مجلة جوكستابوز فريدريش كوناث — «حب بلا هدف» في معرض بيس، نيويورك

يسر غاليري بيس أن يعرض مجموعة جديدة من لوحات فريدريش كوناث في صالته الواقعة في 510 غرب شارع 25 بنيويورك. المعرض مفتوح للزوار حتى 20 ديسيمبر وسيشكّل أول معرض منفرد للفنان داخل المدينة منذ 2019، كما يمثل الظهور الأول له مع الجاليري الذي بدأ تمثيله في مايو 2025.

يتزامن المعرض مع صدور مونوغراف جديد عن دار موناشيلي يتتبع مسيرة كوناث على مدى ثلاثين عاماً. يتضمن الكتاب مقالاً جديداً للكاتبة نعومي فراي من مجلة ذا نيويوركر، وسيكون متاحاً للشراء في موقع الجاليري طوال فترة العرض.

يشتهر كوناث بأعماله متعددة الطبقات والحنينية عبر الرسم، والرسم بالقلم، والنحت، والتركيبات، والفيديو؛ حيث يعيد تخيل مصادر غنية ومتنوعة إلى صورٍ وأشياءٍ تطهّرية. كثير من لوحاته تصوّر مناظر طبيعية نابضة بالجمال العالمي، وغالباً ما يدمج فيها عبارات شعرية واقتباسات من الموسيقى والسينما والأدب. مستلهِماً من الرومانسية والثقافة الشعبية وتاريخه الشخصي، يزخر عمله بإشاراتٍ وتجاوبات تبدو متباينة، متنقلاً بين ساحات السخرية والصدق، والمأساة والكوميديا. بهذا يصوّر كوناث نفسه كمؤلفٍ للأفكار والصور عبر وسائط متنوعة، يعمل على تركيب شظايا لتتحول إلى عوالم قائمة بذاتها.

يحمل معرض “حب بلا هدف” تأملاً في مجيء الرحيل والعودة، في حركةٍ بلا قصد لكنها مفعمة بالدينامية المتلاشية. تستوحي الأعمال ذكريات الفنان وهو يستمع إلى الموسيقى خلال سفره بالقطار أو السيارة طفلاً، ناظراً من النافذة إلى العالم العابر. من خلال لوحاته الجديدة يهدف كوناث إلى خَلْد شعور الحضور التام في تلك اللحظات، مع الاعتراف بالتناقض الكامن في محاولة الإمساك بشعور بطبيعته زائل ومؤقت.

ركَّبت اللوحات بميولٍ صاعدة وهابطة تستحضر مسارات الطائرة أثناء الإقلاع والهبوط، ومعظم أعماله الأخيرة تميل إلى فضاء تأملي أكثر من سيرته السابقة. تكوّن هذه التركيبات السينمائية العميقة مشاهد لبحارٍ مترامية وأمواجٍ متكسرة، وواجهات صخرية وعقبات طرق خلّابة وآفاق مفتوحة، مستكشفةً لحظات التمازج والوحدة، والحب والحنين، والعبث والدهشة. ومن خلال الزجاج الأمامي أو المرايا في السيارة تتخذ دنيا الخارج دلالاتٍ جديدة في الأعمال. في لوحة بعنوان «آمل أن يكون ذاتي المستقبلي سعيداً» (2024–25)، تنحني سيارة حول منعطف طريق جبلي، على وشك الاختفاء لكنها لا تزال مرئية. وفي عملٍ آخر تنساب طائرة عبر سماء ذهبية تغمرها أشعة غروب الشمس. أما في «مع الحب، سأسافر» (2025)، يضع كوناث المتلقي على مقعد الراكب الجانبي، قرارٌ يعكس رؤيته لدوره الفني.

يقرأ 

تنبثق عملية كوناث لهذه اللوحات من حوار بين اللاواعي والصورة التمثيلية. في البداية يدمج تجريديات وكتابات داخل طبقات إمباسّو رطبة على القماش؛ تلك الطبقات السفلية تُنفَذ بمعزل عن الصورة التي ستُبنى فوقها، لكن في النهاية يحدث تزامنٌ عجيب بين الطبقتين — فكتاباته المنقوشة في الإمباسّو الجاف تظل قابلة للقراءة في أعماله النهائية، مما يضيف معانٍ جديدة وتجاورات على تركيبته. وبـ«صوتٍ يخرج من خلف الصورة» يدعو كوناث المشاهد إلى أن يصوغ قراءته الخاصة للعمل.

إلى جانب اللوحات، يتضمن «حب بلا هدف» عملاً نحتياً جديداً بعنوان «اتباع الإحساس» (2025)، مؤلفاً من زوجٍ واحد من أحذية رسمية، أربطة حذاء، سلك وخيط نايلون. ينحو هذا العمل إلى قراءة أكثر كآبة ووجودية لنسخة كوناث من تركيبته لعام 2009 «مدرّب لوس أنجلوس (تذكير دائم بمشاعر مؤقتة)»، وهو تكرار لعمل أنتجه في بدايات مسيرته.

توجد أعمال كوناث كذلك ضمن مجموعاتٍ مرموقة، من بينها متحف الفن الحديث في نيويورك ومجموعة ماري-لويز هيسل في كلية بارد بـ آنانديل أون هادسون.

أضف تعليق