استطلاع مشترك لرويترز وإبسوس يُظهر أن 59% من المشاركين في الولايات المتحدة يعتبرون أن الحملة العسكرية على قطاع غزة كانت مفرطة.
واشطن — يشير استطلاع رأي جديد إلى أن غالبية الأمريكيين تؤيد اعتراف جميع دول العالم بدولة فلسطين، بينما يتواصل تراجع التأييد الشعبي لسياسات إسرئيل في أعقاب فظائع تُسجل في غزة.
أجاب نسبة كبيرة من المستطلعين — 59% — بأن رد القوات الإسرائيلية في غزة كان مفرطاً. وقد شمل الاستطلاع 4,446 بالغاً في الولايات المتحدة وأُجري بين 13 و16 أغسطس.
وافق 58% من المشاركين على العبارة القائلة إن «فلسطين ينبغي أن تُعترف بها كدولة من قِبل جميع أعضاء الأمم المتحدة». وبلغ هذا التأييد 78% بين الناخبين الديمقراطيين مقابل 41% بين الجمهوريين. ولافت أن نسبة الديمقراطيين الذين قالوا إن «إسرائيل ينبغي أن تُعترف بها كدولة من قِبل جميع أعضاء الأمم المتحدة» كانت أقل بقليل (77%).
تأتي هذه النتائج في ظل سخط دولي متزايد إزاء ما يُوصف بحملة دمار وتجويع وتهجير في غزة، واصفة من قبل منظمات حقوقية بارزة بأنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وقد أعلنت عدة حلفاء للولايات المتحدة، من بينهم فرنسا وبريطانيا وكندا، نيتهم الاعتراف بفلسطين دولة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضت تلك الجهود الدولية ووصفتها بأنها بلا معنى. ومع ذلك، فإن الغالبية الساحقة من دول العالم تعترف بالفعل بفلسطين، ولا يزال السؤال مطروحاً حول الكيفية التي قد تؤثر بها اعترافات غربية إضافية على مجريات الحرب الإسرائيلية في غزة وعلى توسع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية — الإقليمين اللذين ستشكّلان دولة فلسطين المحتملة.
ناشطو حقوق الإنسان يدعون المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات ملموسة على إسرائيل بسبب الانتهاكات ضد الفلسطينيين، بما في ذلك فرض حظر على بيع الأسلحة وقيود اقتصادية.
ورغم احتجاجات دول أوروبية، تمضي إسرائيل قدماً في خطتها للاستيلاء على مدينة غزة، وهو هجوم من شأنه أن ينزع آلافاً من السكان ويقضي على ما تبقى من أكبر مدن فلسطين سابقاً. وفي الضفة الغربية، تتزايد الهجمات العسكرية واعتداءات المستوطنين بينما تواصل السلطات الإسرائيلية بناء مستوطنات جديدة مخالفة للقانون الدولي.
ورحب وزير المالية الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش بخطة إعلان بناء 3,400 وحدة سكنية غير قانونية بين شرق القدس المحتلة ومجتمعات فلسطينية في الضفة الغربية، واعتبرها خطوة تقضي عملياً على إمكانية قيام دولة فلسطينية. «الدولة الفلسطينية تُمحى من على الطاولة ليس بشعارات بل بالأفعال،» قال سموتريتش بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، «كل مستوطنة، كل حي، كل وحدة سكنية هي مسمار آخر في تابوت هذه الفكرة الخطيرة.»
في العام الماضي، حكمت محكمة العدل الدولية بأن وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة — غزة والضفة الغربية بما فيها شرق القدس — غير مشروع وأنه ينبغي أن ينتهي «في أسرع وقت ممكن». كما تنص اتفاقية جنيف الرابعة، التي وقعت عليها إسرائيل، على حظر نقل القوة القائمة بالاحتلال أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأراضي المحتلة.
على مدى عقود دعمت إدارات أمريكية متعاقبة لفظياً حل الدولتين، بينما واصلت تقديم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لإسرائيل، ما عمّق من سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية. ويمثّل موقف ترامب انقلاباً عن السياسة التقليدية، إذ امتنع عن تأييد حل الدولتين صراحةً ورفض انتقاد توسع المستوطنات.
ومع ذلك، يواصل الرأي العام الأمريكي الانحراف تجاه النقد من سياسات إسرائيل. ففي استطلاع أجرته YouGov نُشر الثلاثاء، اعتقد 43% من المستطلعين الأمريكيين أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، مقابل 28% تعارض هذا الوصف.