مجلس النواب الأمريكي يصوّت للكشف عن ملفات إبستين ماذا نتوقع؟ — تقرير توضيحي

مجلس النواب الأميركي يستعد للتصويت يوم الثلثاء لإصدار كامل الوثائق المتبقية المتعلقة بجيفري إبستاين، المتّهم بالاتجار الجنسي والمدان بجرائم جنسية، بعد أن ظلت أجزاء كبيرة من الملفات محجوبة عن الجمهور.

ماذا نعرف حتى الآن
– سُرّبت دفعات من الملفات المرتبطة بملاحقات إبستاين — الأولى المتعلقة بالاعتداء الجنسي على قاصر ثم لاحقاً بتهم الاتجار الجنسي — لكن كثيراً من الوثائق لا تزال مختومة.
– كشفت هذه السجلات عن تواصل إبستاين مع مشاهير وسياسيين، فصارت مادة خصبة للتكهنات في الولايات المتحدة، خصوصاً داخل قواعد دعم حملة “ماجا” للرئيس دونالد ترامب.
– التصويت المقرر جاء بعد تحول موقف ترامب، الذي دعا الجمهوريين في مجلس النواب إلى دعم كشف المستندات، قائلاً إنه لن يفرض الفيتو عليها إن أقرّها الكونجرس.

متى سيجري التصويت؟
بحسب موقع زعيم الأغلبية في مجلس النواب الجمهوري ستيف سكاليز، سيفتتح المجلس جلسته يوم الثلثاء عند الساعة 10 صباحاً بتوقيت واشنطن (15:00 ت.ع.م). ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التصويت الأولى عند الساعة 2 ظهراً (19:00 ت.ع.م) وأن تنتهي آخر عمليات التصويت نحو الساعة 8:15 مساءً (01:15 ت.ع.م يوم الأربعاء).

لماذا يُصوّت الآن؟
السبب المباشر هو موقف ترامب الذي أعلن أنه لن يرفض القانون إذا مرّ في الكونجرس. وكتب ترامب على منصة “تراث سوشال” أن لا شيء يخشونه وأن القضية ما هي إلا “خدعة ديمقراطية” — وكرر لاحقاً في المكتب البيضاوي أنه سيوقّع المشروع إذا صادق عليه مجلس الشيوخ، وأضاف: “دعوا أي جهة تنظر فيه، لكن لا تتحدثوا عنه كثيراً”.

هل أحدثت الملفات انقساماً داخل الحزب الجمهوري؟
نعم. بينما تبنّى بعض الجمهوريين خطاب ترامب القائل إن القضية إلهاء ديمقراطي، انضم آخرون إلى الديمقراطيين للمطالبة بنشر كل الملفات. في 12 نوفمبر تجمع أعضاء من الطرفين وجمعوا 218 توقيعاً، العدد اللازم لإجبار المجلس على إجراء تصويت في الجلسة العامة.
في اليوم نفسه نشر الديمقراطيون رسائل إلكترونية من ممتلكات إبستاين أظهرت إشارات لاسم ترامب، ما أعطى انطباعاً لدى البعض بأن ترامب كان على علم بسلوك إبستاين مع فتيات قاصرات — وهو ما ينفيه ترامب. ردّ الجمهوريون بأن الديمقراطيين “انتقوا” أجزاء من المستندات لتصوير ترامب بصورة سيئة، فأصدروا بدورهم حوالي 20 ألف مستند من ممتلكات إبستاين لتقديم ما اعتبروه توازناً.

يقرأ  الرئيس السيسي يعفو عن الناشط المصري البارز عبد الفتاح

من انضم من الجمهوريين إلى الديمقراطيين للمطالبة بالكشف الكامل؟
نواب جمهوريون من بينهم توماس ماسي من كنتاكي، مارجوري تايلور غرين من جورجيا، لورين بوبرت من كولورادو ونانسي ميس من كارولينا الجنوبية، انضموا إلى الديمقراطي رو خانا من كاليفورنيا في رعاية مشروع قرار «الإخراج» الذي قُدّم أول مرة في يوليو. لتمرير مثل هذا الإجراء في مجلس النواب يلزم غالبية بسيطة تبلغ 218 صوتاً؛ والتوزيع الحالي مقسم تقريباً بين 219 جمهوريين و214 ديمقراطياً وفراغين مقعدين.

