«كأنها مشاهد من فيلم»: سامي حمدي يروي تفاصيل احتجازه العنيف لدى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (آي سي إي) أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

نُشر في 17 نوفمبر 2025

الصحافي البريطاني سامي حمدي، الذي يقول إنه احتُجز بصورة غير قانونية لأكثر من أسبوعين من قِبل سلطات الهجرة الأمريكية بسبب مواقفه المؤيدة للفلسطينيين، وصف تجربة توقيفه بأنها «كما لو أنها مشهد من فيلم».

في مقابلة مع الجزيرة، اتهم حمدي إدارة أمن الوطن الأميركية ومكتب الهجرة والجمارك (ICE) باستغلال «ثغرات قانونية» لإساءة معاملة المحتجزين، ووجّه الأنظار إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وظروف احتجازهم البائسة.

توقّف الصحافي، البالغ من العمر 35 عاماً ويحمل الجنسية البريطانية، في مطار سان فرانسيسكو الدولي يوم 26 أكتوبر أثناء جولة كان يقدّم خلالها محاضرات عن حرب إسرائيل على غزة. قال إن ناشطة يمينية بارزة، لورا لومر، وحلفاء آخرين للرئيس السابق دونالد ترامب نشروا تسجيلات لمحاضراته ودعوا إلى سحب تأشيرته، ما مهد الطريق لإجراءات توقيفه.

حين اعترضت قوة من إدارة أمن الوطن على حمدي في المطار أبلغوه أن تأشيرته أُلغيّت، وفي الوقت نفسه رفضوا أن يسمحوا له بمغادرة الولايات المتحدة فوراً متجهاً إلى لندن بدلاً من الرحلة الداخلية التي كان مقرراً أن يستقلها. «ثم ظهر أربعة عملاء من الـICE فجأة»، قال حمدي للجزيرة. «طوّقوني، ثم أصحبوني خارج المطار حيث كانت تنتظرني سيارة سوداء ذات نوافذ مظلّلة. قالوا لي: اركب السيارة».

منحوه لحظات قليلة لاستخدام هاتفه بعدما أصرّ على حقوقه القانونية كمواطن بريطاني، واستغل تلك الدقائق للاتصال بالمجلس الأمريكي للعلاقات الإسلامية (CAIR)، الذي تواصل معه لتأمين تمثيل قانوني وإبلاغ عائلته بوضعه.

بعد ثلاث رحلات بالسيارة وهو مكبّل بالأصفاد وصل إلى منشأة احتجاز تابعة للـICE وتم تسجيل دخوله مع عدد من المحتجزين من أعراق مختلفة، ليكتشف لاحقاً عبر محامٍ أنه محتجز في «ملحق جولدن ستيت» في مقاطعة مَكفارلاند بكاليفورنيا — ما وصفه بأنه «مناورة ذات دوافع سياسية واضحة».

يقرأ  تصريحات جيمي كيميل حول شارلي كيرك قبل سحب برنامجه من شبكة إيه بي سي

روى حمدي أنه وُضع مع عشرين رجلاً في زنزانة ضيقة بلا مرافق كافية، وأن قضاياهم أُخِّرت مراراً نتيجة بروقراطية مؤجلة. ذكر مثالاً لرجل لاتيني اسمه أنطونيو، تتولى زوجته وأطفاله الجنسية الأمريكية، ظلّ محتجزاً لعشرة أشهر بدون توجيه تهم، وهو ما اعتبره مأساة حقيقية: أشخاص محتجزون بصورة غير قانونية ولا ينبغي أن تطول مدة بقائهم أكثر من ستة أشهر وفق قواعد حق habeas corpus، لكنهم يظلون بسبب ثغرات بيروقراطية.

وأضاف أن عناصر الـICE كانوا «عدائيين بشكل خاص» ومعظمهم أظهر «قليلاً من التعاطف مع الأشخاص الذين يتعاملون معهم»، وكأنهم يعتقدون أن بإمكانهم العمل بلا محاسبة أو بمناخ من الإفلات من المساءلة.

وحذّر الصحافي من أن قضيته، رغم ما حظيت به من اهتمام، تُعد تذكيراً بأن آلاف الفلسطينيين لا يزالون محتجزين في سجون الجيش الإسرائيلي في ظروف بغيضة، وأن مسألة الاحتجاز التعسفي لمن يعبّرون عن آرائهم ليست تهديداً يطال أميركا أو بريطانيا وحدهما.

في خاتمة حديثه لفت إلى أن الدفاع عن حرية التعبير يتطلب يقظة دولية مستمرة، وإجراءات قضائية فعّالة ضد ممارسات الاحتجاز التعسفي التي تنتهك الحقوق الأساسية، وإلى ضرورة الضغط على الأنظمة لوقف الاحتجاز التعسفي واطلاق سراح من لا ينبغي أن يكونوا محتجزين احتجازهمم غير مبرر.

أضف تعليق