مجلة جوكستابوز — «كوبرا» شادي العطالله في إليزابيث شي باور · ديبتفورد، لندن

تسرّ إليزابيث شي باور أن تقدم معرض COBRA، عرضًا لأعمال جديدة للفنان السعودي المقيم في لندن شادي العطالله (Shadi Al-Atallah)، المعروف بلوحاتٍ تصويريةٍ محمّلةٍ بالعاطفة تتحرك في فضاءاتٍ حدودية بين الحميمية والصراع. رغم أن قضايا الهوية، والتميّز الجنسيّ، والروحانية تظلّ محور ممارسة الفنان، فإن COBRA تمثّل نقطة تحوّلٍ لافتة — من الرسم التقليدي إلى تجربةٍ غامرة، ومن الصورة الأحادية إلى عالمٍ حسيّ متعددٍ من الفيديو والصوت والأشياء والضوء.

تظهر شخصيات العطالله—غالبًا غير مُصنّفة جنسياً، مُجلَّدة أو في حالات تحوّل—مناهِضةً للقراءات الثنائية، مستدعِيةً تضادّاتٍ متعدّدة. تستمد لغته البصرية من الأساطير الدينية والأدب والعلوم ونظريات الجندر، وتعود في النهاية إلى الجسد: عارٍ، غير مُقَيَّد، وفي حالة حركة دائمة.

في قلب COBRA ثلاثُ إسقاطاتٍ فيديويةٍ كبيرة الحجم تُلقي على ستائرٍ منسدلةٍ من القماش، تنحني وتتلوّى في الفضاء كجسد أفعى. تستوحي هذه المشاهد المتحرِّكة مادةً من أرشيفات رقمية تُظهر رجالًا كويراً وأشخاصًا متحوّلين نحو الأنوثة في السعودية وهم يرقصون معًا—إيماءات حميمة، عفوية، مليئة بالفرح والمحبّة والتحدّي. تتحدّث اللقطات، المَستخلَصة من أرشيفات رقمية، عن تاريخٍ مفقود وأشكال هشّة من الظهور. عنوان المعرض مستمدّ من الاسم المستعار على الإنترنت COBRA، المنسوب إلى أحد الأشخاص الظاهرين في تلك اللقطات، والذي اكتشف الفنان لاحقًا، عبر تعليقاتٍ على الشبكات، أنه رحل عن الحياة.

في COBRA تُعاد صياغةُ هذه الشظايا الرقمية وتُجرَّد وتُجَرَّد إلى تكوينٍ ضوئيٍّ حسيّ من النور والظل، يستحضر إحساسَ الحركة والتلطيخ التعبيري الذي يميّز لوحاته. يشرح الفنان: «مع أن العرض يحتفي ويعيد تفسير الذاكرة، فإن الطابع المسكون يظلُّ عنصرًا مهمًا». يبرز تأكّدُ الجودة المتدهورة للفيديو والصوت هذا الاغتراب الزمني، مستحضِرًا ما يسميه «قيامة الأشباح الرقمية الضائعة» — شعورٌ يرسّخ الرهان المفاهيمي للمعرض ويدعو المتلقّي إلى المشاركة في تاريخٍ شخصي وسياسي معًا. هذه الأعمال تُعيد إحياء صورٍ منسية للحميمية الكويرية، وتحيلها إلى ذاكرةٍ جماعيةٍ وحضورٍ متجسسّد.

يقرأ  واشنطن ترفض إشراك حماس والأونروا في غزة — الحصار الإسرائيلي على المساعدات مستمر

تترافق الإسقاطات مع مجموعةٍ من الأجسام النحتية—كرسي مكدّس بثياب ثوب مطوية موضوع على بلاطة؛ زيّ عربيّ رجالي تقليدي مُقوّس مُثبتٌ مضاء من الداخل؛ وحامل مكبر صوت مع جهاز نفخ بالونات يصطدم بطبل. تعمل هذه التركيبات الغريبة كمقاطعاتٍ مادية في الفضاء، توجه الحركة وتؤطر مساحات الرؤية. بالقرب من ذلك، تمتد سلسلة جديدة من اللوحات الأكريليكية على القماش لتوسّع المفردات البصرية والعاطفية للمعرض، عائدةً إلى الجسد في حركةٍ ومتردّدةً بين ذيوع الاختفاء ومطالبة المقاومة.

معًا، تشكّل أعمال COBRA تركيبًا غامرًا يذيب الحدود بين الرسم والسينما والأداء. يتيح عالم شادي العطالله للمشاهدين أن يقطنوا فضاءً تُعاد فيه كتابة وتخيّل تاريخاتٍ كويريةٍ في آنٍ معًا، حيث تتعايش الحميمية والمحو كأفعال مقاومة.

تنسيق وإعداد المعرض: Maria do Carmo M. P. de Pontes.

أضف تعليق