59 عاماً) قالت: «قبل الإعصار، كانت الحياة أسهل. الأسماك صارت أصغر، والناس صاروا يلجأون إلى السمك المعلب لتدعيم قوتهم.»

في المقابل، يفرط الصيد غير القانوني أو الاصطياد الجائر، وغالباً من قبل سفن أجنبية، في استنزاف مخزون الأسماك على امتداد المياه الساحلية ويعرض أنواعاً مهددة للانقراض، مثل سلحفاة الصقر، لمخاطر أكبر.

أضف تعليق