في 2019 اندلعت ثورة نابعة من استياء عميق أدت إلى الإطاحة بالرئيس السوداني آنذاك عمر البشير. وبعد ذلك، في 2021 قاد الجيش انقلاباً جديداً استولى بموجبه على مقاليد الحكم. وفي أبريل 2023 تحولت الخلافات إلى حرب أهلية شاملة بين قوتين متنافرتين تسعيان للسيطرة: القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. هذه المواجهات ليست طارئة بل نتاج عقود من التوترات، والنزاع المأساوي لا يزال مستمراً حتى اليوم.
أفرز الصراع أسوأ أزمة إنسانية: آلاف الضحايا، ملايين يواجهون المجاعة، ونحو ثلث السكان مُهجّرون من منازلهم. ومع ذلك، ظل الاهتمام الإعلامي الدولي مشتتاً في أغلب الأحيان. وصف تشارلي كامبل، مستعرضاً صور المصور مويسيس سامان لمجلة تايم، الأزمة بأنها «حرب منسية».
يلعب المصوّرون دور العين على الأرض في السودان: ينقلون مشاهد الحرب والتهجير والجوع — وأحياناً بارقة أمل — إلى العالم الخارجي. تُقيّد الجهات المعلوماتية وتُقمع الحريات الصحفية، ما يجعل الصور أحياناً الوسيلة الوحيدة لإعطاء الأزمة رؤية واضحة. في هذا السياق، جمع “مركز أفريقيا” أعمال 12 مصوراً سودانياً ناشئاً ومستقلاً في معرض جماعي بعنوان Resistance in Memory: Visions of Sudan؛ المعرض يقدّم شهادة بصرية على ما يجري.
يمتد العرض إلى 42 صورة مؤثرة تتراوح بين مناظر بالأبيض والأسود، وصور توثيقية، وبورتريهات؛ ستة من بين اثني عشر فناناً لا يزالون يقيمون في البلد، يشاركون تجاربهم وملاحظاتهم عن السنوات الأخيرة. تقول بيان المعرض: «Resistance in Memory: Visions of Sudan يستكشف ذاكرة السودان المتغيرة دائماً، وقوة ومتانة شعبه الذي يرفض أن يُنسى أو يُعرف من خارج حدوده.»
المعرض مستمر حتى 22 مارش في مدينة نيويورك. للمزيد من المعلومات راجع موقع مركز أفريقيا.
أسماء بعض الأعمال والفنانين المعروضين:
– الطيب مرحال — “الحضور الغائب” (2022)
– محمد زكريا — “المصافحة” (2022)
– محمد أبو عقلَة — “كانوا هنا” (2023)
– عبدالسلام عبد الله — “مصدر الماء الوحيد” (2024)
– مروان محمد — “رعاية مبكرة” (2023)
– جود الشيخ — “تاتا” (2023) من سلسلة «حرب وسلام»
– فخر الدين — تفصيل من “مناظر جديدة” (2023)
– شيماء مرغني — “التشبّث بالأحلام” (2024)
هل تهمك قصص وفنون مثل هذه؟ انضم كعضو في Colossal وادعم النشر الفني المستقل. العضوية تمنحك مزايا مثل إزالة الإعلانات، حفظ المقالات المفضلة، خصم في متجر Colossal، نشرة إخبارية حصرية للأعضاء، ومبادرة تخصيص 1% لشراء مستلزمات فنية لمدارس K–12.