أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن المشتبه بهما في عمليتي تخريب استهدفتا شبكة السكك الحديدية في بولندا هما مواطنان أوكرانيان كانا يعملان لفترة طويلة لصالح أجهزة استخبارات روسية.
أوضح توسك أمام البرلمان أن أحد المشتبه بهما مُدِين غيابيًا سابقًا بأعمال تخريب في أوكرانيا. وخلال زيارته، يوم الاثنين، لموقع انفجار قرب قرية ميكا جنوب شرقي وارسو — الذي ألحق أضرارًا بخط السكك الحديدية المؤدي إلى الحدود الأوكرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع — وصف الحادث بأنه “عمل تخريبي غير مسبوق”.
في حادث منفصل أبعد على الخط قرب بولافي، اضطُر قطار مفعم بالركاب للتوقف فجأة، وقد وُجدت أضرار في أسلاك الكهرباء العلوية. وكانت السلطات البولندية قد أشارت في البداية إلى احتمال كبير أن تكون هاتان العمليتان قد أُمرت بهما من قبل “خدمة أجنبية”، ثم قال متحدث باسم وزير الأجهزة الخاصة يوم الثلاثاء إن “كل المؤشرات تشير إلى أنها أجهزة روسية خاصة”. ولم تعلق روسيا علنًا على هذه الاتهامات.
قال توسك أمام النواب: “الهدف كان إحداث كارثة في السكك الحديدية.” وأضاف أنه لن يكشف عن أسماء المشتبه بهما لأن ذلك قد يعقّد سير العملية، لكنه أشار إلى أن أحدهما يقيم في بيلاروس والآخر في شرق أوكرانيا.
كشَف توسك أن كلا المشتبه بهما دخلا إلى بولندا عبر بيلاروس في فصل الخريف، ثم عادا إلى هناك عبر معبر تيريسبول الواقع في أقصى جنوب غربي بيلاروس قرب الحدود الأوكرانية. وذكر أن عبوة متفجرة من نوع C4 عسكري انفجرت في 15 نوفمبر حوالى الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي قرب قرية ميكا. وقد وقعت الحادثه أثناء مرور قطار شحن وتسبّبت في أضرار طفيفة بأرضية عربة، كما تم توثيقها بكاميرات المراقبة، وأن سائق القطار لم يلحظ الواقعة.
وأضاف أن محاولة سابقة لتقليبُ عجلات القطار عبر وضع مشبك فولاذي على السكة قد فشلت. وفي الحادث الثاني، يوم 17 نوفمبر، اضطر قطار يقل 475 راكبًا للفرملة فجأة نتيجة أضرار في البنية التحتية للخطّ. وأفاد توسك أنه سيصدر في وقت لاحق من يوم الثلاثاء قرارًا برفع مستوى التأهب على خطوط سكك حديدية محددة.
تجدر الإشارة إلى أن بولندا عضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وشبكتها للسكك الحديدية أصبحت حيوية لنقل الشحنات والمساعدات إلى أوكرانيا منذ بدء روسيا غزوها الشامل في فبراير 2022.