ديفيد دياو يكشفُ عن تفاصيل لوحته التي تزيّن غلاف مجلة «آرت إن أمريكا»

ديفيد دياو، الذي ظهرت لوحته «باوهاوس ما زال ينظر إلى دي ستايل» (2018) على غلاف عدد الخريف من مجلة Art in America، خُصِّص له ملف في المجلة. من مرسمه في نيويورك سرد دياو لمحرري المجلة قصة الخلفية المفاهيمية للعمل المعروض هنا كاملةً.

قد يقول البعض إن ما أفعله يتقاطع مع ما يمكن تسميته «ترويج الصور»—أبحث عن عناصر تحمل دلالة مجازية أو امتدادًا تاريخياً، وأجعلها محاور أعمالي. هدفي أن تحمل تجريدياتي سردًا خلفيًّا ذا صلة تاريخية، لا أن تظل مجرد تجريد خالص. أميل لأن يحمل عملي دلالة أضيق وأوضح، وهذا ما صار أكثر وضوحًا منذ عام 1984 حين رسمت «على أرضنا» التي جمعت علم فلسطين بنمط تجريدي مأخوذ من رسم سوبروماتيستي لإيليا تشاشنيك. كانت تلك أول لوحة أنجزتها بعد فترة توقف عن العمل لعدة سنوات، ثم انتقلت الى ماليفيتش بسرعة.

أعيد إلى أعمالي كثيرًا إذا شعرت أن أفكارها ما تزال حمَلة قيمة. صنعت نسخة من هذه اللوحة عام 1987 بعنوان «باوهاوس ينظر إلى دي ستايل»، وهذه النسخة الحالية سميت «باوهاوس ما زال ينظر إلى دي ستايل». على اليسار يظهر رمز البروفايل الخاص بالباوهاوس من تصميم فيلموس هوزار، وعلى اليمين كرسي «الأحمر-الأزرق» لجيريت ريتفيلد بعد إزالة العوارض السوداء عنه. يسعدني أن يُقرأ التكوين على هيئة وجه.

رمز البروفايل هذا موجود تقريبًا في كل كتاب عن الباوهاوس، والكرسي استلهمته من بوستر لمتحف إسرائيل. بين الحركات تاريخيًا علاقة وثيقة: أفراد من الباوهاوس انضموا إلى دي ستايل—وكان هوزار نفسه مشاركًا في الحركة. لطالما اعتبرت ريتفيلد مهمًا كمثل أي فنان، رغم شهرته كمصمم كراسي ومهندس معماري. لدي خمسة نسخ من كراسي ريتفيلد؛ في الستينيات قايضت سجادة مغربية مع فنان اسمه غاري هدسون مقابل كرسي الأحمر-الأزرق، والكرسي البرليني الذي أعيد بناؤه لعدد من اللوحات كان لورشة عمل قادها شخص تعاون مع دونالد جاد. كلها نسخ وليست قطع أصلية.

يقرأ  أخطاء مقابلات الذكاء الاصطناعي التي يجب على الشركات تفاديها لتحقيق أفضل النتائج

أحب استخدام اللون، فهو غالبًا العنصر الذاتي في أعمالي. أريد للألوان أن تكون ظاهرة وجميلة. يمكن أن تشير كل أعمالي إلى لوحات المونوكروم لأنني أعدّ أرضية (ground) قبل أن أباشر أي شيء فوقها. داخل الكرسي هناك طائرة زرقاء بالكاد تُرى؛ اخترت جعل الخلفية زرقاء لتعويض الزرقة المفقودة من صورة الكرسي. وفي هذه الحالة، ثمة حادث ما في تلك الخلفية—ليست زرقاء مسطحة مطلقة.

قمت أيضًا بطباعة عمل باتباع تقنية اللوح الحجري (ليتوغرافيا) عام 2019. أعجبتني هذه الصورة إلى حد أنني رغبت في أن تظهر بنسخ متعددة في العالم. وأعتقد أن امتلاك روح فكاهية مهم—هذا ليس مسألة حياة أو موت. لدي نهج خفيف الظل تجاه الموضوع.

أضف تعليق