وسائط إعلام صينية حكومية: الموزّعون اتّخذوا قراراً «متروّياً» بتأجيل العروض بسبب مزاج الجمهور
نُشر في 18 نوفمبر 2025
أعلنت جهات توزيع أفلام صينية تعليق عرض فيلمين يابانيين من نوع الأنمي، في ظل تصاعد توتر دبلوماسي بين طوكيو وبكين بسبب قضية تايوان. ونقل تلفزيون الصين المركزي (CCTV) يوم الثلاثاء أن فيلمي “كرايون شِن-تشان: ساخن للغاية! راقصو كاسوكابي الحارّون” و”خلايا في العمل!” لن يُعرضا في البر الرئيسي للصين كما كان مقرراً.
جاء القرار مع تدهور العلاقات بين طوكيو وبكين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، بعد اقتراح رئيسة الوزراء اليابانية سناي تكايتشي بأن طوكيو قد تتدخل عسكرياً إذا حاولت الصين السيطرة على تايوان.
قالت CCTV إن الموزّعين اتخذوا قرار التأجيلا ت “بحنكة” مراعاةً لأداء السوق العام للأفلام اليابانية و”مناخ الجمهور الصيني”. وأضافت أن الموزّعين رصدوا أن تصريحات تكايتشي “الاستفزازية” ستؤثر حتماً في نظرة الجمهور الصيني إلى السينما اليابانية، وأن الشركات ستلتزم “بمبادئ السوق واحترام تفضيلات الجمهور” بتأجيل الإصدارات.
نويز مكدوناغ، خبيرة في الترهيب الاقتصادي بجامعة إديث كوان في غرب أستراليا، قالت إن هذه التأجيلات تندرج ضمن أساليب متكرّرة في السياسة الصينية. وأضافت لموقع الجزيرة أن بكين عادةً تحرص على استهداف قطاعات تجارية غير حيوية للصين لكنها تؤثر على شركات يابانية، ما يخلق كلفة مالية وضغطاً رمزيّاً.
بكين، بحسب مكدوناغ، تسعى من خلال مثل هذه الخطوات إلى إيصال رسالة مفادها أن من يتصرف ضد مصالحها سيتحمّل تكاليف، ما يمنحها درجة من النفوذ في قرارات حكومات أخرى التي تتعلق بـ”الخطوط الحمراء” للصين.
يأتي تأجيل العروض بعد سلسلة من إجراءات بكين الاحترازية رداً على تصريحات تكايتشي، من بينها تحذير رعاياها من السفر إلى اليابان وإرسال سفن حربية إلى المياه القريبة من جزر سينكاكو المتنازع عليها.
من جانبها أصدرت اليابان يوم الاثنين تحذيراً لمواطنيها بشأن السفر إلى الصين، دعت فيه إلى احترام العادات المحلية وتجنّب الأماكن المزدحمة وممارسة الحذر في التعامل مع الصينيين.
وقال السكرتير الرئيسي لمجلس الوزراء الياباني مينورو كيهادرا خلال مؤتمر صحفي روتيني يوم الثلاثاء إن تحذيرات السفر تستند إلى “الأوضاع الاجتماعية” في دول متعددة، وإن بيان حكومته الأخير يعكس التقارير الحديثة عن التوتر بين طوكيو وبكين. وأضاف أن طوكيو تبقى “منفتحة على الحوار” مع الصين، عقب تصريحات بكين التي أفادت بأن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ لا يعتزم لقاء تكايتشي على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا.
جاءت تصريحات كيهادرا بينما سعى المسؤول الياباني الأعلى لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، ماساكي كاناي، إلى تهدئة الأجواء بلقاء نظيره الصيني ليو جينسونغ في بكين يوم الثلاثاء.
تنظر الصين إلى تايوان كجزء من أراضيها وتؤكد سعيها لـ”إعادة التوحيد” بالقوة إذا اقتضت الضرورة. وتتابع اليابان هذه المواقف بقلق نظراً لقرب الجزيرة من أراضيها وموقعها في مياه استراتيجية تشهد أحجاماً كبيرة من التجارة.
تصرّ الصين على أن الدول التي تريد إقامة علاقات دبلوماسية معها لا تعترف رسمياً بتايوان؛ وتلتزم معظم الدول بهذا المبدأ رسمياً، بينما تحافظ كثير منها على علاقات اقتصادية ونفوذ شبه دبلوماسي مع تايبيه.