بيهار: سياسيّو الهند يوزّعون مزايا انتخابية مجانية

نيخيل إنامدار — بي بي سي، مومباي

صورة: Hindustan Times عبر Getty Images

أصبحت بيانات التحويلات النقدية، لا سيما الموجَّهة نحو النساء، وسيلة شائعة لاحتواء الناخبين قبيل الانتخبات، وتستأثر باهتمام متزايد في الساحة السياسية للهند.

تتخذ الهدايا الانتخابية أشكالاً متعددة عبر سنوات الصراع الانتخابي في أكبر ديمقراطية في العالم؛ فمن أجهزة التلفاز إلى الدراجات وأحياناً حتى الحلي الذهبية، ما أدى إلى إبهام الفاصل بين سياسات الرفاهية والبوبوليزم ما قبل الانتخابات. في السنوات الأخيرة، باتت التحويلات النقدية المخصصة للنساء استراتيجية ربح انتخابي متبناة من أحزاب بمختلف توجهاتها.

ويرجع بعض المحللين الفضل جزئياً في الانتصار الساحق لتحالف يقوده رئيس الوزراء ناريندرا مودي الأسبوع الماضي في ولاية بهيّار — أُفقر ولايات الهند — إلى منحة نقدية قيمتها 10,000 روبية (نحو 112 دولاراً) موجهة للنساء، ما أسهم في ارتفاع قياسي في نسبة إقبال النساء إلى صناديق الاقتراع. سبق أن أطلقت أجنحة حزب مودي برامج دعم مالي مخصصة للنساء في ولايات أخرى مثل ماهاراشترا قبل الاقتراع العام الماضي، فيما وعدت أحزاب المعارضة ببرامج مماثلة في ولايات أخرى.

يدافع اقتصاديون مثل جون دريز عن مثل هذه المنح، معتبرين أنه رغم أهمية التمييز بين المساعدات «المفيدة» و«المهدِرة»، فإن تحميل ممثلي الطبقات الفقيرة وعوداً خلال الحملات الانتخابية يبقى في كثير من الأحيان الوسيلة الوحيدة لنيل هذا الدعم منهم.

ومن جانب آخر، حذر مودي في السابق من مخاطر ما أسماه «ثقافة الحلوى» أو توزيع الهدايا الفارغ، كما حاولت أعلى محكمة في البلاد في 2023 الحد من توزيع مثل هذه «الهدايا اللاعقلانية» خلال الحملات الانتخابية.

ثمة إجماع عام على ضرورة توجيه الدعم لاستهداف المستحقين بدل استخدام الهدايا كطعم انتخابي، غير أن الانتخابات الهندية تشهد حالياً سياسات مجانية مدفوعة بالانتخابات تفوق قدرة الولايات على الاستمرار بها مالياً.

يقرأ  بيهار قبيل الانتخابات مسلمو الولاية يكافحون وصمة «المتسلل البنغلاديشي»

صورة: Hindustan Times عبر Getty Images

يظهر تقرير من مكتب الوساطة Emkay Global أن ولاية بهيّار تواجه ضغوطاً مالية ملحوظة، حيث يبلغ العجز — الفجوة بين إيرادات الولاية ونفقاتها — نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي. ورغم ذلك أعلنت الولاية عن برامج ما قبل الانتخابات تبلغ قيمتها نحو 4% من الناتج المحلي، أي أكبر من نفقاتها الرأسمالية؛ وهي أموال كان يمكن استثمارها في مشاريع طويلة الأمد تخلق وظائف وتدعم التنمية الإقليمية.

هذا مثال واحد في لائحة طويلة من الولايات التي تمارس بوبوليزم انتخابي عشوائي، بحسب Emkay Global. وقالت الشركة إن حتى الولايات التي كانت تُعتبر منضبطة مالياً تسلّط عليها الآن هيمنة «اقتصاديات الهدايا»، بحيث إن حدّ العجز المالي المسموح به بنسبة 3% من الناتج — المفروض للحد من الإنفاق خارج الميـزانة — صار الآن في الواقع مجرد قاع لا سقف.

تشير تقديرات إلى أن 21 من أصل 29 ولاية هندية قد تجاوزت هذا الهدف البالغ 3%، ويُعد الإنفاق الانتخابي المفرط أحد الأسباب الرئيسية لذلك. وتُظهر تجربة برنامج المساعدة «لادكي باهين» الذي قادته تحالفات برئاسة حزب بهاراتيا جاناتا في ماهاراشترا كيف أن مثل هذه السياسات غير المستدامة رفعت عجز الولاية بنسبة 0.4%، ما اضطر الحكومة إلى التراجع عن بعض الوعود بعد انتهاء الاقتراع.

وحذّر البنك المركزي الهندي من أن عبء هذه الإعانات المتزايد على ديون الولايات يمثل مصدر قلق ناشئ. ورغم تراجع إجمالي ديون الولايات الهندية إلى نحو 28.5% من الناتج المحلي الإجمالي حتى مارس 2024 مقارنة بمستويات العقد الماضي، فإنها لا تزال أعلى بكثير من العتبة الموصى بها عند 20%، مع ظهور ضغوط جديدة في شكل تزايد عبء الإعانات.

وقال البنك إن أحد مناطق التوتر الظاهرة يتمثل في الارتفاع الحاد في الإنفاق على الإعانات، المدفوع بإعفاءات قروض المزارعين، والخدمات المجانية أو المدعومة (كالكهرباء للزراعة والأسر، والنقل، وأسطوانات الغاز) والتحويلات النقدية المباشرة للأسر والمستفيدين — وهو ضغط مالِيّ يتنامى ويهدد استدامة مالية الولايات. النَّصُ المرفَقُ فارغٌ. أرجو تزويدي بالنصِّ الذي تودّ إعادةَ صياغته وترجمته إلى العربية.

يقرأ  ألَم تَفْتَقِدُونَنِي؟ العودة المفاجِئَةُ لرئيسٍ مالاويٍّ سابقٍ

أضف تعليق