عائلة محمد أخلاق: نواصل كفاحنا من أجل العدالة ولن نتوقف

قالت أسرة رجل مسلم قُتل على يد حشد من متطرفين هندوس في ولاية أوتار براديش بالهند عام 2015، إنها ستواصل النضال من أجل تحقيق العدالة بعدما باشرت السلطات مؤخراً خطوة تطلب إسقاط جميع التهم الموجهة إلى المتهمين.

كان محمد أخلاق، الذي كان عمره آنذاك خمسين عاماً، قد تعرض للضرب حتى الموت بعد تداول شائعات بأنه احتفظ بلحم بقري وأكله، وهو ما تنفيه العائلة نفياً قاطعاً.

ذبح الأبقار قضية شائكة في الهند؛ إذ يُنظر إلى البقرة بأنها مقدسة لدى الهندوس الذين يشكلون نحو 80% من سكان البلاد البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة. وتُعد أوتار براديش واحدة من بين عشرين ولاية تفرض قوانين صارمة تحظر ذبح الأبقار وبيع لحم البقر واستهلاكه.

وقع الحادث في بلدة دادري على بعد نحو 49 كم من دلهي، وكان أول حادث واسع النطاق تُسجَّل حول العنف المرتبط بالإناث البقر في الهند، وأثار احتجاجات واسعة النطاق.

قال محامي أسرة أخلاق لبي بي سي هندي إن ثمانية عشر شخصاً وُجهت إليهم تهم متنوعة تشمل القتل والتخريب. جميع المتهمين أطلق سراحهم بكفالة.

الآن تقدمت الحكومه التي تقودها حكومة ولاية أوتار براديش وتحالف حزب بهاراتيا جاناتا بطلب إلى محكمة محلية لإسقاط التهم عن المتهمين.

في طلب رُفع الشهر الماضي، جادل المدّعي العام بوجود «تناقضات» في شهادات الشهود فيما يتعلق بتحديد هوية المتهمين، وطلب من المحكمة إغلاق القضية.

من المتوقع أن تقرر المحكمة ما إذا كانت ستقبل هذا الطلب في 12 ديسمبر.

أذهلت هذه الأنباء أسرة أخلاق، التي تقول إنها مستعدة للطعن في طلب الحكومة.

قال شقيقه الأصغر جان محمد لبي بي سي هندي: «لم نكن نتوقع أن تُحاول طي قضيتنا التي امتدت عشر سنوات بهذه الطريقة».

يقرأ  أهم الخلاصات من مقابلة دونالد ترامب في برنامج «٦٠ دقيقة»

غادرت العائلة القرية بعد وقت قصير من مقتل الرجل ولم تعد إليها منذ ذلك الحين.

وأضاف جان محمد: «نشعر الآن بمزيد من القلق على سلامتنا. ألمَ سيشجّع هذا المجرمين؟»

لا يزال أخلاق لا يغيب عن ذاكرة شقيقه؛ كانت الليلة التي قُتل فيها محفورة في الوجدان. فقد كان نائماً مع ابنه البالغ من العمر 22 عاماً، داشِش، في 28 سبتمبر 2015، عندما اقتحم الحشد منزلهما مستخدماً عصياً وسيوفاً ومسدسات رخيصة، متهمين الأسرة بذبح بقرة وأكل لحومها.

تقول الأسرة إن الأمر بدأ بعد إعلان من معبد هندوسي بأن شخصاً ما ذبح وأكل بقرة، فاندفع الحشد إلى الهجوم.

وعثر المتهمون على قطعة لحم في الثلاجة اعتبرها الحشد دليلاً، بينما تصر الأسرة على أنها لحم غنم. لقي أخلاق حتفه في الحال، وأُصيب ابنه إصابات بالغة.

أثارت الحادثة موجة استنكار واسعة. وعلى الرغم من أن اعتقالات أولية جرت خلال أسبوع، فإن ملف الاتهام استغرق ثلاثة أشهر حتى تُقدَّم.

وانتُقد رئيس الوزراء ناريندرا مودي من قبل كثيرين لتصريحاته بعد أيام من الحادث، واتُهم بعض أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا، الذين كانوا يهيمنون على الحكومة الاتحادية آنذاك، بالدفاع عن المعتدين. وصف أحد قادة الحزب الحدث بأنه «حادث»، بينما قال آخر إن أكل لحم البقر أمر مرفوض.

في لائحة الاتهام الأولى، سمت الشرطة خمسة عشر متهماً رئيسياً، بينهم حدث وابن قيادي محلي في الحزب، إلى جانب خمسة وعشرين شاهداً. وأضيف أربعة متهمين لاحقاً ليرتفع العدد إلى تسعة عشر؛ وتوفي أحدهم في 2016.

قالت حكومة أوتار براديش الشهر الماضي إن شهوداً، بينهم أفراد من أسرة أخلاق، أدلوا بشهادات متضاربة أثناء التحقيق. ولاحظت أن زوجة أخلاق ذَكرت عشرة أشخاص في شكواها الأولية، بينما ذكرت ابنته شايستا ستة عشر شخصاً، وابنه داشِش تسعة عشر.

يقرأ  مَن يَتَوَلَّى الآنَ الحُكمَ العَسْكَرِيَّ في مَدْغَشْقَر؟

وجاء في الطلب أن «الشهود غيّروا عدد المتهمين على الرغم من عيش الطرفين في نفس القرية».

قال محامي الأسرة محمد يوسف سيفي إن «الفوضى والارتباك» التي سادت وقت الحادث تُفسر عدم رؤية كل شاهد لكل المتورطين. وأضاف: «الأمر الوحيد الذي يجب النظر فيه هو ما إذا كانت هناك أدلة ضد الأشخاص الذين سُمّوا».

أشار الطلب أيضاً إلى أن الشرطة صادرت خمسة عصي وقطع حديدية وقطع من الطوب من المتهمين، لكنها لم تعثر على أسلحة نارية أو سيوف، على خلاف ما ورد في شكوى زوجة أخلاق. وذكر أن الجهات الرسمية عثرت على لحم في مكان الحادث اعتبرته لحم بقر. في 2016 فُتحت قضية ضد أسرة أخلاق بموجب قانون ذبح الأبقار ولا تزال منظورة أمام محكمة في الولاية.

لكن الأسرة نفت مراراً هذا الادعاء.

وزعم السيد سيفي أن القضية وُضعت للضغط على الأسرة، مشيراً إلى تقرير بيطري محلي حدد أن اللحم كان من غنم وليس بقرة.

وبينما تنتظر العائلة بقلق قرار المحكمة، لا تزال تحافظ على أملها.

قال شقيق أخلاق: «لا زلت أومن بالمحكمة. أعتقد أن العدالة ستتحقق ذات يوم». أرجو تزويدي بالنصّ المراد إعادة صياغته وترجمته؛ اذ لم يُرفق أي نصّ في رسالتك.

أضف تعليق