اتهامات من شقيّته المتباعدة عنه تأتي في وقت يواجه فيه الرئيس الفلبيني فضيحة فساد تتعلق بمشروعات مكافحة الفيضانات.
رفض الرئيس فرديناند ماركوس الابن الاتهامات التي أطلقَتْها أخته المتبرّدة، السيناتورة إمي ماركوس، بأنه مدمن مخدرات على مدى طويل، فيما تشهد البلاد احتجاجات جماهيرية واسعة تطالب بمحاسبة الفاسدين.
قالت السيناتورة يوم الإثنين إن شقيقها طوّر اعتمادًا على الكوكايين أثر على أدائه في الحكم، وساهم في تفشّي الفساد وتردّي القرار العام.
وافت قد اعتبرته المتحدثة باسم الرئاسة، وكيلة الوزارة للاتصالات كلير كاسترو، اتهامات لا أساس لها وإعادة تدوير لادعاءات سُلِّطَ عليها الضوءَ سابقًا ونُقضت.
خلال خطاب أمام حشد كبير في حديقة بمانيلا نظّمته جهة دينية، ادّعت السيناتورة أن تعاطي شقيقها للمواد المخدرة بدأ في عهد والدهما، فرديناند ماركوس الأب (1965–1986)، وأنه مستمر حتى الآن.
دون إبراز أدلة، ربطت إمي ما سمّته إدمان الرئيس بـ«طوفان من الفسااد، وفقدان الاتجاهات، وقرارات خاطئة جدًا، وغياب المساءلة والعدالة». وأضافت مزاعم طالت زوجة الرئيس وأطفاله.
انتقدت كاسترو السيناتورة لعدم توجيه حديثها إلى الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي، الذي اعترف سابقًا بتعاطي مادة الفنتانيل، والذين يربط النقاد بينهم وبين شبهات فساد إلى جانب ابنته نائبة الرئيس سارة دوتيرتي؛ وكلاهما نفى ارتكاب أي مخالفات.
عندما كان ماركوس الابن مرشحًا للرئاسة عام 2021، نشرت حملته نتائج فحوصات من مستشفى خاص ومختبر الشرطة الوطنية أظهرت عدم وجود آثار للكوكايين والميثامفيتامين في عيناته.
وصفت كاسترو تصريحات إمي بأنها محاولة لتحويل الأنظار عن التحقيقات الجارية في فضيحة فساد تتعلق بمشروعات لمكافحة الفيضانات قد تطيح ببعض حلفائها في مجلس الشيوخ.
«آمل أن تكوني وطنية وتساعدي في التحقيقات التي تجري ضد أخيك وتدينِي كل الفاسدين»، قالت كاسترو مخاطبةً السيناتورة. «لا تقفي إلى جانبهم، لا تُخفيهم. دعي الرئيس يعمل لإيقاف الفساد».
تتحرى إدارة ماركوس عن شبهات تتعلق بمشروعات وهمية لمكافحة الفيضانات كلفت دافعي الضرائب مليارات البيزوس، حيث يُتهم بعض المسؤولين بابتزاز رشوات من عقود إنشاء آلاف الحواجز الواقية، كثير منها استُخدمت فيه مواد رديئة الجودة أو لم تُنفّذ أصلاً.
تقدّر وزارة المالية أن الاقتصاد الفلبيني خسر نحو 118.5 مليار بيزوس (حوالي مليارَيْ دولار) بين 2023 و2025 جراء الفساد في مشروعات مكافحة الفيضانات، وقال وزير التخطيط الاقتصادي إن ما يصل إلى 70% من أموال هذه المشروعات العامة قد تكون ضائعة منذ تفجّر الفضيحة.
تأتي هذه الأزمة بينما تعرّضت الفلبين لأكثر من عشرين عاصفة هذا العام. ففي أوائل نوفمبر تسبّب الإعصار كالميجي بمقتل ما لا يقل عن 269 شخصًا، وتلاه بعد أيام إعصار فونغ-وونغ الذي نزح بفعلِه نحو 1.4 مليون شخص وقُتل فيه 28 آخرون.
تجمّع عشرات آلاف المتظاهرين في مانيلا يوم الأحد، مطالبين بمحاسبة السلطات وحلفاء ماركوس، في تظاهرة استمرت ثلاثة أيام نظّمتها كنيسة «إيغليسيا ني كريستو» (INC)، وهي جهة دينية نافذة فاق حضورها مئات الآلاف وأثّرت على سير المدارس والطرقات والمكاتب.
تعهد ماركوس بأن المتورطين في الفضيحة سيُحاكمون قبل نهاية العام. «سيُسجنون — لا يوجد لهم عيد ميلاد سعيد هذا العام»، قال الرئيس.
كانت INC قد دعمت ترشيح ماركوس وسارة دوتيرتي في 2022، لكن بعد تدهور العلاقة بين ماركوس وسارة دوتيرتي انتقلت دعمها نحو دوتيرتي النائبة.
وعلى الرغم من تشكيل لجنة للتحقيق، لم تُسجّل اعتقالات بارزة بعد مرور نحو مئة يوم على بدء البحث، فيما برّر ماركوس الحملة بأنها جزء من جهود أوسع من أجل الشفافية والمساءلة.
أظهرت استطلاعات حديثة لمعهد «سوشيال ويذر ستيشنز» أن أكثر من 80% من سكان مترو مانيلا يرون أن مستوى الفساد ازداد خلال إدارة ماركوس.