ما الذي كشفه تحقيق وزارة العدل وFBI؟
أصدرت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي مذكّرة أكّدت أنه لم تُعثر على دليل يثبت وجود “قائمة عملاء سرية” لإبستاين، وأكّد التحقيق أيضاً أن إبستاين توفي بانتحار في زنزانته بنيويورك عام 2019 — وهو ما أثار بدوره نظريات مؤامرة بين الناشطين من يمين التيار.

من هو جيفري إبستاين؟
إبستاين كان مليارديراً وممولاً نشأ في نيويورك، معروفاً بلقاءاته مع شخصيات بارزة. اتهم بالاعتداء جنسياً على فتاة تبلغ 14 عاماً في 2005، وفي 2008 اعترف بتهم تتعلق بالدعارة والطلب من قاصر وتلقى حكماً قضى خلاله 13 شهراً تحت برنامج خروج للعمل. في 2019 وُجّهت إليه تهم اتحادية بالاتجار الجنسي قبل أن يموت بانتحار في سجن مانهاتن. شريكته السابقة غيسلين ماكسويل أدينت في 2021 وصدرت ضدها في 2022 سنة سجن مدتها عشرون عاماً.

ما علاقة ترامب بإبستاين؟
تعرف ترامب وإبستاين على بعضهما في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وبدا أنهما كانا ضمن الدوائر الاجتماعية نفسها حتى أوائل الألفية. اختلفا علناً عام 2004 على منزل مطل على البحر في بالم بيتش. لم تظهر تفاعلات علنية كثيرة بينهما منذ ذلك الحين، لكن ملفات صدرت في يناير 2024 تضمّنت نحو 950 صفحة من إفادات ضحايا إبستاين التي ذكرت رؤيته مع شخصيات بارزة من مجالات مختلفة. ذِكر اسم شخص في تلك الإفادات لا يعني بالضرورة ارتكابه جريمة، بل قد يدل فقط على تواجده ضمن محيط إبستاين أو معارفه. ذُكر اسم ترامب في بعض الوثائق لكنه لم يُتّهم بصراحة بارتكاب جرائم.

يقرأ  وصول مئات من عناصر الحرس الوطني الأمريكي إلى شيكاغو

وقعت أيضاً منشورات تتضمن رسالة يُزعم أنها من ترامب إلى إبستاين عام 2003 تضم رسماً فاضحاً، وهو ما نفاه ترامب ورفع بدعوى بقيمة 10 مليار دولار ضد ناشر القصة. في إحدى رسائل 2011 أشار إبستاين إلى أن ترامب قضى “ساعات” في منزله مع إحدى الضحايا — الاسم كان محجوباً في النسخة التي نشرها الديمقراطيون؛ لكن سجلات أخرى أظهرت اسم فيرجينيا جوفريس، التي رفعت دعوى ضد الأمير أندرو واتُهمت لاحقاً بأنها انتحرت في أبريل من العام المذكور، حسب السجلات التي نُشرت.

هل سيمرّ التصويت؟
توماس ماسي قال إنه يتوقع أكثر من 100 صوت جمهوري لصالح الكشف الكامل، مع أمل بحصول أغلبية تكفي لإثبات قدرة تجاوز الفيتو. متحدثاً أيضاً، اعتبر رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون أن المجلس سيؤيد التشريع على نحو موثوق، قائلاً: “لا شيء نخفيه”. جونسون نفسه غيّر مواقفه عدة مرات هذا العام — داعياً في يوليو وزارة العدل إلى الإفراج عن كل الملفات ثم اجتنابه للتصويت لاحقاً — لكنه أكد مؤخراً أنه لن يعرقل إجراء التصويت.

المسارات المقبلة
إذا نجح مجلس النواب في تمرير النص، سيتجه المشروع إلى مجلس الشيوخ، وإذا أقرّه الشيوخ فسيرحل إلى مكتب الرئيس للتوقيع ليصبح نافذاً. مع ذلك تبقى النتائج مرهونة بتوازنات الأصوات داخل المجلسين وموقف الرئيس النهائي.

أضف تعليق