كشف عن منشأة رومانية أثرية لإنتاج زيت الزيتون في تونس

فريق دولي من الباحثين من إسبانيا وتونس وإيطاليا كشف عن منشأة لإنتاج زيت الزيتون بمقياس صناعي في تونس، قرب الحدود الغرببة مع الجزائر. الموقع الأثري الذي اكتُشِفت فيه المطحنة — هنشير البغار — يقع في جهة القصرين، التي كانت تُعرف باسم «سِليوم» عندما كانت جزءًا من الامبراطورية الرومانية.

وبحسب مقال نُشر على موقع Phys.org، تركزت الحفريات الأخيرة على منشأتين منفصلتين لعصر الزيت في سهوب جبل السماّمة، سلسلة جبلية داخل جهة القصرين. تميّزت المنطقة بتذبذب حراري وهطول أمطار محدود، ما جعلها بيئة ملائمة لزراعة أشجار الزيتون، وأصبحت إنتاجات هذه المنطقة في شمال أفريقيا من المصادر الأساسية لزيت الزيتون المزوّد إلى روما.

«تقدّم هذه البعثة فهماً غير مسبوق لتنظيم الفلاحة والبُنى الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الحدّية بأفريقيا الرومانية»، قال لويجي سبرتي، أستاذ آثار في جامعة كا فوسكاري في البندقية وأحد القائمين الرئيسيين على المشروع.

يحتضن هنشير البغار منشأتين لإنتاج الزيت. يشتمل الموقع الأول على أكبر معصرة في تونس، وثاني أكبر معصرة في الإمبراطورية، مزوَّدًا بـ 12 مكبّسًا (torcularia أو ما يُعرف بالمكابس العارضة). أما الموقع الثاني فتكشف بقاياه عن منشأة أصغر قليلًا تضم ثمانية مكابس. وتشير الدلائل إلى أن المواقع كانت نشطة بين القرن الثالث والقرن السادس الميلاديين.

«كان زيت الزيتون سلعة مركزية في الحياة اليومية للرومان القدماء،» أوضح سبرتي، «فلم يكن يُستخدم فقط كمكوّن للطهي، بل أيضًا للعناية بالجسم، وفي المناشط الرياضية، ولأغراض طبية، وحتى — إذا كان منخفض الجودة — كوقود للإضاءة.»

يقرأ  «خنافس البحر» تحصد الجائزة الكبرى في مسابقة مصوّر المحيط لعام 2025 — كولوسال

أضف تعليق