اكوادور تصوّت على رفع حظر دستوري عن قواعد عسكرية أجنبية وسط طلب الرئيس اليميني دانييل نوبوا مساعدة واشنطن لمواجهة عنف متصاعد مرتبط بتجارة المخدرات.
صوّت ما يقرب من 14 مليون ناخب يوم الأحد في استفتاء يطرح أيضاً سؤالاً حول تقليص عدد أعضاء البرلمان.
يأتي الاقتراع بينما تواجه البلاد موجة دموية غير مسبوقة؛ فمن المتوقع أن يصل معدل القتل هذا العام إلى نحو 50 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة، وهو الأعلى في أمريكا اللاتينية.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 61% من الناخبين يؤيدون السماح بوجود قواعد أجنبية، ما قد يمهد لعودة القوات الأميركية إلى قاعدة مانتا على الساحل الهادئ.
عملت القوات الأميركية من قاعدة مانتا بين 1999 و2009 في إطار جهود مكافحة المخدرات إلى أن أجرت حكومة اليسار برئاسة رافاييل كوريا استفتاء قضى بحظر القوات الأجنبية دستورياً.
كانت إكوادور تُعدّ في السابق من أكثر الدول استقراراً في المنطقة، لكنها شهدت في السنوات الأخيرة تصاعداً حاداً في العنف، مع استغلال جماعات تهريب المخدرات، ومنها منظمات مكسيكية قوية، لحدود هشة ومؤسسات ضعيفة لتوسيع نفوذها.
ردّ نوبوا، البالغ من العمر 37 عاماً ووريث ثروة عائلية كبيرة في تصدير الموز، الذي تولى الرئاسة في نوفمبر 2023، بإجراءات عسكية واسعة: نشر الجنود في الشوارع والسجون، وشن مداهمات على معاقل العصابات، وإعلان حالات طوارئ، وتشديد الحماية على بنى تحتية حيوية.
شهد النصف الأول من العام ٤٬٦١٩ جريمة قتل، وهو رقم قياسي بحسب مرصد الجريمة المنظمة في البلاد.
مع فتح مراكز الاقتراع أعلن نوبوا عن اعتقال ويلمر جيوفاني تشافاريا بارّي، المعروف بلقب “بيبو”، زعيم عصابة لوس لوبوس، الذي تظاهر بالموت وفرّ إلى أوروبا.
أُلقي القبض عليه في مدينة مالاقا بعد تعاون بين السلطات الاكوادورية ونظيرتها الإسبانية لتعقبه.
ربط وزير الداخلية جون ريمبرغ تشافاريا بأكثر من 400 عملية قتل، وقال إنه أدار شبكات إجرامية من وراء القضبان لثماني سنوات حتى عام 2019.
أفاد نوبوا بأن زعيم لوس لوبوس كان يدير مشاريع تعدين غير قانونية ويحافظ على روابط للتهريب مع كارتل جاليسكو الجديد المكسيكي، كل ذلك بينما كان مختفياً في أوروبا بهوية مزورة.
صنفت الولايات المتحدة في سبتمبر كل من لوس لوبوس ولوس تشونيروس، نقابات إجرامية إكوادورية أخرى، كمنظمات “إرهابية”.
يشكك النقاد في أن القوة العسكرية وحدها قادرة على معالجة الأزمة.
ووصف الرئيس السابق كوريا عودة القوات الأجنبية بأنها “إهانة لقواتنا العامة واعتداء على سيادتنا”، وأضاف: «لا نحتاج إلى جنود أجانب. نحتاج إلى حكومة».
يشمل الاستفتاء كذلك أسئلة حول عقد جمعية تأسيسية يرى خصوم نوبوا أنها قد تسمح له بتكريس سلطته.
في أغسطس قاد نوبوا تظاهرة ضد قضاة المحكمة الدستورية، ووصف المسؤولون القضاة بـ«أعداء الشعب» بعد أن قيّدوا قوانين أمنية توسّعية.
يؤكد منتقدو الرئيس أن إعادة كتابة الدستور لن تعالج قضايا جوهرية مثل انعدام الأمن وسوء الوصول إلى خدمات الصحة والتعليم.
أصبحت إكوادور محور مرور رئيسي لكوكايين بعد اتفاق سلام 2016 في كولومبيا الذي أدى إلى نزع سلاح فصائل الثورة المسلحة، فملأت منظمات تهريب دولية الفراغ بسرعة.
جعلت موانئها على المحيط الهادئ وقربها من مناطق إنتاج الكوكا في بيرو وكولومبيا وضعف مؤسساتها من البلد حلقة مركزية في سلسلة إمداد الكوكايين العالمية.
نوبوا نجا من هجوم في أكتوبر عندما حوصر سيارته محتجون وتعرضت لإطلاق نار؛ وقد قارن نهجه الأمني بنهج الرئيس السلفادوري نجيب بوكلي، ونشر صوراً لسجناء حُلقوا رؤوسهم ويرتدون زياً برتقالياً في سجن ضخم جديد.