ترامب يتعهد بـ«التعاون والتنسيق» لإنهاء الحرب الأهلية في السودان

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعهّد بالتدخّل لاحتواء النزاع في السودان بعد طلبٍ ظاهر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

أعلن ترامب، يوم الأربعاء، عن عزمه التدخّل مرتين: الأولى خلال منتدى السعودية للاستتمار في واشنطن، والثانية عبر منصته الإلكترونية «تروث سوشيال». وكتب أن «قادة عرباً من مختلف أنحاء العالم، وعلى رأسهم ولي العهد السعودي المحترم، طلبوا مني استخدام سلطتي ونفوذي كرئيس لوقف ما يجري في السودان فوراً». وأضاف أن السودان «حضارة وثقافة عظيمة، للأسف تعرضت للانحراف، لكنها قابلة للإصلاح بتعاون وتنسيق الدول».

خلال المنتدى الاستثماري نقل ترامب كيف خاطبه ولي العهد شخصياً طالباً المساعدة: «ذكر السودان بالأمس، وقال لي: سيدي، تتكلم عن حروب كثيرة، لكن هناك مكان على الأرض اسمه السودان، وما يحدث هناك مريع». وأكّد ترامب أن إدارته «بدأت العمل بالفعل» على القضية خلال نصف ساعة من تلقي الطلب.

استضاف ترامب ولي العهد محمد بن سلمان في واشنطن هذا الأسبوع في أول زيارة رسمية له منذ 2018، وشهدت الزيارة تبادلاً للمديح والتأكيد على زيادة الاستثمارات بين البلدين. واختتم ولي العهد زيارته التي استمرت يوماًين بعد المنتدى الاقتصادي.

في السياق نفسه، قال ترامب، الذي يروّج لنفسه طموحاً كـ«رئيس للسلام»، إنه سيعمل مع السعودية والإمارات ومصر وشركاء عرب آخرين لإيجاد حل ينهي الفظائع ويُحدث استقراراً في السودان. وكتب: «سنعمل مع السعودية والإمارات ومصر وشركاء آخرين في الشرق الأوسط لإنهاء هذه الفظائع وفي الوقت نفسه لتهدئة الأوضاع في السودان».

اشتعلت الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023، مع اندلاع مواجهات بين القوات المسلحة السودانية والميليشيا شبه العسكرية قوات الدعم السريع للسيطرة على مناطق عدة من بينها العاصمة الخرطوم. وتسبّب النزاع في مجازر واسعة ونزوح ومجاعات. وثّقت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 3,384 وفاة مدنية بين يناير ويونيو من هذا العام، ما يضع البلاد في طريق يتجاوز حصيلة الوفيات المدنية لعام 2024 والبالغة 4,238.

يقرأ  لجنة في مجلس النواب الأمريكي تطالب بالحصول على «دفتر أعياد الميلاد» لإبستين من تركةه

أعلنت تحليلات معززة من الأمم المتحدة حدوث مجاعة في مدينتي الفاشر وكادوقلي هذا الشهر، ويوجد حوالي 45% من السكان يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة النزاع. كما أجبر القتال أكثر من أربعة ملايين شخص على مغادرة السودان، مما زاد من تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي. داخل البلاد وثّقت الأمم المتحدة دلائل على إعدامات جماعية وعنف عرقي وعنف جنسي استُخدم كسلاح حرب. ووصف توم فليتشر، المسؤول الأممي الأول للشؤون الإنسانية والإغاثة الطارئة، الفاشر بأنها «مسرح جريمة» بعد سقوطها بيد قوات الدعم السريع الشهر الماضي.

شهد السودان ثلاثة حروب داخلية خلال الأربعين سنة الماضية، مع نزاعات سابقة امتدت من 1955 إلى 1972 ومن 1983 إلى 2005. وفي الوقت نفسه، يحاول ترامب تصدير صورة «رئيس السلام» رغم حملة قصف متسعة في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي. وهو يتباهى بأنه أنهى «ثماني حروب في ثمانية أشهر»، رغم تشكيك المنتقدين بمدى ديمومة الاتفاقات التي أبرمها.

في بعض الحالات استمرت الهجمات، كما هو الحال في حرب إسرائيل على غزة التي اعتبرها خبراء الأمم المتحدة إبادة جماعية. وفي ملف مصر وإثيوبيا، يرى منتقدون أنه لم تكن هناك حرب حقيقية لإنهائها، رغم أن التوترات بين البلدين تراكمت على مدى سنوات. ومع ذلك، وعد قادة عدد من الدول — بينها إسرائيل وأرمينيا وأذربيجان — بترشيح ترامب لنيل جائزة نوبل التي يطمح إليها.

وأبرز ترامب أيضاً الاحتياجات الإنسانية الملحّة للمدنيين المتأثرين بالنزاع: «الطعام والأطباء وكل شيء آخر مطلوب بشكل يائس»، مطالباً بتنسيق دولي لوقف المأساة وتقديم الإغاثة العاجلة.

أضف تعليق