أقرت رئيسة تنزانيا، سامية سولوحو حاشن، بأن صورة بلادها كمثالٍ على الاستقرار قد تلطخت جراء الاضطرابات التي اندلعت خلال الانتخابات المثيرة للجدل الشهر الماضي.
وخلال مراسم أداء اليمين لحكومتها الجديدة حذرت سامية من أن العنف قد “يعيد البلاد إلى الخلف” ويقوّض المكتسبات الاقتصادية والسياسية التي راكمتها تنزانيا لعقود. وأضافت أن اعتماد البلاد الكبير على القروض من الدائنين الدوليين يعرض مصداقيتها العالمية للخطر بعدما أَضعفت الأحداث ثقة المجتمع الدولي.
أُعلنت سامية فائزةً في الاقتراع الرئاسي في أكتوبر بنسبة تقارب 98% من الأصوات، غير أن المعارضة — التي مُنع بعض قادتها من الترشح — اعتبرت العملية “مسرحية هزيلة” للديمقراطية. ومن المقرر أن يصل لازاروس تشاكويرا، الرئيس السابق لملاوي والمبعوث باسم الكومنولث، إلى البلاد لقيادة جهود التوفيق بين الطرفين.
تقول المعارضة إن المظاهرات قُمِعَت بقوة خلال انقطاع للإنترنت دام خمسة أيام بعد انتخابات 29 أكتوبر، وقد يكون المئات قد لقوا حتفهم، بينما لم تُصدِر السلطات بعد حصيلة رسمية للوفيات. وتداولت منصات التواصل صورًا وفيديوهات مروعة لقتلى من تنزانيا، بعد أن وُسِّمت المرحلة باستبعاد وسجن مجموعة من قادة المعارضة.
لقد كان مشهدا العنف صادمًا لأمة كانت تتباهى بصورة الهدوء والنظام طيلة قرابة ستة عقود. وبعد الاحتجاجات وُجّهت تهم الخيانة لما لا يقل عن 240 شخصًا.
أعلنت سامية الأسبوع الماضي فتح تحقيق رسمي في أحداث الاضطرابات، ودعت النيابة العامة إلى مراعاة تخفيف الاتهامات أو إسقاطها بحق معتقلين لم يشاركوا مباشرة في العنف.
تولى سامية منصب الرئاسة في 2021 عقب وفاة الرئيس جون ماغوفولي، وقد لُوحِظ في بادئ الأمر تخفيف بعض ضغوط القمع السياسي، لكن المجال السياسي أصبح أكثر ضيقًا منذ ذلك الحين. وحذرت، يوم الثلاثاء، من أن ولايتها المقبلة قد تواجه تحديات اقتصادية، مشيرةً إلى أن تحصيل دعم مصرفي دولي قد لا يكون سهلاً في ظل تراجع الثقة. وأضافت أن الدولة كانت تعتمد على الاقتراض الخارجي في الجولة السابقة بفضل استقرارها وتقدمها، لكن “اللّطخة” التي لحقت بسمعتها قد تعيق ذلك الآن، ومن ثم وجّهت وزراءها للتركيز على تعبئة الموارد المحلية واستثمار الثروات الوطنية الموهوبة من الله.
ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة المكوّنة من 27 وزيرًا، تم تعيين ابنتها وانو حافظ أمير نائبةً لوزيرة التعليم، بينما يظل زوج وانو، محمد مشينجيروا، في المجلس بوظيفة وزير الصحة. سبعة أعضاء من الحكومة السابقة فقدوا مناصبهم.
من جهتها، أعلنت أمين عام الكومنولث شيرلي بوتشوي أن تشاكويرا سيقود “حوارًا بنّاءً” خلال مهمته التي تمتد لأربعة أيام في تنزانيا، حيث سيعقد مشاورات مع مسؤولي الحكومة وزعماء الأحزاب وممثلي المجتمع المدني والقيادات الدينية والتقليدية والوفود الدبلوماسية.