من المقرر أن تبدأ هذا الشتاء تدفقات حيوية من الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى أوكرانيا الممزقة بالحرب عبر خط أنابيب عابر للب Balkans. الإعلان عن الاتفاق جاء بعد لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أثينا الأحد، وديسمبر؛ وأكد ميتسوتاكيس أن اليونان تعمل على زيادة تدفق الغاز المسال الامريكية إلى محطاتها لتعويض غياب الغاز الروسي في المنطقة.
وتخطط المفوضية الأوروبية لحظر واردات الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية عام 2027، بحجة أن عائدات هذه الصادرات تموّل الحرب الروسية في أوكرانيا. وفي إطار تحركاته الدبلوماسية، زار زيلينسكي فرنسا حيث وقع مع الرئيس إيمانويل ماكرون خطاب نوايا لشراء ما يصل إلى مئة مقاتلة من طراز رافال.
استمرت الاشتباكات خلال الليل، مع تقارير عن مقتل ستة أشخاص في هجمات روسية استهدفت مناطق خاركيف وخيرسون ودونيتسك. من جهتها، أعلنت القوات الروسية سيطرتها على ثلاث قرى أوكرانية إضافية — واحدة في كل من مناطق خاركيف ودونيتسك ودنيبروبتروفسك — لا سيما أن هذه المزاعم لم تُحسم بعد عبر توثيق مستقل.
أوضح زيلينسكي في أثينا أن شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية ستبدأ في يناير، مشدداً على أن أوكرانيا “تعيد الإعمار كلما دمره الروس، لكن ذلك يتطلب وقتاً وجهداً وتجهيزات، وبالنسبة للغاز… فالواردات تعوّض تدمير الإنتاج المحلي على يد الروس”. وردد ميتسوتاكيس أن اليونان باتت مورداً للأمن الطاقي لأوكرانيا.
وكشفت كييف أنها خصصت أموالاً لاستيراد الغاز من شركاء أوروبيين ومؤسسات مصرفية بضمانات المفوضية الأوروبية، إضافةً إلى دعم من بنوك أوكرانية، لتغطية واردات حتى مارس بتكلفة تقترب من ملياري يورو، وفق وكالة رويترز. ومنذ 2015، حين توقفت أوكرانيا عن شراء الغاز الروسي مباشرة، باتت تتحصل على إمدادات عبر دول متعددة داخل الاتحاد الأوروبي.
يُعد خط أنابيب ترانس-البلقان من الحقبة السوفييتية الرابط بين أوكرانيا ومحطات الغاز المسال في اليونان مروراً بمولدوفا ورومانيا وبلغاريا. ومع تكثيف الهجمات الروسية لمرافق الطاقة الأوكرانية، خصوصاً محطات الطاقة الحرارية، ازدادت المخاوف من أزمة طاقة مع اقتراب فصل الشتاء؛ وقد أصدرت دائرة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تحذيراً رسمياً من أن “الشتاء المقبل يفرض مخاطر جديدة على المدنيين الأوكرانيين… إذ تقوّض الهجمات المتصاعدة على شبكات الطاقة جهود الحفاظ على الدفء في المنازل والمدارس والمراكز الصحية”.
يتضمن خطاب النوايا الموقع في قاعدة فيلاكوبليه الجوية قرب باريس بين زيلينسكي وماكرون إطاراً لعقود مستقبلية محتملة لاقتناء طائرات رافال مع أنظمتها التسليحية، لكنه ليس عقد بيع وشراء نهائياً، كما تشتمل المسودات على صفقات محتملة لأنظمة دفاع جوي من طراز SAMP-T وأنظمة رادار وطائرات مسيرة. وفي زيارة سابقة إلى السويد الشهر الماضي، وقع زيلينسكي أيضاً خطاب نوايا لشراء بين 100 و150 مقاتلة من طراز غريبن.
كما زار زيلينسكي في فرنسا مونت فاليريان، غرب باريس، للاطلاع على مقر ناشئ لقوة متعددة الجنسيات مخطط أن تساهم في إدارة وقف محتمل لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا. ومنذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، سُجّل مقتل أو إصابة عشرات الآلاف من الأفراد، جلّهم من العسكريين، ولا يزال الملايين من المدنيين ممنوعين من العودة إلى منازلهم أو نزحوا بسب الحرب.