مجلة جوكستابوز — بيا سكاتشيا: «تقلبات المزاج» في مارواني ميرسييه، بروكسل

تسرّ MARUANI MERCIER أن تقدّم عرض بيا سكاشيا: «Mood Swings»—معرض لوحات جديدة للفنانة. في هذه السلسلة تتداخلُ قطعُ الزينة المُصوَّرة بانتباه، وتتموّج وتلتفُّ، لتغمر الشكلَ الأنثوي في التكوين. مضاءةً بتوهّجٍ خافت من أضواءٍ متلألئة، تبدو طبقات الأحذية والمجوهرات والخرز مرغوبةً وغريبةً في آنٍ واحد؛ ساخرةً وغامضةً كما لو أنّها تُحركها قوّةٌ سريّة في عالمٍ أشبه بالأساطير. عبر تراصّاتٍ معقّدة تمتدّ عبر كل لوحة، تسائل سكاكيا مفهومَ الجمال والصّيغ السائدة لتمثيل المرأة، وتطرح في الوقت نفسه استفسارًا عن توق الإنسان للأشياء كدلائلِ هويةٍ وأدوارٍ اجتماعية.

تجسّد الأعمال لحظاتٍ من الحركة القوية والسكون على حدّ سواء، مشيرةً إلى حالاتِ التغيّر في الجسد البشري، وإلى التأرجحات المستمرة في المزاج وفي تصوّرات المجتمع المعاصر. في لوحة بعنوان: «كَعكة، شمعة، أرجوحة، حذاء طائر، جوارب ملونة. أليس أنا على قيد الحياة تمامًا؟» تطيرُ الشخصية ديناميكيًا عبر الفضاء على أرجوحة، بلا اكتراث واضح لإفراط الخرز والملابس المتلألئة. مستحضرةً تصوير غويا التعبيري لأشخاص على أرجوحة، وكذلك لوحة فراجونار الشهيرة التي يفقد فيها الشخص حذاءه في الهواء، يشيع العمل إحساسًا بالبهجة وحرية الطيران. ومع توازنِ كعكةٍ وشمعة، يقترح التكوين أيضًا تأملًا في مرور الزمن وتفاوت وتيرة التغيّر الشخصي. على نحوٍ معاكسٍ للمطالَب التي تُفرض على الجمال البدني بأن يظل ثابتًا وغير متغيّر، تظلُّ شخصيات سكاكيا في حالةِ «صيرورة» دائمة، وفي نوعٍ من الانتصار الطريف على الهوس بالحضور الأنثوي الخالي من العيوب.

في لوحةٍ أخرى حملت عنوان: «لم أعد أضيع أحذيتي بمكرٍ بعد الآن»، يملأُ ترتيب الأحذية والعقود والأزياء التكوين، معبّرًا عن اهتمام الفنانة العميق بالقصص الخرافية. بالنظر إلى الطرق التي تُشكّل بها هذه الحكايات تصوّرَنا لأدوار النساء في المجتمع، تُقلب الفنانةُ السردية التقليدية، فترتقي الشخصيةُ فوقَ الأشياء المحيطة بها كفاعلٍ صاعد. وتُرافق البطلة قطّةٌ—مرافقةٌ تعكس الارتباطَ الوثيق بين النساء والحيوانات في كثيرٍ من الحكايات؛ فكما تُشير الفنانة، «ارتباطُ النساءِ بالحيوانات يعود ليشير مجددًا إلى مفهوم تقلبات المزاج — كثيرٌ ما تُصوّر النساء على أنهنّ غير متنبّئات، كالحيوانات. والقطط على وجه الخصوص دائمًا مرتبطة بعمقٍ بالنساء بسبب ذلك السلوك الذي لديهنّ، لا يمكن أن تسيطر عليهنّ فعلاً.»

يقرأ  إعادة انتخابية ذات توجه يميني — ما يجب معرفته عن الانتخابات الرئاسية في بوليفيا

تتنقّل الشخصيات عبر مجموعات الأشياء، وتبقى مخفيّةً خلف متاعها كما لو أنّها تلبس قناعًا يخفي ذاتها الحقيقية. بتضخيم الزينة حتى تتحوّل إلى تنكّر، تُجادل سكاكيا في ضرورة الأشياء لتشييد الهوية في ثقافتنا المعاصرة. وهي تتقدّم بعنفوانٍ عبر التكوين أو تخطو فوقَ الأغراض المكدّسة، فتظهرُ شخصياتها في فعلِ توازنٍ ما بين الأداء أمام التوقُّعات الاجتماعية والبحث عن الحرية منها؛ دفعٌ وجذبٌ بين سخف همومنا اليومية ووجعِ الحالة الإنسانية.

أضف تعليق