الكونغرس يقرّ مشروع قانون لنشر ملفات جيفري إبستين
أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يقضي بإتاحة الوثائق الحكومية المتعلقة بالمدان الجنسي الراحل جيفري إبستين للعامة، بموافقة ساحقة بلغت 427 صوتاً مقابل صوت واحد، ثم أيده مجلس الشيوخ بالإجماع عبر موافقة بالثقة قبل أن تُحال إليه رسميّاً. بعد إقرار النص رسمياً سيُعرض على مكتب الرئيس دونالد ترامب الذي أعلن أنه سيوقعه ليصبح قانوناً.
قادة المبادرة التشريعية، النائبان الديمقراطي رو خانا والجمهوري توماس ماسي والنائبة مارجوري تايلور غرين، وقفوا أمام مبنى الكابيتول إلى جانب ناجيات من اعتداءات إبستين للدفاع عن تشريعٍ طال انتظاره. وقال ماسي للصحفيين إنهم «قاتلوا الرئيس والنائب العام ومدير الـ FBI ورئيس مجلس النواب ونائب الرئيس لكي نحقق هذا النصر. هم اليوم إلى جانبنا، فلنمنحهم بعض الفضل أيضاً».
أحد الناجيات، جينا ليزا جونز، رفعت صورة لها وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وذكرت: «كنت طفلة، في الصف التاسع، أحتفظ بالأمل تجاه المستقبل. سلب مني الكثير».
تاريخ القضية ومساراتها القانونية
كان إبستين قد أقرّ عام 2008 بتهمة التحريض على الدعارة مع قاصر، ونال حكماً بالسجن لمدة 13 شهراً في مرفق أمني منخفض المستوى، مع إذن بالخروج لمدد تصل إلى اثنتي عشرة ساعة يومياً للعمل، وهو ما اعتبره كثيرون عقوبة مخففة لا تتناسب مع جسامة الجرائم المنسوبة إليه. بعد تحقيقٍ أجرته صحيفة ميامي هيرالد أعيد فتح ملفه، فتم اعتقاله ووجّهت إليه في 2019 تهم الاتجار الجنسي بقاصرات. بعد شهرين عُثر عليه ميتاً في زنزانته بنيويورك، وحُكم على موته أنه انتحار.
علاقات وتأثيرات
على مرّ السنوات ارتبط إبستين بعلاقات شخصية ومهنية مع شخصيات نافذة، من ضمنهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، والأمير أندرو من المملكة المتحدة، والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. وحتى بعد إدانته الأولى حافظ بعض الشخصيات المؤثرة على صداقات معه؛ ومن ذلك لاري سامرز، رئيس جامعة هارفارد الأسبق، الذي قدّم اعتذاراً لاحقاً عن استمرار تواصله مع إبستين.
البيت الأبيض والسلطة التنفيذية
على الرغم من موقف ترامب المتقلب — فقد وصف الجدل حول إبستين في مراحل سابقة بأنه «خدعة ديمقراطية» ثم عدل عن موقفه هذا — فإن الرئيس ووزارة العدل ليسوا في حاجة لانتظار تصديق الكونغرس لنشر الملفات، إذ تملك السلطة التنفيذية إمكانية الإفراج عن الوثائق بشكل مستقل. في مقابلة حادة مع مراسل شبكة ABC هاجم ترامب التذكير المستمر بملف إبستين، مؤكداً أن إبستين كان من كبار المانحين السياسيين للديمقراطيين.
من جانبه قال ماسي إن صلات إبستين تتجاوز الانتماءات الحزبية، معبراً: «أظنّ أنه يحاول حماية أصدقاء ومتبرعين. بالمناسبة، هؤلاء ليسوا بالضرورة جمهوريين. عندما تتجاوز الثروة حدود المليار، ترى أن الإنسان يتفوّق على حدود الأحزاب».
ملاحظة: هذا القرار يعدّ خطوة بارزة في مسعى استمر سنوات لإضاءة الممارسات والصلات المحيطة بإبستين وإتاحة معرفة أوسع للجمهور بشأن ما جرى. اليووم لا يزال السؤال حول مدى الإفصاح الكامل والنتائج السياسية والقانونية المترتبة على ذلك قائماً ومحل متابعة.